دهمت قوات الأمن اللبنانية أمس، مبنى مخصصاً للسجناء الإسلاميين في سجن رومية بهدف القضاء على حركة الاتصالات التي تتم من داخل السجن، بعد أن تبين أن الانتحاريين اللذين نفذا التفجير المزدوج في جبل محسن بطرابلس، تلقيا الأوامر من داخل السجن.
نفَّذت القوى الأمنية اللبنانية عملية دهم في سجن رومية أمس، استهدفت بشكل خاص مبنى مخصصاً للسجناء الإسلاميين، تحت عنوان "تنفيذ خطة أمنية متكاملة للقضاء على الفلتان المستشري في السجن".الا أن الهدف الرئيسي من العملية، كان القضاء على حركة الاتصال من داخل السجن ومصادرة الهواتف النقالة بحوزة بعض السجناء المهمين خصوصاً بعدما تبين أن الانتحاريين اللذين نفذا التفجير المزدوج في جبل محسن بطرابلس، تلقيا الأوامر من داخل السجن.بيان الأمن الداخليوقالت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان أمس، إن "قوى الأمن الداخلي نفذت عملية أمنية داخل سجن رومية، ونقلت عدداً من السجناء من المبنى ب إلى المبنى د، وقد قام بعض السجناء بأعمال شغب فعمدوا إلى افتعال الحرائق احتجاجاً على الإجراءات الأمنية التي تُنفذها العناصر المولجة حراسة السجن".وأضاف البيان، أن "العملية تأتي استكمالاً للخطة الأمنية العامة التي تُنفّذ في مختلف الأراضي اللبنانية وسجن روميه جزءٌ منها، ولا سيما بعد أن تبيّن أن هناك إرتباطاً لعدد من السجناء بالتفجيرين الإرهابيين الذي وقع في منطقة جبل محسن".وطمأنت في بيانها أهالي السجناء أن "جميعهم بخير، ويتم نقل بعضهم إلى المبنى د الجديد".المبنى «ب»وأشارت مصادر أمنية الى أن "التحقيقات بقضية تفجيري جبل محسن، قادت الى الكشف عن أن المنفذين الانتحاريين تلقيا تعليماتهما وكامل التفاصيل المتعلقة بالعملية من سجناء في المبنى ب"، مضيفة أنه "بعدما تم وضع جلسة مجلس الوزراء المصغرة التي انعقدت برئاسة الرئيس تمام سلام والقادة الأمنيين في جو المعلومات ونتائج التحقيقات اتخذ القرار بدخول القوى الأمنية إلى المبنى ب ضمن خطة أمنية كانت معدة منذ زمن، لكنها لم تحظ بموافقة المسؤولين قبل ذلك، نتيجة تباينات في الرؤى المتعلقة بمعالجة قضية السجون بين المسؤولين السياسيين والأمنيين".المشنوقوقال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، في مؤتمر صحافي عقده في سجن رومية، إنّه "بعد تسع ساعات من عملية محترفة نفذتها قوى الأمن بشعبة معلوماتها والفهود، استطعنا أن نحقق انتصاراً جديداً للدولة والاعتدال".وأضاف: "هذا ما أنهى أسطورة اسمها سجن رومية"، لافتاً إلى أنّ "أهم ما فيها عندما توجد الإرادة والإستمرار والتعاون مع الجيش، لمواجهة كلّ القوى غير الشرعية".وأشار إلى أنّ "كلّ الروايات التي سمعتموها سابقاً عن غرفة العمليات في السجن، التي تولّت الكثير من العمليات الإرهابية في المنطقة انتهت بفضل هذا الجهد".وذكر، أنه كان هناك اعتقاد "بأننا لن نستطيع القيام بها، اخترنا الوقت المناسب للقيام بهذه العملية دون إراقة الدماء"، مشدداً على أنّ "أبطالنا بكلّ القوّة الأمنية والجيش قادرين على حماية الدولة والقرار السياسي وكلّ مواطن سياسي، وانتقلنا الآن من مرحلة إلى مرحلة".وقال المشنوق، "خلال مرحلة قصيرة، سنعيد ترميم المبنى الرئيسي بالسجن حيث ستُحترم حقوق الانسان ويُحقَّق الحد الأدنى من حقوق المساجين"، معرباً عن "شكره لكل من ساهم بحملة التبرع للصندوق لترميم السجن"، مطالباً "مجلس الوزراء ببناء سجن وفق خطة توضع على 3 سنوات تليق بدولتنا".وأشار إلى أنّ "معلوماتنا الاخيرة أكدت أن جزءاً كبيراً مما حدث في طرابلس أدير من داخل هذا المبنى ب"، موضحاً أن: "من قام بعملية جبل محسن بتقاريرنا ومعلوماتنا تابعان لتنظيم داعش وليس النصرة".وأضاف: "لم نتعرض لأحد ولم نؤذ أحد"، معتبراً أن "ما كان يحدث في مبنى ب يجب ألا يحدث أو يستمر لسنوات"، مؤكداً أن "التهديد لا يرعبنا والأسرى لن يصابوا بشيء ولم نتعرض لأي من المساجين".وبين أنه تم وقف حركة الإتصالات التي كانت تتم داخل المبنى ب، "ولن يحدث شيء لجنودنا الرهائن، لأننا لم نتعرض للسجناء وقمنا بواجباتنا دائما، وقد أوضحت هذا للأهالي سابقاً".«النصرة»إلى ذلك، أعلنت جبهة "النصرة" عبر إحدى حساباتها على موقع "تويتر" أمس، عن ما أسمته "مفاجآت جديدة" فيما يخص مصير العسكريين المخطوفين الأسرى لديها.وجاء في التغريدة: "نتيجة التدهور الأمني في لبنان ستسمعون عن مفاجآت في مصير أسرى الحرب لدينا.. فانتظرونا".
دوليات
لبنان: دهم «مبنى الإسلاميين» في رومية و«النصرة» تهدّد
13-01-2015