إلى أي مدى حقق المجلس الراهن ما يريده الأدباء؟

Ad

من منظوري أن المجلس نجح بتحقيق أهداف كثيرة وبشهادة الأدباء، ومن أبرزها نجاحه في تنظيم احتفالية كبرى لائقة بمناسبة مرور نصف قرن على تأسيس الرابطة وكانت برعاية سامية من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وبحضور معالي وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود والذي كان داعماً كبيراً لأنشطة الرابطة والأدباء. تم كريم المؤسسين والأمناء السابقين ورؤساء تحرير مجلة {البيان} في الاحتفالية. كذلك حضرها لفيف من الأدباء والمثقفين من الكويت وخارجها. وأعيدت طباعة كتاب الحركة الأدبية في الكويت للدكتور محمد حسن عبدالله والذي يعتبر أول كتاب تطبعه الرابطة عام 1973.

كذلك وضعت الرابطة خطة لتفعيل الموسم الثقافي بشكل شاركت فيه باقة كبيرة من الأدباء والمثقفين، وتنوعت هذه الفعاليات وحققت لله الحمد نجاحاً باهراً. أما جيل الشباب فله نصيب مهم من اهتمام المجلس، تحديداً أعضاء منتدى المبدعين الجدد حيث أقيم أكثر من دورة أدبية مجانية لكتابة القصة والرواية والعروض والنحو وخلاف ذلك من مواضيع تفيد الكاتب الشاب، وطباعة الجزء الخامس من كتاب {إشراقات} للنصوص الأدبية التي يكتبها أعضاء المنتدى. يُذكر أن المنتدى يحظى برعاية كريمة من الشيخة باسمة المبارك منذ تأسيسه عام 2001، التي تشجع أنشطته دائماً، ونشكرها على دورها المميز في دعم إبداعات الكتاب الشباب في الرابطة.

انفتاح رابطة الأدباء على الملتقيات الأخرى والتجمعات الثقافية والفنية. هل ترى أن له نتائج إيجابية، لا سيما أن البعض يعترض على استضافة بعض الجهات في الرابطة؟

نعم، كما ذكرت هو «انفتاح» على الملتقيات الثقافية في الكويت حيث أقامت الرابطة فعاليات مشتركة كثيرة مع مؤسسات وملتقيات ثقافية داخل الكويت بهدف إثراء النشاط وإنجاحه، من بينها نادي «الخان» للرواية ونادي «إيجابي» ومشروع أيادي بيضاء التطوعي ومنتدى «شذرات» الأدبي و{مركز تنوير» و»ملتقى سين» السينمائي وغيرها. ونأمل بمزيد من التعاون بهدف إثراء الحركة الأدبية وتبادل المعرفة والخبرة.

 شخصياً، لم أسمع أي اعتراض بهذا الشأن. على العكس، وجدت الترحيب الكبير من الزملاء في الرابطة، وهذا الدور المناط على عاتق الرابطة، وليس عليها الانغلاق على نفسها كما كانت في فترات معينة حينما لم يتعد المشاركون في أنشطتها إلا نفر قليل، لذا عمدت الرابطة على هذا التوجه ونجحت الفعاليات بتأسيس حضور كثيف من المثقفين لها، وسنكمل في هذا التوجه ما دام يخدم الحراك الثقافي في الكويت.

الانتخابات

ثمة توجه لتزكية مجلس الإدارة من دون انتخابات خلال العاميين 2015-2016، ما رأيك؟

اعتادت رابطة الأدباء في السنوات الماضية على تزكية أبنائها من دون انتخابات وبطريقة ودية لكون الأدباء كلهم زملاء وتهمهم مصلحة الرابطة، وقد لمسنا من الأدباء الكبار في الرابطة بأن ثمة ارتياحاً، وهذا دافع كبير لمواصلة العطاء والتميز. والتزكية ليست بغريبة على نهج الأدباء والمثقفين، ونأمل دائماً أن نكون عند حسن ظن الأعضاء ونعمل معهم لخدمة هذا الصرح الثقافي العريق.

لماذا تأخر موعد الانتخابات في الدورة الراهنة؟

موعد الانتخابات يُحدده من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على غرار جمعيات النفع العام الأخرى وفق جدول زمني لديهم، وللعلم أنه في السنوات الماضية كانت تقام الجمعية العمومية والانتخابات للرابطة في أواخر شهر أبريل.

