في جولة قامت بها «الجريدة» على حقل برقان الكبير، وقفت على عثور فريق كشف الألغام بالمشروع على 372 لغماً وقطعةً حربيةً من مخلفات الغزو العراقي الغاشم، فضلاً عن معاينتها أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا المسوحات الزلزالية العالمية، في حقل يعد ثاني أكبر الحقول المنتجة في العالم.

Ad

حققت شركة نفط الكويت قفزات هائلة منذ اكتشاف النفط في ثلاثينيات القرن الماضي، ولتوضيح أين وصلت قدرات الشركة الاستكشافية والإنتاجية بعد 80 عاما لمواجهة الصعوبات المتزايدة في استخراج النفط والغاز، كان لـ"الجريدة" جولة خاصة في مشروع المسح الزلزالي ثلاثي الابعاد عالي الدقة لحقل برقان الكبير والمناطق المحيطة.

تطور غير مسبوق

 وفي الجولة، أكد نائب الرئيس التنفيذي لشركة نفط الكويت لمديرية الاستكشاف والغاز، مناحي العنزي، أن السنوات العشرين الأخيرة شهدت قفزات هائلة وتطورا غير مسبوق في عمليات استكشاف النفط والغاز الطبيعي، حيث بدأت الشركة عام 1995 في تنفيذ أحد أكبر المشاريع الاستكشافية ربما على مستوى العالم في ذلك الوقت، إذ تم تنفيذ مسح زلزالي ثنائي الأبعاد غطى جميع الأراضي اليابسة للكويت، بمجموع أطوال 13.000 كم2، اضافة الى تنفيذ أول مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد غطى جميع الحقول النفطية المنتجة بمساحة تقدر بـ 4500 كم2.

وأشار العنزي إلى ان المسوحات والدراسات التي تمت ادت إلى تحقيق طفرة في عمليات الاستكشاف، وتحديدا للنفط الخفيف والغاز الطبيعي بمناطق شمال الكويت في حقول رحية، وأم نقا، وصابرية، وشمال غرب الروضتين، وأدت كذلك إلى تطوير وتنمية الإنتاج في جميع حقول البلاد.

وأضاف أن توجه "نفط الكويت" لاستكشاف مكامن العصور، الجوراسي العميق، والبرمي والترياسي، السحيقة يمثل تحديا وصعوبة بالغين في عمليات الاستكشاف والحفر، نتيجة للعمق، الذي يصل أحيانا إلى أكثر من 22000 قدم، وكذلك لارتفاع درجة الحرارة والضغط عند هذه الأعماق، ما يتطلب استخدام تقنيات متقدمة، وتطبيق أحدث معايير الأمن والسلامة والمحافظة على البيئة.

وحول خطط الشركة الاستراتيجية المستقبلية في مجال البحث والاستكشاف، أوضح العنزي أن "نفط الكويت" تسعى إلى تعزيز مكانتها العالمية، بخاصة في مجالي الاستكشاف والإنتاج، ولتحقيق هذا الهدف فقد أُعدت الخطط طويلة وقصيرة المدى، مبينا أنه في سبيل ذلك، أجريت العديد من الدراسات الجيوفيزيائية والجيولوجية وغيرها من الدراسات المعنية بالكشف عن المكامن النفطية الجديدة وإضافة احتياطيات جديدة وكذلك تعويض الانتاج اليومي.

 ولفت إلى أن الشركة تعمل بأسلوب علمي من خلال خطط استراتيجية، كخطة الشركة الاستراتيجية لسنة 2020، والخطة الاستراتيجية الطموحة 2030، مشيرا إلى أن خطة 2020 تبدأ من اكتشاف مكامن النفط التقليدية التي لا تحتاج إلى تقنيات حفر عالية، ثم تنتقل إلى اكتشاف المكامن الأكثر تعقيدا.

وأكد أن استخدام التقنيات الحديثة في عمليات الاستكشاف أدى إلى تحديد المزيد من المناطق ذات الاحتمالات الهيدروكربونية وتحقيق العديد من الاكتشافات المهمة، وعلى اثره كللت جهود العاملين بالاستكشاف في تحقيق استراتيجية 2020 في زمن قياسي غير مسبوق، وبنتائج أكبر من المخطط لها في عام 2006، عندما اُكتشفت كميات من الغاز في حقول الشمال، ووضعت خطة تتكون من مرحلتين للإنتاج، شملت المرحلة الأولى إنتاج 150 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا، أما المرحلة الثانية فتهدف إلى إنتاج 500 مليون قدم مكعب من الغاز في اليوم.

