مؤمن أن اجتياز الطريق لا يتم إلا بالتقدم خطوة!

Ad

خطوة بين خطوتين، وهي ما نسميها خطوة للأمام، إلا أن الخطوة للأمام تلك ليست خطوة واحدة بل هي، في الحقيقة، خطوتان، خطوة لإحدى القدمين وخطوة للأخرى، إحداهما مكملة للأخرى إلى الحد الذي يشكلان فيه خطوة واحدة تسمى "خطوة للأمام"، خطوتان تشكلان هذه الخطوة، خطوة ننظر إليها بعين الرضى، وأخرى لاحقة تنقلنا إلى مكان آخر بأمان.

إنها أقرب ما تكون إلى رقصة "تانغو"، هذا هو الشكل الأمثل لخطوة الأمام تلك، وبغير هذا المكوّن لتلك الخطوة لن نجتاز الطريق!

إلا أن الحاجة الكبرى لتلك الخطوة تذكرنا أن الحاجة تضعف البصيرة، فنصبح أكثر انتقاءً في اختيار خطوة الأمام، بين مختلف الخطوات الأخرى التي قد تشبهها، فكونها خطوة للأمام ليس كافياً إن لم نؤمن بها، إلا أن هذا الإيمان وحده لا يكفي، ما لم يكن هذا الإيمان مطمْئِناً، والطمأنينة لن تكون وسادة هانئة إلا بعد اجتياز اختبار "الريبة"، من خلال منطق العقل السليم، وقِبلة القلب السليم، ومفتاح الطمأنينة فيما نسميه خطوة الأمام هو السلامة، بمعنى أن تتم الخطوة دون أن تُكسر إحدى القدمين، يحدث كثيراً أن تصبح احدى الخطوتين عقبة في طريق الأخرى، تلك أقسى عثرات الطريق وأكثرها وجعاً، عندما لا يحدث ذلك فتلك أولى بشائر السلامة والسلام التي تفتح باب الطمأنينة.

كما أن ذاك يطفئ كثيرا من عتمة الريبة، ومن هذه الزاوية الشاملة تحديداً أنظر إلى الخطوة الأخيرة في انتقال السلطة في المملكة العربية السعودية، وأتساءل كمواطن هل هي خطوة للأمام، أم انها مجرد خطوة أخرى؟!

شرّعت كل شبهات الريبة بوابةً للاطمئنان، فقد تكون خطوة، إلا أنها في نفس المكان، وقد تكون خطوة ولكنها باتجاه آخر غير الأمام!

ومن شدة ارتيابي أصبحت عينين، واحدة على الخطوة، وأخرى إلى الطريق!

متأزّرا بإيمان ثابت بأنه لا الخطوة، ولا القافلة هما الطريق.

كل ما احتوته اللحظة الأولى للعهد الجديد يوحي بالإعلان بأننا على مشارف خطوة جديدة تمت، خطوة لا تشبه الخطوة التي سبقتها في الملامح ولا في الصفات، إلا أنه بالنظر الى الخطوتين معاً، أرى أنهما تضمنتا كل مواصفات الخطوة للأمام، خطوة سابقة ننظر إليها بكثير من الرضى وخطوة لاحقة تمت بكل أمان!

خطوة أولى باتجاه عصرنة هيكل الدولة ضمن شكل مؤسساتي يتناسب والدولة الحديثة، إلا أن هذه الخطوة برغم الرضى عنها لم تكن منتهى الطموح، فقد كانت بحاجة إلى خطوة أخرى تكملها لكي تكتمل ملامح خطوة الأمام، وجاءت الخطوة اللاحقة حاملة رؤيتها الواثقة لإكمال تلك الخطوة، خطوة سابقة هيأت مناخاً مثالياً لخطوة لاحقة، الخطوة الأخرى جاءت سريعة وحاسمة، معتبرة أن كل ماض ما هو إلا خطوة بين خطوتين، والسرعة مهمة لأن الطريق في المسيرة الوطنية مازال طويلا، والحسم مطلوب في ظل الظروف غير المستقرة في المنطقة.

استحضرت المانشيت العريض الذي وصفت به الخطوة اللاحقة: "الانتقال السلس"!

والسلاسة تعني أن كل ما حدث تم ترتيبه بناء على رؤية واضحة في الماضي... وللمستقبل، وهنا مربط الفرس!

هذا ما جعل الخطوة اللاحقة تقف على الأرض بثبات وسلام، السلامة التي صحبت الخطوة اللاحقة والسلام، كانا أول خيوط الإجابة المطمئنة، والنافذتان الأوضح للأمل في القادم من الأيام، لنتيقن أن ما حدث خطوة للأمام.