ما الجديد بشأن موضوع التشدد الرقابي؟

التواصل جار مع المسؤولين في وزارة الإعلام حول هذا الموضوع، والرقابة في الكويت للأسف عليها تحفظات كثيرة ونحن نسعى إلى الحفاظ على سمعة الكويت الثقافية من حيث تعزيز المزيد من الحريات وسط دولة القانون والمؤسسات، وقد أرسلنا خطاباً رسمياً إلى وكيل وزارة الإعلام لقطاع المطبوعات لولوة السالم نبيّن أوجه القصور في عملية الرقابة. كذلك ناشدنا بإتاحة المزيد من الحريات ونأمل مستقبلاً أن تخف حدة الرقابة ضد الإبداع الكويتي وتواكب العصر.

كيف ترى أداء منتدى المبدعين؟

نشاط منتدى المبدعين الجدد أكثر من رائع ويُحقق الأهداف التي تأسس لأجلها، وهي تشجيع المواهب الشبابية على تنمية الكتابة وصقلها بالطريقة السليمة من خلال الدورات الأدبية والاستفادة من تجارب الأدباء الكبار. ونشاطات المنتدى متنوعة وتم إشراكهم في فعاليات الموسم الثقافي قبل شهر ونجحوا في إبراز نصوصهم الشعرية والقصصية بشكل لافت، وقد أولى مجلس الإدارة الاهتمام بأنشطة وجار الإعداد لإقامة فعالية أدبية لمنتسبيه في إحدى الدول الخليجية لعرض تجربة الرابطة الرائدة في دعم الشباب. كذلك تمت أخيراً طباعة الجزء الخامس من سلسلة «إشراقات» والتي تعتني بنشر نماذج من القصص القصيرة والقصائد الشعرية لأعضاء المنتدى. ونشكر المشرف العام على المنتدى الشاعر سالم الرميضي وزملاءه لجهودهم الطيبة في الساحة الأدبية ونأمل لهم دوام التوفيق.

يوجه اتهام إلى مجلس الإدارة بأنه يكيل بمكيالين في تعامله مع الأدباء. بمعنى أن ثمة أولويات لمجلس الإدارة ضمن هذا التواصل؟

هذا الكلام غير صحيح بتاتاً، وكل عضو في الرابطة لمس التعامل بالتساوي وفق مصلحة الرابطة وبمسطرة واحدة. كذلك تتم استشارة الأعضاء كافة برسائل عبر البريد الإلكتروني أو وضع إعلان في الرابطة قبل بدء الموسم الثقافي لأخذ الاقتراحات النيرة للمشاركة في الفعاليات، وتنال الاقتراحات الموافقة بعد دراستها من الزملاء في مجلس الإدارة. وأعتقد بأن صاحب هذا الرأي تنطبق عليه مقولة «كل يرى الناس بعين طبعه».

منح العضوية

كيف يحصل الكاتب على عضوية رابطة الأدباء الكويتيين وما المعايير المتبعة ضمن هذا السياق، خصوصاً أن ثمة اعتراضات على قبول بعض الأعضاء الجدد؟

تُقبل العضوية في رابطة الأدباء وفق الضوابط التي حددها قرار إشهار الرابطة وهي أن يكون للمتقدم عمل أدبي منشور، وأن يزكيه عضوان من مجلس الإدارة، ومن ثم ينال موافقة مجلس الإدارة، بالإضافة إلى الشروط العامة وهي أن يكون كويتي الجنسية ويتجاوز عمره الثامنة عشرة ويكون حسن السير والسلوك. وتتشدد الرابطة في قبول المتقدمين حسب الأعمال المتقدمة بأن تكون باللغة العربية الفصحى السليمة، وأن يكون مستوى العمل الأدبي متكاملا.

هل تؤثر اعتراضات أعضاء الرابطة في رأي مجلس الإدارة؟

بطبيعة الحال كافة الآراء من الأدباء في الرابطة نعرضها على الزملاء بمجلس الإدارة، وتؤخذ بعين الاعتبار وتُدرس لاختيار الأصوب منها. والمجلس جزء لا يتجزأ من أعضاء الجمعية العمومية، وتم اختيارنا لنكون ممثلين عنهم في مناقشة المواضيع التي تهم الرابطة.