وأوضح العنزي أن هذا الانجاز استدعى تحديث المخطط الاستراتيجي والتخطيط لاستراتيجية 2030، التي تهدف إلى زيادة الاحتياطي ودعم الطاقة الإنتاجية للشركة، ليصل اجمالي الانتاج الكويتي الى 4 ملايين برميل يوميا من النفط، و3 بلايين قدم مكعب يوميا من الغاز.

وذكر أن مجموعة الاستكشاف تشهد تطورا ملحوظاً على أكثر من مستوى، مثل مستوى الخبرات المتراكمة، ومستوى الإنجازات، بخاصة في التعامل مع المكامن الصعبة غير التقليدية، كالمكامن الاستراتيجرافية والمكامن العميقة للعصرين الجوراسي والباليوزي السحيقين، لافتا إلى أن هذه التحديات تتطلب استثمارات كبيرة، وأيادي عاملة مدربة، وتقنيات حديثة، إضافة إلى ادارة واعية تعمل بروح الفريق. وبين أن المعدل العالمي العادي للحفر هو استكشاف 5 مكامن من أصل 10، لكن مجموعة الاستكشاف ونظرا للخبرات المتراكمة استطاعت تحقيق نجاح بمعدل 100 في المئة بهذا المجال.

المسوحات الزلزالية

ولإلقاء الضوء على طرق الاستكشاف في شركة نفط الكويت، قال مدير مجموعة الاستكشاف، احمد العيدان، إنه "عند الحديث عن المسوحات الزلزالية، أو كما يطلق عليها البعض المسوحات السيزمية، يذكر تعريف بسيط لها هو أنها عبارة ارسال موجات صوتية الى باطن الارض عبر مصادر للطاقة موجودة على سطح الارض، سواء كانت هزازات او شحنات من الديناميت، ثم يتم استقبال الموجات المنعكسة من الطبقات والاعماق المختلفة بواسطة لواقط، ويتم تسجيل هذه الموجات والزمن الذي قطعته من المصدر الى اللواقط، مرورا بالطبقات تحت السطحية المختلفة، ثم يتم معالجتها باستخدام تكنولوجيا متقدمة، لتعطي صورة للطبقات تحت السطحية وطبيعتها الصخرية والاستراتيجرافية، ومنها نستطيع تحديد مكامن وخزانات النفط".

وأضاف أن هناك ارتباطا في تسمية الموجات الزلزالية المشتقة من الزلازل، لكن الفرق هو انه في حالة الزلازل تنشأ الموجات بطريقة طبيعية نتيجة تحرك الصفائح التكتونية وكتل وصخور في باطن الارض، ولا يمكن التنبؤ بوقت حدوثها أو التحكم في شدتها، كما يكون منشأ الموجات من داخل الارض متجها الى الأعلى، بينما في حالة المسوحات الزلزالية، فإن الموجات تنشأ بطريقة صناعية بحتة، ويمكن التحكم في شدتها، ويكون اتجاهها من أعلى الى أسفل، حيث إن مصدر الموجات موجود على سطح الارض، ولا يوجد لها أي ثأئير سلبي.

وحول اعمال المسوحات التي تقوم بها "نفط الكويت" مع شركة شلمبرغير، أشار العيدان الى أن الشركة انتهت بالتعاون مع "ويسترن جيكو العالمية"، إحدى شركات شلمبرغير، من تنفيذ واحد من أكبر المشاريع الاستراتيجية في مجال البحث والاستكشاف عن النفط والغاز الطبيعي، وهو مشروع المسح الزلزالي ثلاثي الابعاد عالي الدقة في حقول شمال الكويت والمناطق المحيطة بها، وبمساحة اجمالية بلغت 4650 كم2، بما يعادل 26 في المئة من المساحة الاجمالية للكويت.

 وأوضح أن هذا المسح نفذ باستخدام تكنولوجيا اللواقط الرقمية الأحادية، وباستخدام أكثر من 220000 لاقط أحادي رقمي، حيث يبلغ حجم المعلومات المسجلة يوميا ٥٠٠٠ غيغا بايت، وهو ما يعد انجازا وتطويرا لهذه التقنية، ورقما غير مسبوق على مستوى الصناعة النفطية في العالم.

ولفت إلى أن عمليات المسح الاستكشافي ومعالجة البيانات استغرقت ثلاث سنوات، بتكلفة اجمالية بلغت 185 مليون دولار، حيث شارك العديد من خبراء الجيولوجيا والجيوفيزياء في عمليات تخطيط وإعداد وتصميم برامج الأعمال الحقلية، ومعالجة وتحليل البيانات، مشيرا إلى ان المشروع كان يهدف إلى استكشاف المكامن غير التقليدية للعصر الجوراسي بأعماق تصل الى 17000 قدم، ومكامن العصر البِرمي السحيق، التي يصل عمقها الى أكثر من 20000 قدم، وكذلك التحديد الدقيق لمكامن العصر الطباشيري المنتجة لدعم عمليات التطوير والإنتاج.

