فجر يوم جديد: {نور الشريف}
مع دقات الساعة الثامنة من مساء بعد غد (الأربعاء)، بتوقيت دبي، تنطلق أعمال الدورة الحادية عشرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي (10 – 17 ديسمبر 2014)، بالفيلم البريطاني «نظرية كل شيء. كذلك يعتلي النجم العربي الكبير نور الشريف منصة التتويج ليتسلم من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، جائزة «تكريم إنجازات الفنانين» منضماً إلى كوكبة من النجوم الذين حصلوا عليها من مصر مثل: عمر الشريف، فاتن حمامة، عادل إمام، جميل راتب، محمود عبد العزيز، داود عبد السيد، يوسف شاهين وسمير فريد فضلاً عن نجوم العرب وأفريقيا والعالم، أبرزهم: صباح، رشيد بوشارب، سليمان سيسيه، نبيل المالح، مورجان فريمان، شون بن، أميتاب باتشان، شاروخان، أوليفر ستون، داني جلوفر، تيري جيليام، ياش شوبرا، سبهاش جاي ومايكل أبتد.«احتفاء بمسيرته السينمائية الاستثنائية، وأدواره الماثلة في الذاكرة العربية» عبارة بليغة جاء ذكرها في حيثيات منح النجم العربي الكبير الجائزة، لا تعكس الحب والإعجاب اللذين تكنهما إدارة مهرجان دبي السينمائي لشخصه فحسب، لكنها تؤكد تقدير واحترام الجميع لفنه، ولمسيرة عطائه، التي بدأها عقب حصوله، في العام 1967، على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير «امتياز»، وترشيحه من أستاذه المخرج المشهور سعد أردش للمشاركة بدور صغير في مسرحية «الشوارع الخلفية»، ثم انتقاله للعمل في مسرحية «روميو وجولييت»، التي كانت فاتحة خير عليه، بعدما ربطته علاقة صداقة وعادل إمام، الذي أعجب به وقدمه للمخرج حسن الإمام، الذي رحب بمشاركته في فيلم «قصر الشوق»، وفاجأ الفنان الجميع عندما حصل عن دوره فيه على شهادة تقدير!
ما يزيد على مئة فيلم سينمائي قام ببطولتها نور الشريف شكلت في مجملها محطات مهمة في تاريخ السينما العربية، وليست المصرية فحسب؛ لعل أبرزها: «سواق الأتوبيس»، «ضربة معلم»، «ناجي العلي»، «دماء على الإسفلت»، «ليلة ساخنة» مع المخرج عاطف الطيب و»حدوتة مصرية» و{المصير» مع يوسف شاهين و»زوجتي والكلب» مع سعيد مرزوق و{البحث عن سيد مرزوق» مع داود عبد السيد... وفي غالبية أفلامه اختار التعبير عن هموم المواطن المصري البسيط، والتعاطف معه في مواجهته اليومية للواقع الاقتصادي الخانق، وعند خروجه من عباءة رجل الشارع ليتقمص دور رجل الأعمال أو رجل السلطة لم يكن يخفي كراهيته له، ودائماً ما كان يفضحه أو يعريه على الشاشة، بينما يحرص، في المقابل، على تقديم الصورة المثلى لرجل الشرطة، الذي يلاحق اللصوص الكبار وأباطرة الفساد، ليطبق القانون، ويدفع الثمن غالياً في الأحوال كافة! لم يكن نور الشريف من نوعية الممثلين الذين أخفوا الأموال الكبيرة التي جنوها من السينما أو الفن بوجه عام «تحت البلاطة» أو استثمروها في مشاريع تجارية، كالمطاعم والكافيهات، ولم يتاجر بها في الأراضي والعقارات. لكنه اتجه، في توقيت مبكر للغاية، إلى تدشين شركة إنتاجية، مع زوجته (في تلك الفترة) بوسي، أطلق عليها {إن بي فيلم} ـ أول حرفين من اسمه واسمهاـ ووضع لها استراتيجية ثابتة تصبّ في خدمة المخرجين الشبان، وتكشف عن قدراتهم وإمكاناتهم؛ مثلما فعل في أفلام: {ضربة شمس}، الذي اكتشف موهبة المخرج محمد خان، {دائرة الانتقام}، الذي كان له فضل تقديم المخرج سمير سيف و{زمن حاتم زهران}، الذي ألقى الضوء على المخرج الشاب محمد النجار.تكريم نور الشريف في مهرجان دبي السينمائي الدولي لن يتوقف عند جائزة {تكريم إنجازات الفنانين}، بل يتجاوزها إلى الاحتفاء بأحدث أفلامه {بتوقيت القاهرة}، الذي ينفرد المهرجان بعرضه العالمي الأول في تظاهرة {ليال عربية}، ويعود نور الشريف من خلاله إلى الشاشة الكبيرة بعد ست سنوات من مشاركته في بطولة {مسجون ترانزيت}، والفيلم الجديد من إخراج أمير رمسيس وبطولة: ميرفت أمين، سمير صبري، درة، أيتن عامر، شريف رمزي، كندة علوش وكريم قاسم. وكان عبد الحميد جمعة رئيس {مهرجان دبي السينمائي الدولي} قد رحب بخطوة تكريم نور الشريف قائلاً: {يشكّل تكريمنا للفنان القدير مصدر سعادة لنا جميعاً في المهرجان، وما الجائزة إلا فرصة نعبّر فيها عن امتناننا لتجربة قامة سينمائية كبيرة قدّمت الكثير للسينما العربية، وحفرت عميقاً في وجداننا وذاكرتنا. وكلنا نتطلع إلى استقبال النجم الكبير والاحتفاء بإنجازاته، متمنين له دوام النجاح والعطاء}.ومن ناحيته أعرب النجم نور الشريف عن سعادته بالتكريم قائلاً: {أشعر بسعادة بالغة بالتكريم الذي يأتي من مهرجان سينمائي عزيز على قلوبنا جميعاً، هو مهرجان دبي السينمائي الدولي، وأتطلع لزيارة دولة الإمارات لحضور أنشطة المهرجان الذي نثمن دوره عالياً في دعم ومساندة صناعة السينما العربية}. والأمر المؤكد أن المهرجان يؤكد، بهذا التكريم، حرصه البالغ على لم الشمل العربي، ووحدة الصف الفني.