كثيراً ما تعرض بعض القضايا على الأساتذة الكبار في ديوانية الرابطة قبل عرضها على مجلس الإدارة لأخذ الرأي منهم، وذلك لقناعتنا التامة برجاحة رأيهم وحرصهم الشديد على الرابطة وسمعة الكويت الثقافية، ونحن نتعلم من تجربتهم الثرية.

مشاركات خارجية

كيف ترشح الأسماء لتمثيل رابطة الأدباء الكويتيين في المناسبات الخارجية؟

في فترات سابقة، كانت تتكرر الأسماء ذاتها المشاركة في تمثيل الرابطة الخارجي، ولكن لله الحمد وضع مجلس الإدارة سياسة تؤكد إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الأعضاء للمشاركة. ونجد خلال السنوات القليلة الماضية تنوع الأسماء المرشحة حسب نوع الفعالية، ناهيك بأنه لا يوجد تجاهل متعمد من المجلس الحالي إنما التعامل بالتساوي وفق مصلحة الكويت.

للرابطة دور مهم في النشر، هل لديك أفكار لتحريك هذا المجال؟

أرى أن للرابطة جناحين هما الفعاليات الثقافية التي تنظمها والجناح الثاني هو الطباعة، ونحن لدينا مطبوع شهري وهي مجلة «البيان»، بالإضافة إلى بعض المطبوعات الأدبية الأخرى ومن بينها سلسلة «تراثنا» التي صدرت عنها أربعة مؤلفات بالتعاون مع مركز فهد الدبوس للتراث الأدبي. وطبعت الرابطة أخيراً ثلاثة مؤلفات مهمة، هي: «معجم تراجم أعضاء رابطة الأدباء» و«كتاب خاص لتوثيق احتفالية مرور نصف قرن على تأسيس الرابطة» و{إشراقات - الجزء الخامس». ثمة أيضاً طموح كبير بتفعيل موضوع طباعة كتب أدبية تصدر عن الرابطة بشكل فصلي منتظم بهدف توثيق النتاج الأدبي في دولة الكويت عبر هذه المطبوعات.

معرض الكتاب

ما الأمور التي تطمحون إليها في الفترة المقبلة؟

الطموحات كثيرة والرابطة تستحق العطاء والبذل، ولا شك في أن قائمة الأديب الكويتي واقعية الطرح لتحقيق الإنجازات والمكتسبات لمصلحة الأدباء، والسنوات الماضية شهدت بذلك بدءاً من الدكتور خالد الشايجي ومروراً بالدكتور عادل العبد المغني والأستاذ صالح المسباح. وستشهد الفترة المقبلة مشاريع ثقافية مهمة عدة أبرزها الاستعداد للاحتفال بمرور نصف قرن على صدور أول عدد من «البيان» الصادرة عن الرابطة، وهي مجلة أدبية عريقة أسهمت بشكل كبير في إثراء الحركة الأدبية في الوطن العربي عموماً ودولة الكويت خصوصاً، وتعتبر إحدى أقدم المجلات الأدبية المستمرة الصدور في الوطن العربي. سنضع خطة مناسبة لهذه الاحتفالية الأدبية لتشمل استضافات لأدباء عرب وطباعة دراسات تتناول مسيرة المجلة وأثرها.

كذلك ثمة مشروع سنطبقه وهو افتتاح معرض دائم للكتاب في مبنى الرابطة بهدف عرض مؤلفات أدباء الكويت للبيع برسوم بسيطة للرابطة، بالإضافة إلى الاستمرار في إشراك الأديب الكويتي في فعاليات الرابطة ليتعرف المتلقي إلى الأسماء الأدبية الجديدة والمخضرمة. نأمل أيضاً توطيد علاقتنا مع التلفزيون، ولن نغفل الاستمرار في تنظيم دورات أدبية تخدم الأقلام الشبابية خلال الفترة المقبل.، ولا شك في أن دورة «تقنيات الكتابة الروائية» للأديب الكبير إسماعيل فهد إسماعيل ستكون باكورة النشاط خلال الفترة المقبلة.