وأكد العيدان أن النتائج الأولية تشير الى زيادة في دقة البيانات وتحسن الصورة الجيولوجية، بدءا من الطبقات السطحية حتى صخور القاع، الأمر الذي سيعزز فرص الاستكشاف لمناطق جديدة واعدة ونطاقات لم تستكشف من قبل، مضيفا أن النتائج تشير أيضا إلى وجود امتدادات لبعض المكامن المنتجة، ما يزيد من الاحتياطي الاستراتيجي لهذه المناطق، ويساهم في زيادة الإنتاج مستقبلا.

وتابع أن بيانات ونتائج هذا المشروع تساهم في رسم صورة شاملة عالية الدقة للتراكيب الجيولوجية المختلفة لمناطق شمال الكويت، التي سوف تؤدي الى تحديد مناطق ونطاقات ذات احتمالات عالية للنفط الخفيف والغاز الطبيعي، كما ستؤدي دقة البيانات الى تقليل عامل المخاطرة في عمليات الحفر الاستكشافي العميق، وعمليات الحفر التطويري.

مسح حقل برقان

وأوضح العيدان أن شركة نفط الكويت تقوم حاليا بتنفيذ مشروع المسح الزلزالي ثلاثي الابعاد عالي الدقة لحقل برقان الكبير والمناطق المحيطة، بغرض التنمية والتطوير على مساحة سطحية تقدر بـ1600 كم2، وهي بقعة مكتظة باعمال الحفر والانتاج، وتضم جزءا من مناطق سكنية ومناطق عسكرية ومركز ارسال للاذاعة، وكذلك مطار الكويت الدولي ومناطق أخرى تابعة لجهات حكومية أو خاصة، الأمر الذي يمثل تحديا كبيرا، ويتطلب تخطيطا على أعلى مستوى، وتنسيقا واعيا مع العديد من هيئات ومؤسسات الدولة، وكذلك الافراد.

وأشار إلى أنه "نظرا لما يتمتع به حقل البرقان من أهمية، لكونه ثاني أكبر الحقول المنتجة على مستوى العالم، فقد تم التخطيط لاستخدام احدث ما وصلت اليه تكنولوجيا المسوحات الزلزالية على مستوى العالم، حيث يتم استخدام تقنية احادية المصدر، وأحادية اللواقط"، مضيفا أن الاعمال الحقلية بدأت في أكتوبر2014، ومن المتوقع أن تنتهي في نوفمبر 2016، ويتبعها تسعة أشهر لاستكمال تحليل ومعالجة البيانات، وتبلغ التكلفة الاجمالية للمشروع حوالي 250 مليون دولار.

وفي ما يتعلق بأهداف المسح الزلزالي بمنطقة البرقان، وكيف يساهم ذلك في تطوير الانتاج والحقول وإدارة المكامن، أكد العيدان أن الهدف الرئيسي لهذا المسح هو الحصول على صورة ذات أعلى دقة ممكنة لمكامن العصر الطباشيري، التي يتراوح عمقها ما بين 3000 الى 5000 قدم، وبخاصة مكمنا "برقان" و "وارا" ذوا المسامية العالية، موضحا أن الاهداف الثانوية للمسح تتمثل فى الحصول على تفاصيل عالية الدقة لمكامن العصر الطباشيري القديمة، مثل مكمن "مناقيش"، الذي يتراوح عمقه بين 6500 الى 8500 قدم، والحصول على صور عالية الدقة لمكامن العصر الجوراسي، التي يتراوح عمقها بين 10000 الى 12500 قدم، وللمكامن غير التقليدية مثل "النجمة" و"السارجيلو" على عمق من 8000 الى 10000 قدم، وما يتطلبه ذلك من درجة وضوح من 100 الى 150 قدما، الأمر الذي يمثل تحديا كبيرا عند هذه الاعماق.

وأشار إلى ان تحقيق الاهداف السابقة يساهم في تفادي المخاطر بمرحلة الحفر، التي تتمثل في الصدوع الصغيرة والفراغات وجيوب الغاز، خصوصا في الطبقات الضحلة على عمق من 500 الى 4000 قدم، مضيفا ان هذا المسح يزودنا بخرائط تركيبية ذات دقة عالية للصخور تحت السطحية والمكامن، ما يساهم في تطوير طريقة التعامل مع المكامن غير التقليدية، والتخطيط الجيد لعمليات الانتاج و التنمية.

