15% من الشركات المدرجة غير مؤهلة لتوزيع أرباح

ينتظر سوق الكويت للأوراق المالية حاليا إعلانات أرباح الشركات عن فترة أداء عام 2014، ويركز المتداولون خلال تلك الفترة على الدخول على أسهم الشركات المتوقع لها أن تعلن أرباحا، والاستفادة من التوزيعات السنوية التي تعلنها للدخول في استثمارات جديدة، أو ادخارها وتعويض جزء من الخسائر التي تكبدها طوال عام في سوق الأسهم.

«الجريدة» أعدت إحصائية للشركات المدرجة وفق توقعات بعدم قدرة نحو 30 شركة، تمثل 15 في المئة من إجمالي عدد الشركات المدرجة البالغ عددها 195 شركة مدرجة، على توزيع أي أرباح عن عام 2014، كونها حققت خسائر خلال فترة التسعة أشهر الأولى من العام، اضافة الى أن بعضها يواجه مشكلات في سداد الالتزامات القائمة عليها.

وقالت مصادر استثمارية لـ«الجريدة» إن اتخاذ أي شركة قرارا بإعلانها توزيعات سواء منحة أو نقدا يخضع لتوصية مجلس الإدارة، ويعرض على الجمعية العمومية للموافقة عليها، شرط أن تكون حققت ربحية، أما الشركات التي تعلن خسائر فلن توزع أي أرياح حتى لو كانت حققت أرباحا في سنوات سابقة، فالقانون يحظر ذلك.

مشاريع مستقبلية

وأوضحت المصادر أن هناك شركات تفضل عدم توزيع أي أرباح، واستثمارها في مشاريع مستقبلية للشركة بدلا من اللجوء إلى الاقتراض وتحمل تكاليف سداد الديون ورهن أصول، وبالتالي لا تواجه هذه الشركة مشكلات في قوامها المالي، وتجد ترحيبا من قبل أغلبية المساهمين الاستراتيجيين في تطبيق ذلك النهج لتعظيم استثماراتهم في المستقبل.

وبينت ان «الفترة الماضية شهدت عمليات إطفاء خسائر بكلفة 1.5 مليار دينار لعدد 57 شركة مدرجة في سوق الكويت للأوراق المالية، ما اكل الأخضر واليابس، حيث سحبت هذه الشركات جزءا أو كل احتياطياتها الاختيارية والإجبارية من أجل إطفاء هذه الخسائر، وستحتاج هذه الشركات الى سد العجز في هذه الاحتياطيات وبالتالي ستوفر أرباحها لذلك».

تجدر الإشارة إلى أن الشركات التي حققت خسائر خلال الـ9 أشهر الأول من عام 2014 يمكن لها أن توزع أرباحا في حال كانت أبرمت أي صفقات خلال الربع الأخير، ويمكن لها إطفاء خسائر 9 أشهر وتحقيق ارباح إضافية يمكن من خلالها إتمام التوزيعات، وهذه الحالة يمكن أن تحدث لكن في حدود ضيقة جدا.

وحسب الإحصائية، هناك 22 شركة حققت أرباحا متدنية لا تتجاوز مليون دينار، من المحتمل أن تعلن توزيعات منحة، كونها لا تملك أرباحا كافية لإجراء توزيعات نقدية، وتمثل نحو 11 في المئة من إجمالي الشركات المدرجة.

شركات قادرة

في المقابل، هناك 154 شركة مدرجة في سوق الكويت للأوراق المالية حققت أرباحا جيدة خلال فترة التسعة الأشهر الأولى من عام 2014، ولديها القدرة على اتخاذ قرار التوزيعات سواء النقدية أو المنحة، خاصة الشركات التي لم تلجأ إلى أي عمليات إطفاء للخسائر ولا تواجه أي عجز في الاحتياطيات.

وتواجه 5 شركات مدرجة في السوق مشكلات في قوامها المالي، كونها تعاني خسائر كبيرة تفوق 70 في المئة من رأسمالها، وانخفضت قيمتها الدفترية إلى أقل من 30 فلسا، إضافة إلى أن بعضها يعاني سداد التزامات داخلية وخارجية، وهذه الشركات هي المستثمرون، أولى تكافل، الديرة، أدنك، الكيبل التلفزيوني.

وافادت مصادر بأن شطب هيئة اسواق المال نحو 20 شركة مدرجة من قائمة الشركات المدرجة ساعد على تنظيف السوق، وجعله أكثر جذبا للاستثمار، خاصة أن هذه الشركات كانت مصدر إزعاج للسوق، وأخذت سنوات لم توزع أي أرباح على مساهميها، بل ضاعت مدخراتهم فيها، حيث كانت تعاني تشوهات وسرطانات داخلية، ولم يكن أمام الجهات الرقابية سوى بترها وابعادها عن السوق.

ومن بين الشركات التي ستعلن أرباحا لا تملك القدرة على إجراء التوزيعات، خاصة التي أبرمت اتفاقيات مع دائنيها بتوجيه العوائد لصالحها بعدما تحملت مخاطر هيكلة هذه الشركات، وأصبحت من مساهميها، بعدما وافقت على شطب جزء من الديون وتحملت أعباء تحويل جزء من الديون للمساهمة في رأس المال.