انتقلت موجة التسريبات في مصر من عالم السياسة إلى امتحانات الثانوية بشقيها العام والأزهري، حيث راجت أخيرا صفحة على موقع التواصل "فيسبوك" بعنوان "شاومينغ بيغشش الثانوية العامة"، يشرف عليها مجموعة من الطلاب مهمتهم تسريب أسئلة الامتحانات وإجاباتها.

Ad

وفي حين بدأت امتحانات الثانوية الأزهرية، قبل أسبوع، انطلقت امتحانات الثانوية العامة، أمس، في بعض المحافظات، على أن تنتهي في 30 الجاري، في وقت بدأت صفحة "شاومينغ" نشاطها بتسريب أسئلة وإجابات امتحان مادة القرآن الكريم في الثانوية الأزهرية، القسم الأدبي، بينما يترقب طلاب الثانوية العامة تسريبات تعزز فرصهم في النجاح.

كانت صفحة "شاومينغ" انطلقت منذ أعوام في تسريب الامتحانات، ولم يتم إغلاقها حتى الآن، ويتم تسريب الأسئلة بعدة طرق، بينها تصوير طالب لأسئلة الامتحان وتحميلها عبر موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، أو عبر شبكة التواصل "بي بي إم" المتاحة على الهواتف الذكية.

وبينما تعتمد طريقة الغش بهذا الأسلوب على دخول الطلاب إلى شبكة الإنترنت من هواتفهم النقالة، قال طالب في الثانوية العامة يدعى عمر المصري، إن صفحة "شاومينغ" لم يتم إغلاقها أو ملاحقتها أمنيا، لكن وزارة التربية والتعليم أجبرت الطلاب هذا العام على التوقيع على استمارة تفيد بمنع اصطحاب الهاتف النقال أثناء الامتحان، والطالب المخالف يحرم من أداء الامتحان مدة عامين.

من جهته، قال وكيل أول وزارة التربية والتعليم السابق رضا أبوسريع إن صفحة "شاومينغ" يديرها مدرسون محترفون وأصحاب مراكز للدروس الخصوصية ويعملون على تأمينها ضد قراصنة الإنترنت للتربح من ورائها، موضحاً أن "التربية والتعليم" طالبت وزارة الاتصالات بإغلاق هذه الصفحات، إلا أن الأخيرة رفضت بحجة إمكان تأثير ذلك على خدماتها للعملاء، واعتبر أبوسريع أن الحل في استخدام أجهزة تشويش داخل لجان الامتحانات لمنع الغش هاتفيا أو عبر الإنترنت.

في السياق، قال الخبير التربوي كمال مغيث لـ"الجريدة" إن تسريب الامتحانات عبر "شاومينغ" سببه أن منظومة التعليم في مصر تقوم على الحفظ والتلقين، ومع وجود فرص محدودة لدخول الجامعة، ما يدفع الطلاب إلى الغش، موضحا أن وزارة التربية والتعليم يجب أن تطور أدواتها في ظل التقدم التقني الحادث، متوقعا ارتفاع معدلات الغش هذا العام.