«التكنولوجيا» تكسر الجمود بين الولايات المتحدة والصين

نشر في 12-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 12-11-2014 | 00:01
No Image Caption
بكين تطالب بتسريع محادثات تحرير التجارة وأوباما يحثها على الشراكة

تأتي زيارة الرئيس الأميركي للصين لحضور قمة آسيا والمحيط الهادي، في وقت تتزايد الخلافات بين بلاده وبكين، حيث تحاول واشنطن توسعة نطاق مصالحها في آسيا، بينما يحاول الرئيس الصيني إظهار نفوذ بلاده في المشكلات الإقليمية.
كشف الممثل التجاري الأميركي مايكل فرومان امس عن كسر الجمود في محادثات اتفاق التجارة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين والذي من شأنه إلغاء الرسوم على حزمة واسعة من المنتجات التكنولوجية.

وتهدف المحادثات الى تمهيد الطريق لتحديث اتفاقية تكنولوجيا المعلومات القديمة التي يعود عمرها لأكثر من ستة عشر عاما لتشمل الصين.

ووفقا لوكالة "رويترز" فإن الولايات المتحدة كانت تشعر أن الصين كانت تتملص من الانضمام إلى هذه الاتفاقية المتعددة الأطراف الدولية وذلك بمطالبتها بكثير من الإعفاءات.

ومن شأن تلك الاتفاقية في حالة النجاح في تحديثها أن تغطي منتجات تقدر بنحو تريليون دولار في التعامل التجاري مع الصين مثل أشباه الموصلات والمعدات الطبية وغيرها من المنتجات.

ووفقا لتقديرات صحيفة "وول ستريت جورنال" يتوقع أن يتم الانتهاء من تحديث الاتفاقية لتشمل الصين في ديسمبر المقبل، وقد دارت المحادثات بشأن الاتفاق على هامش قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والباسيفيك التي اختتمت أعمالها امس الثلاثاء.

دعم النظام العالمي

من جانبه، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن نجاح الصين في مصلحة الولايات المتحدة والعالم لكن بكين عليها أن تكون شريكا في ضمان دعم النظام العالمي لا في تقويضه.

وبعد وصوله إلى بكين حث أوباما الصين أيضا -ردا على تنامي القلق بين شركات أميركية وشركات أخرى بشأن مناخ أنشطة الأعمال الصينية- على معارضة استخدام السرقة الالكترونية لتحقيق مكاسب تجارية وإتاحة بيئة تتسم بتكافؤ الفرص لا يجري فيها استخدام السياسة لتحقيق فائدة لبعض الشركات على حساب شركات أخرى.

وتأتي زيارة أوباما الى الصين لحضور قمة آسيا والمحيط الهادي في وقت تتزايد فيه الخلافات بين بلاده وبكين حيث تحاول واشنطن توسعة نطاق المصالح الأميركية في آسيا بينما يحاول الرئيس الصيني شي جين بينغ بشكل أكبر عن أسلافه إظهار نفوذ الصين في المشكلات الإقليمية.

واختلفت الدولتان في الأشهر الأخيرة بشأن عدد من الموضوعات من بينها التجارة والمشكلات البحرية والأمن الإلكتروني بينما تحشد الولايات المتحدة التأييد لمقاومة إقامة بنك استثمار في البنية التحتية تشارك فيه أطراف عديدة وترعاه الصين.

وقال أوباما في مؤتمر صحافي: "تتمثل رسالتنا في أننا نريد أن نرى الصين ناجحة. لكن مع نموها نريد منها أن تكون شريكا في ضمان دعم النظام العالمي لا في تقويضه".

ويجري الرئيسان أوباما وشي محادثات ثنائية اليوم الأربعاء في إطار زيارة رسمية.

تنافس عادل

وفي صفقة قال إنها ستحسن التجارة وروابط أنشطة الأعمال بين أكبر اقتصادين في العالم أعلن أوباما أن الصين والولايات المتحدة اتفقتا على تمديد أجل التأشيرات قصيرة الأمد لكنه حث القادة الصينيين أيضا على اقامة سوق عادلة أمام الشركات الأجنبية.

