ارتفعوا لمستوى التحديات
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
الصورة للقادم ضبابية، ومخيفة، مع واقعنا المتخلف، وأنظمته الحاكمة العاجزة عن استيعاب تغيرات الداخل والخارج. يهمنا في الكويت التي تظهر فيها الآن بوادر "طشار" ما يجري حولها من دول المنطقة، فعدد من تصريحات بعض نواب الحكومة غاب عنها إدراك خطورة واقعنا السياسي والاجتماعي اليوم، فعلى سبيل المثال، ما مناسبة إثارة الحديث عن غلق كلية الشريعة، أو الردود عليه، وكأن هذه الكلية تمثل خطراً إرهابياً داهماً عند دعاة غلقها، أو أنها، بالصورة المناقضة، تحقق أقصى أماني أهل السنة والجماعة، عند المعترضين على الإغلاق. ونجد في مناسبات، أخرى تصريحات من نائب شيعي أو أكثر مستفزة لمشاعر الكثيرين من السنة، وفي مقابلها أيضا، نجد في الخطابات الشعبية السنية تشنجاً بردود الأفعال على تلك الأطروحات، وفي حالات أخرى، نطالع في وسائل التواصل الاجتماعي نوعاً من العسكرة الخطابية وكأننا أضحينا صفوفاً دفاعية للدفاع عن سنة اليمن من هيمنة الحوثيين، مع كثرة استعمال عبارات سيئة كـ"الصفويين" و"الروافض"، تصم شيعة الكويت وكأنهم وكلاء لدولة ولاية الفقيه، أو أنهم يشكلون امتداداً لنظام الأسد، وهناك للأسف أساتذة أكاديميون أفلسوا في قدراتهم التحليلية فلم يجدوا غير الآسن الطائفي ليخوضوا فيه.وفي كلتا الحالتين يتم، بجهل متعمد، قبر الطرح العقلاني الهادئ عند الكثيرين من السنة والشيعة.أين دور السلطة، من هذه "الترهات" التي أخذت تتزايد مع تأجج نيران الصراعات الطائفية في المنطقة، وهل تمتلك أي تصورات فكرية لما قد يحدث على أرضنا، لا قدر الله؟! غير ردود الأفعال، التي اعتدناها في الخطاب الرسمي لا نجد شيئاً يستحق الذكر، ما عذرها؟ هل هي مشغولة بفزر ملفات جناسي المعارضين، لتسحب جنسية بعضهم دون أي اعتبار إنساني لهم ولأسرهم، لأنها اكتشفت "صدفة" أنهم غير مستحقين للجنسية، أم أن وقتها مستغرق في متابعة ما يسطره المغردون، كي تهوي عليهم بسيف القانون، أو بكلام أصح "بعسف القانون"؟! أتمنى أن ترتفع السلطة، إلى مستوى خطورة المرحلة وتحدياتها في وقت لا يرحم الزمن الغافلين.