ولفت الى أن "التقنية المستخدمة، وهي أحادية المصدر، وأحادية اللواقط، سوف تعطينا بيانات زلزالية هي الامثل، لتكون الاساس لمسح رباعي الابعاد في المستقبل، لدراسة تأثير الانتاج على المكامن الموجودة، ما يساهم في اعداد الدراسات والخطط لأفضل الاساليب لإدارة المكامن.

الملا: 25% نسبة الإنجاز في مشروع مسح «برقان»

حول سير المشروع والأعمال الحقلية، والخطوات التي اتخذت لمراعاة الصحة والسلامة والبيئة، وعن النسبة التي قطعها مشروع مسح حقل برقان حتى الان، قال رئيس فريق عمليات التنقيب في شركة نفط الكويت، خالد الملا، إنه "نظرا لحجم وموقع عمليات المشروع الحقلية، بدأنا التخطيط والتنسيق المبكر مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة، تفاديا لأي أضرار أو خسائر، وللحفاظ على أعلى درجات الصحة والسلامة والبيئة المتبعة عالميا، حيث قمنا بتكليف المقاول (شركة ويسترن جيكو) بعمل دراسة بيئية متكاملة لتقييم التأثيرات المحتملة على البيئة و دراسة كافة الاحتمالات"

وأضاف أن الشركة عملت دراسة لتحديد المسافات الآمنة بين مصادر الموجات ومنشآت البنية التحتية ومراكز التجميع والآبار والمباني وأنابيب النفط، موضحا انها "حرصت على التأكد من استعداد موظفينا في هذا المجال، من خلال التدريب الدوري والالمام بكل القواعد العالمية للحفاظ على سلامتهم وسلامة البيئة.

وذكر أن المشروع بدأ في أكتوبر 2014، وأن العمل فيه مستمر على مدار 24 ساعة في اليوم، وطوال أيام الاسبوع، قائلا: "أنجزنا حتى الآن 25 في المئة من المشروع"، متوقعا أن ينتهي في الموعد المحدد عام 2016.

وفي ما يتعلق بالتحديات التي تواجه عمليات المشروع، وبخاصة التي تكون في فترة الشتاء والسرايات، أوضح المُلا أنه لجمع البيانات الزلزالية ولتغطية مساحة المشروع بالكامل تقتضي الضرورة اللوجيستية تقسيم المسح الى مجموعة من مساحات أصغر كل منها تسمى Swath او رقعة، مشيرا إلى أن المعدات المستخدمة في هذا المشروع، وبخاصة اللواقط، وصل عددها إلى 220000 لاقط، وأن التصميم الهندسي لتوزيع اللواقط في هذا المشروع يمتد على مساحة 144 كم2 لكل Swath او رقعة.

وأضاف أنه خلال فصل الشتاء تتعرض مناطق المشروع الى العواصف البرقية، ما يتسبب في تدمير اللواقط، ولتجنب هذا يتم فصل هذه اللواقط والمعدات قبل بدء العاصفة وخلالها، وكذلك تتوقف الاعمال الحقلية خلال السرايات والغبار، حفاظا على سلامة طاقم العمل.

وأكد أن التواصل والتعاون قائم حاليا مع كل الجهات الحكومية والاهلية في أعلى مستوياته، وتجلى هذا في المشاريع السابقة بشمال الكويت، ومشروع المسح الجوي للجاذبية والمغناطيسية لكل مناطق الكويت البرية والبحرية، وكذلك خلال المشروع الحالي في حقل برقان الكبير، حيث يجري التنسيق مع جميع الجهات، وقد أبدى الجميع التعاون من أجل مصلحة الكويت.

وعن تمشيط المنطقة من الألغام والإجراءات المتبعة في حال وجود هذه الأجسام، قال المُلا إن "الكشف عن الالغام والاجسام الغريبة من مخلفات الحرب قبل الدخول الى موقع العمل، في مقدمة أولوياتنا"، مضيفا ان المقاول قام بالتعاقد مع واحدة من أكفأ الشركات في هذا المجال، وحتى هذه اللحظة ومنذ بداية المشروع تم العثور على 372 لغماً وقطعة حربية من مخلفات الغزو العراقي فقط في مشروع برقان، وبشأن التعامل مع هذه الاجسام يتم وضع علامات حولها، واستدعاء المختصين من الجيش الكويتي للتعامل معها.