وقال الرئيس الأميركي في كلمة أمام قادة أنشطة الأعمال في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (ايبيك): "نتطلع إلى الصين لخلق مجال يتم التعامل فيه بإنصاف حتى تستطيع الشركات الأجنبية التنافس بشكل عادل مع الشركات الصينية. نتطلع إلى الصين لتصبح اقتصادا مبدعا يقدر حماية حقوق الملكية الفكرية ويعارض السرقة الالكترونية لأسرار تجارية بهدف تحقيق مكسب تجاري".

وتتعرض عشرات الشركات الأجنبية ومن بينها شركات أميركية مثل كوالكوم ومايكروسوفت للتدقيق مع سعي الصين لتفعيل قانون مكافحة الاحتكار لعام 2008 الذي يقول منتقدون إنه يستخدم بشكل غير عادل في استهداف شركات أجنبية وهو ما يذكي المخاوف من الحماية التجارية.

ويدافع المنظمون الصينيون عن سياساتهم في مكافحة الاحتكار ويقولون إنه ليس هناك استهداف لشركات أجنبية.

ويظهر تركيز أوباما على الروابط مع أنشطة الأعمال في آسيا في اليوم الأول من زيارته جهوده لإحداث توازن بين السعي لزيادة التعاون الاقتصادي مع الصين الصاعدة وبين تحدي بكين بالسعى الأميركي لإبرام اتفاق تجارة عبر المحيط الهادي يستثني حاليا ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

من ناحيته، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن التعافي الاقتصادي العالمي غير مستقر، وينبغي للدول الأعضاء في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (آبيك) أن تسرع محادثات تحرير التجارة لتحفيز النمو.

تحرير التجارة

وحث شي في افتتاح قمة زعماء آبيك بالعاصمة بكين امس الاول، على تسريع المحادثات بشأن اتفاق إطاري لتحرير التجارة يعرف باسم منطقة التجارة الحرة لآسيا والمحيط الهادي (فتاب) التي تسعى إليها الصين.

وقال: "إن التعافي الاقتصادي العالمي مازال يواجه حاليا عوامل كثيرة غير مستقرة وغير مؤكدة، وفي مواجهة الوضع الجديد ينبغي لنا أن نواصل تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي وأن ننشئ نموذجا للانفتاح يساعد على تحقيق التنمية في الأجل الطويل".

وخاطب أيضا زعماء آبيك قائلاً: "ينبغي أن ندعم بقوة منطقة التجارة الحرة لآسيا والمحيط الهادي، وأن نحدد الهدف والتوجه وخارطة طريق، وأن نحول الرؤية إلى واقع في أقرب وقت ممكن".

ويرى البعض في دراسة مقترحة بشأن خطة "فتاب" التي ستعرض على زعماء آبيك للموافقة عليها، أنها وسيلة لتحويل الاهتمام عن اتفاق الشراكة التجارية عبر المحيط الهادي الذي تحث عليه الولايات المتحدة.

والصين ليست جزءا من ذلك الاتفاق الذي يسعى لتأسيس كتلة للتجارة الحرة تمتد من فيتنام إلى تشيلي واليابان وتشمل حوالي 800 مليون شخص وحوالي 40 في المئة من الاقتصاد العالمي.

وقال الرئيس الصيني إن الدول الإحدى والعشرين الأعضاء في "آبيك" يجب أن تلعب دورا رئيسيا وتنسيقيا، وأن تزيل جميع أنواع القيود، وأن تفضي إلى جولة جديدة من الانفتاح والاتصال والتكامل.

ولفت إلى أنه لتحقيق تلك الغاية ستقدم الصين مساهمة قدرها 10 ملايين دولار لدعم آلية "آبيك" وبناء القدرات و"تنفيذ التعاون العملي في مختلف المجالات".

back to top