أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان-إيف لودريان أمس، أن بلاده ستنشر عشرة آلاف عسكري اعتباراً من اليوم لضمان أمن "النقاط الحساسة في البلاد" بعد اعتداءات باريس.

Ad

وفي ختام اجتماع حول الأمن الداخلي عقد في قصر الإليزيه، قال لودريان، إن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "طلب من القوات المسلحة المشاركة في أمن النقاط الحساسة في البلاد"، مشيراً الى "حجم التهديدات" التي لا تزال تواجهها فرنسا.

وبعدما تحدث عن "عملية داخلية فعلية"، أكد وزير الدفاع الفرنسي أنها "المرة الأولى التي يتم فيه حشد مثل هذا العدد من القوات على أراضينا"، مضيفاً: "لقد قررنا مع رئيس هيئة أركان الجيوش تعبئة عشرة آلاف رجل سيتولون حماية نقاط حساسة في مجمل الأراضي اعتباراً من مساء غد (اليوم الثلاثاء)".

وأوضح أن "التعبئة بدأت وستتواصل بفضل قدرة تفاعل كبيرة جداً من جانب قواتنا ومهنية عالية، ما سيتيح لنا المساهمة في ضمان أمن بلادنا"، رافضاً الكشف عن طبيعة النقاط الحساسة بقوله: "يستحسن عدم كشفها".

حماية اليهود

من جانبه، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف نشر نحو خمسة آلاف عنصر من قوات الأمن والشرطة اعتباراً من الأمس لحماية 717 مدرسة وأماكن عبادة يهودية في فرنسا وإرسال تعزيزات عسكرية أيضاً في غضون 48 ساعة.

وأدلى كازنوف بهذا التصريح أمام أهالي تلاميذ مدرسة يهودية بضاحية جنوب باريس بالقرب من الموقع الذي قام فيه حمدي كوليبالي أحد منفذي اعتداءات الأسبوع الماضي في فرنسا، بقتل شرطية الخميس قبل أن يهاجم في اليوم التالي متجراً للأطعمة اليهودية في شرق العاصمة.

مطاردة متواصلة

إلى ذلك، قال رئيس الوزراء مانويل فالس، إن قوات الأمن تواصل عملية "مطاردة" بحثاً عن "شريك" أو أكثر لمنفذي اعتداءات باريس التي أوقعت 17 قتيلاً بينهم 12 في الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الهزلية الأربعاء وشرطية الخميس وأربعة رهائن الجمعة في متجر للأطعمة اليهودية.

وقال فالس، لإذاعة راديو "مونتي كارلو" وشبكة "بي إف إم تي في" إن "المطاردة متواصلة ونعتبر أن هناك بالفعل شركاء محتملين".

حياة بومدين

في تركيا، أعلن وزير الخارجية مولود جاوش أوغلو أمس، أن حياة بومدين رفيقة كوليبالي محتجز الرهائن الذي قتلته الشرطة في باريس والمطلوبة في فرنسا، دخلت سورية في الثامن من يناير عبر تركيا.

وقال الوزير جاوش أوغلو، لوكالة الأناضول الرسمية، "لقد وصلت إلى تركيا في الثاني من يناير قادمة من مدريد وهناك صور لها في المطار"، مضيفاً: "بعد ذلك، أقامت مع شخص آخر في أحد فنادق حي كاديكوي (ضفة اسطنبول الآسيوية) ثم توجهت إلى سورية في الثامن من يناير وبياناتها الهاتفية تثبت ذلك".

«بيغيدا» تتظاهر

وفي ألمانيا، استفادت حركة "بيغيدا" الألمانية المناهضة للإسلام، التي تثير معارضة متزايدة لدى مؤيدي مجتمع منفتح ومتسامح، من اعتداءات الجهاديين في فرنسا خلال مسيرة نظمها أمس في دريسدن (شرق).

ومنذ أكتوبر تحشد بيغيدا (وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب) كل يوم اثنين متظاهرين ضد الإسلام وطالبي اللجوء، وهي تزيد أعداد المشاركين بشكل كبير، من 500 شخص في أول مسيرة في 20 أكتوبر إلى عشرة آلاف مطلع ديسمبر وصولاً إلى 18 ألفاً الاثنين الماضي، وهو رقم قياسي.

وفي التظاهرة الـ 12، التي شهدتها مساء أمس مقاطعة ساكسونيا وتجاوز عدد المشاركين فيها  عتبة الـ 20 ألف متظاهر، وجّه المنظمون تحية "لضحايا الإرهاب في باريس" ودعوا مناصريهم إلى وضع شارة سوداء علامة الحداد ولزموا دقيقة صمت خلال التجمع الجديد.

وفي أماكن أخرى، نزل "الوطنيون" إلى الشوارع كما حصل في بون وبرلين، ومساء أمس شهدت لايبزيغ أول تظاهرة مؤيدة لـ"بيغيدا"، ولهذه التظاهرة رمزية كبرى لأنه من ذلك المكان عام 1989 أدت "تظاهرات الاثنين" إلى سقوط جدار برلين، وبعد 25 سنة، جيّرت "بيغيدا" لحسابها الشعار التاريخي "نحن الشعب" وأصبح يردده حالياً مناصروها.

المعاداة تتسع

وتتسع هذه الحركة وصولاً إلى أوروبا، ففي فيينا من المرتقب تنظيم أول مسيرة بيغيدا في نهاية يناير، وتم إنشاء صفحات على فيسبوك لهذه الغاية في السويد والنروج (6 آلاف وألفا متابع على التوالي). لكن في مواجهة ذلك، يبقى مناهضو "بيغيدا" أكثر عددياً في ألمانيا حيث جمعت عدة تظاهرات مضادة أعداداً أكبر من الناس، فبعد يومين من مشاركة نحو 35 ألف شخص السبت في دريسدن دفاعاً عن مجتمع منفتح ومتسامح، نزل أمس مجدداً إلى شوارع برلين أنصار مجموعة "لا لبيغيدا، لا للعنصرية".

مسيرة صامتة

وبعد هجمات فرنسا، دعت عدة منظمات مسلمة أيضاً الى مسيرة صامتة اليوم في برلين، عشية استقبال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تنتقد بشدة حركة بيغيدا، للمرة الأولى رئيس الوزراء التركي الإسلامي أحمد داود أوغلو. وبحسب الصحافة التركية، فإن داود أوغلو سيطلب من ميركل القيام بتحركات ملموسة لوقف تصاعد المشاعر المناهضة للإسلام في ألمانيا حيث أظهر استطلاع للرأي نشر أخيراً أن 57 في المئة من الأشخاص يعتبرون الإسلام "تهديداً".

ألمانيا متسامحة

ومن المقرر أن تشارك ميركل وعدد من وزرائها اليوم في تظاهرة الجمعيات الإسلامية "من أجل ألمانيا منفتحة ومتسامحة"، وفق المتحدث باسم الحكومة غورغ شترايتر، الذي أوضح خلال مؤتمر صحافي أمس أن المستشارة ونائبها سيغمار غابريال ووزراء آخرين بينهم وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير سيشاركون في التظاهرة أمام بوابة براندبورغ في برلين.

وبحسب متحدثين باسمهم، فإن وزراء الخارجية والعدل والداخلية والأسرة قرروا المشاركة في هذه المسيرة التي تنظمها جمعية "المجلس المركزي للمسلمين" و"رابطة الجالية التركية في برلين".

(باريس، برلين، أنقرة-

أ ف ب، رويترز، د ب أ)