الجيش يصفي 16 في سيناء وضبط خلية تجنّد لـ«داعش»

أعلنت مصادر أمنية مصرية مقتل 16 إرهابياً في سيناء، أمس، غداة بث تنظيم «أنصار بيت المقدس» فيديو ذبح ثلاثة سيناويين تحت مزاعم التخابر مع إسرائيل، بالتزامن مع احتفالات المصريين بذكرى انتصار 6 أكتوبر، في حين بدأ رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني زيارة رسمية للقاهرة تستغرق عدة أيام.   

بعد يوم واحد من مرور الذكرى الـ "41" لانتصار الجيش المصري على نظيره الإسرائيلي، تمكنت القوات الخاصة التابعة للجيش، فجر أمس، من قتل 16 من العناصر المسلحة التابعة لتنظيم "أنصار بيت المقدس" شمال سيناء، في حين تم ضبط 6 آخرين، وأوضح مصدر أمني مسؤول أن قوات الجيش رصدت تحركات عناصر التنظيم جنوب مدينة رفح وتعاملت معهم، مضيفاً لـ"الجريدة": "تشكيلات من القوات الخاصة اشتبكت مع خمس سيارات دفع رباعي جنوب مدينتي الجورة ورفح، ونجحت في قتل 16 عنصراً".

تأتي العملية العسكرية في سيناء، رداً على تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي، الذي بث فيديو، أمس الأول، يذبح فيه مسلحون ملثمون مواطنين من سيناء، بحجة تعاونهم مع جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، وأجهزة الأمن المصرية، وتضمن الفيديو قطع رؤوس ثلاثة أشخاص، اعترفوا بالتعاون مع إسرائيل، بغية الوشاية بعناصر التنظيم، فضلاً عن إعدام رابع رمياً بالرصاص وتدمير بيته.

اللافت أن تنظيم "أنصار بيت المقدس" بث خلال الفيديو كلمة صوتية للمتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" أبومحمد العدناني، يحرض فيها "الأنصار" على تصعيد هجماتهم ضد قوات الجيش، وإرهابهم بالاستمرار في نهج قطع رؤوسهم، الأمر الذي اعتبره خبراء في الحركات الإسلامية بداية اندماج رسمي للتنظيم المصري، مع التنظيم الأكثر شراسة والأغنى بين التنظيمات المسلحة (داعش).

إلى ذلك، قال مصدر أمني مصري إن أجهزة الأمن تمكنت من ضبط خلية تكفيرية بمحافظة بورسعيد الساحلية، تستهدف تجنيد الشباب للانضمام والقتال ضمن صفوف "داعش".

زيارة الثني

في هذه الأثناء، وفي خطوة تظهر مدى اهتمام القاهرة بجارتها الليبية، بدأ رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني، أمس، زيارة رسمية إلى القاهرة تستغرق عدة أيام، يُجري خلالها مباحثات مع مسؤولين مصريين في مقدمتهم الرئيس السيسي ورئيس الوزراء إبراهيم محلب، ووزير الخارجية سامح شكري، في وقت أعادت فيه السلطات المصرية فتح حدودها مع ليبيا أمس، بينما نجحت المخابرات الحربية المصرية في الإفراج عن 60 شاحنة مصرية، احتجزها مسلحون ليبيون، في أجدابيا الليبية.

مساعد وزير الخارجية المصري لدول الجوار، بدرالدين زايد، قال إن "الزيارة تُعد الأولى بعد إعادة تكليف الثني من قبل المجلس التشريعي المنتخب"، موضحاً في تصريحات صحافية أن "الزيارة تأتي في مرحلة دقيقة، حيث يضم الوفد الليبي وزراء الخارجية والداخلية والمالية والاقتصاد والصناعة والتعليم ورئيس الأركان".

مصدر مصري مسؤول، قال إن "زيارة الثني إلى القاهرة جاءت بدعوة رسمية من السيسي، بهدف تقوية العلاقات الثنائية، ودعم إعادة تأهيل الجيش الليبي وإنشاء قوات لحرس الحدود في ليبيا، حيث كان مؤتمر الجوار الليبي الذي عُقد في القاهرة أواخر أغسطس الماضي، خرج بعدة نتائج منها مبادرة لجمع السلاح، مع اتجاه مصري لإعادة تدريب وتسليح المؤسسات الأمنية الليبية (الجيش والشرطة)".

فتح باب الترشح

داخلياً، استمرت احتفالات المصريين بالذكرى الـ41 لانتصارات أكتوبر وسط إجراءات أمنية مُشددة، حيث جابت طائرات الهليكوبتر سماء القاهرة والمحافظات، وألقت الهدايا على المحتفلين، في حين شهد ميدانا رابعة والنهضة وجوداً أمنياً مكثفاً من قوات الجيش والشرطة، لمواجهة أي تظاهرات إخوانية.

من جانبها، جددت جماعة "الإخوان" رفضها النظام الحالي، خلال مؤتمر عقدته في إسطنبول أمس الأول، حيث اشترطت ضرورة الإفراج عن جميع القيادات المحبوسة ومحاسبة المسؤولين عن فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"نهضة مصر"، وإبعاد من سموهم "العسكر" عن الحكم.

في غضون ذلك، باشرت النيابة العامة تحقيقاتها في واقعة انفجار قنبلة داخل نيابة "عين شمس" أمس الأول، كما قررت نيابة السويس ضبط وإحضار عضو مجلس الشورى السابق عن جماعة "الإخوان" سوزان سعد زغلول ونجلها معتز ناصر، لاتهامهما بالتحريض على القتل.

وفي ما له صلة بانتخابات مجلس النواب المقبلة، المقرر إجراء انتخاباتها نهاية العام الحالي، ووفق تصريحات حكومية، فقد أكد السياسي المُخضرم عمرو موسى ضرورة العمل بنظام القوائم في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقال في بيان له أمس: "مازلت أرى أن الانتخاب بنظام القوائم ضرورة".

في السياق، قال مصدر حكومي مسؤول إن "مجلس الدولة يعمل على مراجعة جميع بنود قانون مباشرة الحقوق السياسية"، موضحاً لـ"الجريدة" أن "القانون سيكون أمام الرئيس عقب الانتهاء من إجازة العيد مباشرة"، مشيراً إلى أنه "تم الانتهاء من قانون تقسيم الدوائر"، مرجحاً فتح باب الترشح لانتخابات النواب، الأسبوع المقبل.

في سياق آخر، تفقّد رئيس الوزراء إبراهيم محلب أعمال الحفر في مشروع قناة السويس الجديدة، أمس، واجتمع مع رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش للوقوف على آخر تطورات المشروع.