وتابع ان "الارض (السبخة) في المشروع واحدة من أكبر التحديات التي تواجهنا في بعض المناطق، حيث لا تستطيع الهزازات، وهي مصدر الموجات الزلزالية، الدخول الى هذه المناطق، وكان الحل هو استخدام مصادر بديلة لانتاج الموجات، عبارة عن شحنات صغيرة من الديناميت توضع داخل حفرات بعمق من 3-5 أمتار".

تنمية كوادر الاستكشاف الكويتية من أولويات «نفط الكويت»

أكد العيدان ان تنمية كوادر الاستكشاف وتدريب الكوادر الكويتية في جميع نواحي الاستكشاف وتنمية قدراتهم لفهم واستخدام جميع أساليب الاستكشاف كانت ودائما من أهم أولويات تلك المرحلة بشركة «نفط الكويت» لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، مضيفا "نحن فخورون بالأجيال التي تم إعدادها وهم يحتلون الآن مراكز قيادية بالقطاع النفطي".

وأوضح ان الشركة تستخدم تطبيق التكنولوجيا الحديثة، وخير مثال على ذلك أن "نفط الكويت" تعد الرائدة على مستوى العالم في استخدام تقنيات المسح الزلزالي الرقمي أحادي اللواقط، مبينا أن هناك مثالا آخر على ذلك، وهو "مشاركتنا الفاعلة في المؤتمرات العملية العالمية، ما يبرز دور الشركة في مجال استخدام وتطوير التكنولوجيا الحديثة".

وذكر أنه في مجال تطبيق الأساليب الإدارية الحديثة، فإن الشركة تولي أهمية خاصة من خلال دراسات يقوم بها العديد من بيوت الخبرة العالمية لتحسين أساليب الإدارة والعمل، وكذلك إقامة ورش عمل للغرض نفسه، مشيرا إلى ان المستقبل يبدو واعدا للأجيال المقبلة.

جحا: الوعي المجتمعي العامل الأكبر في إنجاح المشروع الضخم والحيوي

عن أهمية وضرورة وجود وعي مجتمعي بمشروع المسح الزلزالي، قال المدير الاقليمي لشركة شلمبرغير الكويت، زياد جحا، ان الوعي المجتمعي يعتبر العامل الأكبر في إنجاح المشروع الحيوي الضخم، ويتم ذلك من خلال لوحات ارشادية ونشرات دورية توزع على المواطنين والمقيمين تشرح أهداف المشروع وكل المعدات والأجهزة المستخدمة، إضافة إلى ندوات موجهة يتم دعوة اهالي المناطق لحضورها، بحيث يقوم مندوب "شلمبرغير" بالتعاون مع شركة نفط الكويت بشرح طبيعة العمل والإجابة على الأسئلة المطروحة، وكذلك التأكيد على الاهتمام بسلامة الأفراد والممتلكات خلال المراحل المختلفة للمشروع.

 وأضاف أنه بالنسبة لمعايير الأمن والسلامة، فتعتبر شركة شلمبرغير رائدة عالميا في هذا المضمار، وفي الكويت تميز تنفيذ المشاريع السابقة والحالية بتحقيق اعلى درجات الامن والسلامة، والبرهان على ذلك هو عدد ساعات العمل دون حوادث، الذي يقدر بالملايين، موضحا أن "شلمبرغير" فازت بأرفع جوائز الامن والسلامة المقدمة من شركة نفط الكويت، مثل جائزة رئيس مجلس الادارة لعدة اعوام.

وحول التقنية المستخدمة في هذا المشروع الضخم، ودور الكوادر الوطنية، ذكر جحا أن الشركة تستخدم تقنية UniQ، التي تعتبر الاحدث على مستوى العالم، والأكثر تقدما ودقة على مستوى المسوحات الزلزالية، لافتا إلى أن ما يدعم هذه الحقيقة أن كفاءة التسجيل الفعلية في المشروع تتعدى نسبة 95 في المئة، مع الأخذ في الاعتبار جميع التحديات والصعوبات السالف ذكرها.

وأشار إلى أن الشركة تتميز بتعدد الجنسيات العاملة لديها، وأن استراتيجيتها تقوم على توظيف وتدريب وتطوير الكوادر الوطنية التي تمثل القيادة المستقبلية، وفي هذا الاطار فإنها طورت مئات الكوادر الوطنية، التي تعتبر قادرة على ادارة وتشغيل احدث الانظمة التقنية التي تستخدمها الشركة بكفاءة عالية.

وختم بأن شركة شلمبرغير تفخر بوجودها في الكويت، وبتقديم خدماتها للقطاع النفطي منذ أكثر من 75 عاما من الشراكة المثمرة والعطاء الذي لا ينضب.