لبنان: الجيش يشن أوسع مداهمات في ملف «أحداث عرسال»

نشر في 26-09-2014 | 00:03
آخر تحديث 26-09-2014 | 00:03
• سقوط قتيل وتبادل اتهامات بشأن احتراق خيم... وعدد الموقوفين خلال أسبوع يرتفع إلى 450
• تظاهرات ترفع علم «داعش»... و«النصرة» للبنانيين: جيشكم يهين أهل السنّة وننتظر جوابكم

في خطوة مفاجئة في حجمها وتوقيتها، نفّذ الجيش اللبناني، صباح أمس، أوسع حملة مداهمات استهدفت مخيمات للنازحين السوريين في عرسال، في إطار الأحداث التي شهدتها البلدة الشهر الماضي، وأسفرت عن خطف العسكريين اللبنانيين.
دهم الجيش اللبناني، أمس، مخيمات للاجئين السوريين في عرسال شمال البلاد، واوقف العشرات من المتورطين الذين يشتبه بمشاركتهم في أحداث عرسال التي وقعت في شهر أغسطس الماضي، واستمرت خمسة أيام، والتي انتهت بانسحاب المسلحين من عرسال، بعد أن سيطروا عليها واشتبكوا مع الجيش ومعهم أكثر من 20 عسكريا لبنانياً تمكنوا من أسرهم.

وأسفرت عملية دهم مخيم «البنيان السابع» في شمال غرب البلدة عن مقتل شخص وجرح عدد من الأشخاص، بالإضافة الى احتراق عدد من الخيم في مخيم «البنيان السابع» شمال غرب البلدة. وفي حين رفض مصدر عسكري تحديد عدد الموقوفين، قالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية انهم «العشرات من اللبنانيين والسوريين».

وبدأت العمليات منذ الخامسة من صباح أمس في مخيمات اللاجئين السوريين، وأفاد بيان للجيش بأنه «لدى قيام قوة من الجيش بعملية تفتيش في مخيم تابع للنازحين السوريين بحثاً عن مشبوهين، أقدم ثلاثة عناصر يستقلون دراجة نارية على محاولة إحراق مخيم آخر تابع للنازحين بالقرب من المخيم الأول، فأطلق عناصر الجيش النار باتجاههم، ما أدى الى مقتل أحدهم وإصابة الآخرين بجروح، حيث تم توقيفهما ونقلهما الى المستشفى للمعالجة».

تبادل اتهامات  

وفي حين لم يقدم الجيش تفاصيل إضافية عن احتراق الخيم، بث ناشطون صورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر بعض الخيم وقد اندلعت النيران فيها، وسط تصاعد دخان أسود كثيف.

وقدّم سكان بينهم مسؤول محلي رفض كشف اسمه، رواية مغايرة.

وقال المسؤول إن «القوى العسكرية سكبت الوقود على الخيم وأضرمت النيران فيها»، مشيرا الى أن الجنود «هاجموا النساء والأطفال، واعتقلوا الرجال. أوقفوا المئات منهم». وأضاف أنه قام بزيارة المخيم ورأى «رجلا مسنا في التسعين من عمره، وبدت عليه آثار ضرب»، معتبرا أن عرسال «لم تعد آمنة بالنسبة للاجئين».

إلا أن مصدرا عسكريا اعتبر الحديث عن إحراق الجيش للخيم «كذبا»، مجددا تأكيد أن مسلحين هم من تسببوا بالحريق. وأكد أن الجيش «يعتمد كافة الإجراءات القانونية والإنسانية في التوقيفات التي ينفذها».

وأشار الى أن الجيش «أوقف مشبوهين بتهمة الإرهاب، على أن يتم التحقيق معهم والإفراج» عمن يثبت عدم ضلوعه في أعمال من هذا النوع.

ولم تعلق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة على ما جرى اليوم في المخيم. وقال سكان إن عددا من اللاجئين تظاهروا احتجاجا على ما جرى.

ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة التوقيفات، معتبرا في بيان أنها تمت «بأسلوب وحشي، بحجة وجود مطلوبين تعرضوا للجيش اللبناني من داخل المخيم». وطالب الحكومة «بوقف هذه التجاوزات بحق اللاجئين السوريين فورا، وإطلاق سراح الموقوفين، وفتح تحقيق (...) واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المسؤولين عنها منعا لتكرارها».

450 موقوفاً  وعلم «داعش»

وقالت مصادر أمنية إن عدد المحتجزين خلال الأسبوعين الماضيين في أحداث عرسال بلغ نحو 450 شخصا يشتبه أنهم من المتشددين الإسلاميين. وتظاهر العشرات من اللاجئين قرب مبنى بلدية عرسال احتجاجاً على الاجراءات الامنية التي ينفذها الجيش لمطاردة المشتبه فيهم، مرددين شعار «يا الله ما لنا غيرك يا الله»، ولفت رفع أحدهم الراية السوداء التي يعتمدها تنظيم «الدولة الإسلامية» كشعار له.

