أقر الكونغرس الأميركي بصورة نهائية أمس قانوناً يمنح البرلمانيين حق النظر في الاتفاق النووي النهائي المحتمل التوصل إليه هذا الصيف بين إيران والدول الكبرى.

Ad

وصوت مجلس النواب بأغلبية 400 صوت، مقابل 25 لمصلحة النص الذي كان مجلس الشيوخ أقره بشبه إجماع في 7 مايو الجاري، علما بأن الرئيس باراك أوباما تعهد بإصداره.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إد رويس في معرض ترحيبه بنتيجة التصويت، إن «الكونغرس سيكون في موقع أفضل حتماً للحكم على أي اتفاق نهائي وضمان عدم إبرام إدارة أوباما اتفاقا سيئا».

وفي البدء عارض أوباما أن يكون للكونغرس أي كلمة في الاتفاق النهائي المفترض التوصل إليه بحلول 30 يونيو بين طهران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين، بالإضافة إلى ألمانيا). لكن بعد الإعلان الاتفاق الإطار في سويسرا في الثاني من أبريل، عاد أعضاء الكونغرس إلى الإصرار، وتدريجيا أيد الحلفاء الديمقراطيون لأوباما هذ الإجراء التشريعي.

ورضخ البيت الأبيض لنتيجة التصويت. وكان أوباما أعلن في 17 أبريل أنه لن يرد القانون، لكونه لا يعرقل المفاوضات مع إيران.

والثلاثاء استؤنفت جولة جديدة من المحادثات حول الملف النووي الإيراني بين طهران والدول الكبرى، على أمل التوصل إلى اتفاق نهائي قبل الأول من يوليو.

من جهته، قال قائد قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني، العميد محمد رضا نقدي، إن «إيران تخوض حرباً سياسية شاملة من أجل تغيير موازين القوى في العالم».

ونقلت وكالة أنباء «فارس» عن نقدي تأكيده أن بلاده تخوض حرباً اقتصادية أيضاً، من خلال خفض الغرب لأسعار النفط، في إطار ما وصفها بمؤامرة ضد الجمهورية الإسلامية، على حد تعبيره.

واعتبر نقدي في إشارة واضحة إلى تدخلات إيران في الدول العربية، أن «دولا مثل سورية وفلسطين واليمن تضحي اليوم من أجل الإسلام اقتداء بالثورة الإسلامية في إيران».

وشدد قائد الباسيج على أن إيران «وصلت إلى منعطف تاريخي، وتعتمد على تبادل القوة ومراكزها»، وقال «إننا نخوض حرباً مكتملة الأركان في المجال السياسي». واعتبر أن المفاوضات مع مجموعة 5+1 «حرب سياسية بامتياز، وتستدعي من الجميع الحذر لكي لا ترتكب الأخطاء».

وأضاف ان «الشعب الإيراني لا يرضى بارتكاب الخطأ في هذا المجال»، داعيا الدبلوماسيين والمسؤولين إلى مراعاة الخطوط الحمراء للثورة الإسلامية في المفاوضات.

وهدد نقدي الولايات المتحدة باستهداف مصالحها في الدول التي تمتلك إيران فيها نفوذا وحلفاء، قائلا «إذا أرادت أميركا القيام بعمل عسكري ضد إيران، فإننا نحذرها بأن اليوم لا ساحة من الساحات تخلو من المواجهة مع الاستكبار»، ملوحاً بالرد على أميركا عن طريق حلفاء طهران والميليشيات التابعة لها في بعض دول المنطقة.

(واشنطن، طهران- أ ف ب، فارس)