قهوجي يشرح للمفتي

وفي غضون ذلك، كان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان يستقبل في دار الفتوى، قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي قال انه شرح للمفتي «كيفية معالجة الأزمة في منطقة عرسال والشمال»، مؤكداً أن «الجيش اللبناني حريص كل الحرص على أمن وسلامة أهلنا في عرسال، ولا يوجد اي حصار على مدينة عرسال وأهلها، وما يقوم به الجيش هو منع المسلحين الموجودين في جرود عرسال من الدخول الى مدينة عرسال والاعتداء على المواطنين فيها». كما أكد «أن الجيش اللبناني يعمل بكل جد لتأمين أمن اللبنانيين في جميع المناطق اللبنانية من دون تفرقة ولا تمييز».

«النصرة» تهدد

الى ذلك، غرد حساب «مراسل القلمون» على «تويتر» التابع لـ «جبهة النصرة» متوجهاً إلى الشعب اللبناني بالآتي: «جيشكم يرسم طريق مستقبلكم بدخوله إلى عرسال وإهانة أهل السنّة، فهل أنتم مستعدون لدفع ثمن ثقتكم به؟ ننتظر جوابكم».

وفي طرابلس نفذت وحدات من الجيش اللبناني مداهمات عدة لأماكن وجود النازحين السوريين في محلة أبي سمرا.

وبعد العملية، أصدرت المجالس المحلية التابعة للاجئين السوريين في عرسال بياناً جاء فيه: (...) نرجو من الحكومة اللبنانية الموقرة أن تفتح لنا باب عودة آمناً لنرحل بحرائرنا وأطفالنا عبر سلسلة الجبال المهلكة، وبعدها لا يهم رجالنا إن حصل الطوفان، هذا مطلب، والبديل عنه تحقيق الأمن والحفاظ على كرامة الإنسان، ولا بديل عما سلف».

قمة روحية

في سياق آخر، انعقدت القمة الإسلامية - المسيحية في دار الفتوى أمس بحضور مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، وممثلين عن جميع الطوائف.

وشدّد المجتمعون، في البيان الختامي للقمة، على «ضرورة بذل كل الجهود للإفراج عن العسكريين المحتجزين بأسرع وقت ممكن»، مؤكدين «أهمية الابتعاد بلبنان عن سياسة المحاور وضرورة تعزيز الجيش اللبناني والقوى الأمنية وتمكينها للقيام بدورها».

كما طالب المجتمعون «مجلس النواب القيام بواجبه الدستوري والمبادرة الفورية لانتخاب رئيس للجمهورية»، معتبرين أن «التأخير في انتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي يعطل دور لبنان في أداء رسالته الوطنية والعربية النبيلة».

شهيب ينتقد تصريحات المعلم في مطار بيروت

أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية أن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، توقف مساء أمس الأول في مطار بيروت، وهو في طريقه من سورية الى نيويورك، للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

وأفادت الوكالة بأن السفير السوري في لبنان، علي عبدالكريم، كان في وداع المعلم الذي قال قبل مغادرته: «لا يجوز للبنان أن ينأى بنفسه عن مواجهة الإرهاب، والمطلوب تعاون لبناني – سوري بغية التصدي لهذا الإرهاب الذي لا حدود له، ويشكل خطراً على البلدين».

وردا على ذلك، شنّ وزير الزراعة، أكرم شهيب، الذي ينتمي الى الحزب «التقدمي الاشتراكي» بزعامة وليد جنبلاط هجوما لاذعا على المعلم.

وقال شهيب: «اختار وزير خارجية نظام بشار الأسد مطار رفيق الحريري الدولي ليتحفنا بتصريحاته هذه».

 وأضاف: «لن أتوقف عند الإملاءات التي طالما تقصدّها الدبلوماسي غير المرغوب فيه، في مطار يحمل اسم ضحية إرهاب نظامه، الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكن نطمئن معلم نظام متخصص بالإرهاب ويقتل شعبه ولايزال، لأنه هتف يوما للحرية، أن لبنان يتصدى وسيظل يتصدى للإرهاب ولإرهاب هذا النظام الذي لا حدود له، وشكّل ويشكل خطراً مؤكداً ليس فقط على لبنان وسورية، إنما أيضاً على كل دول المنطقة وعلى العالم والإنسانية، تماما كالإرهاب الذي صنعه وحالفه وأمّن له الملاذ الآمن لضرب الثورة السورية ويدعي مواجهته، في وقت لم يطلق باتجاهه رصاصة واحدة، فيما واجه أحرار سورية بكل أدوات القتل وأسلحة الدمار، ويواجه كل صوت حر بكل أدوات القمع، وآخر مآثره تخوين الفنانة السورية أصالة التي أعلنت يوما أنها مع الشعب السوري ضد جلاديه».

back to top