بعد موجة الانتقادات لقرار الحكومة اللبنانية الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ"داعش"، دافع رئيس الحكومة تمام سلام في تصريحات صحافية نشرت أمس عن هذا القرار، مشيراً الى أن "لبنان جزء من التحالف الدولي ضد الإرهاب، ولا خيار أمامنا سوى مواجهته".
ودافع سلام أيضاً عن وزير الخارجية جبران باسيل (التيار الوطني الحر)، مؤكداً أن باسيل "شارك في اجتماع جدة قبل أيام باسم الحكومة اللبنانية، وقد وافقنا على القرارات التي اتخذت في هذا الاجتماع"، ومضيفاً أن "مواقف الحكومة اللبنانية واضحة في هذا الصدد، وهي مجمعة على وجوب مكافحة الإرهاب التكفيري والتدميري، ومن يشكك في هذا الموقف يساهم بإضعاف لبنان ووحدته، لأن سلاحنا الأمضى هو وحدتنا".وتوجه سلام إلى قطر لمتابعة موضوع العسكريين المخطوفين على أن يمثل لبنان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ الثلاثاء المقبل، ومن ثم ينطلق بجولة عربية تشمل الامارات ومصر وعمان والبحرين ودولاً عربية أخرى.واستقبل سلام أمس المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، الذي قال في مؤتمر صحافي بعد اللقاء: "اليوم كنت أستمع أكثر من التحدث، لأنه برغم خبرتي السابقة كان علي الاطلاع على النتائج المعقدة للثمن الذي يدفعه لبنان بسبب ما يحصل في المنطقة وخاصة سورية".قوى متناقضةإلى ذلك، توالت الانتقادات لقرار المشاركة في التحالف الدولي ضد "داعش" من قوى سياسية متناقضة مثل حزب "القوات اللبنانية" و"حزب الله".في هذا السياق، رأى عضو حزب "القوات" النائب أنطوان زهرا أن "دخول لبنان في التحالف الدولي لمواجهة داعش هو موضوع تساؤل، لأن من أعلن عنه هو وزير الخارجية جبران باسيل الذي كان في زيارة قبل أيام قليلة إلى (أمين عام حزب الله) السيد حسن نصرالله، وبالتالي لا بد أن يكون قد استأذن لإعلان هذا الموقف".وأشار زهرا الى أن "الاشكالية الكبرى التي سنصل اليها هي التناقض بين الموقف الدولي وسعي قوى لبنانية الى اعادة فرض تحالف ميداني وتنسيق بين الجيش السوري وحزب الله والجيش اللبناني تحت حجة مكافحة الارهاب، لأن هناك توجها دوليا يعتبر النظام السوري فاقدا للشرعية ومشجعا للارهاب، ولا يجب ان يستفيد من الحرب على الارهاب، كما يرى أن إيران لا يجب ان تكون ضمن هذا التحالف، لأنها جزء من مكونات ودوافع نشوء هذا التطرف في المنطقة".في السياق نفسه، أفادت مصادر مقربة من "حزب الله" بأن "لدى حزب الله مجموعة أسئلة وملاحظات على الموقف الذي اتخذه وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمر جدة، ونتعاطى معه على أنه توقيع بالأحرف الأولى، على أن يصدر الموقف اللبناني النهائي والرسمي من اجتماع جدة وبيانه من الحكومة مجتمعة".مخيمات اللاجئينإلى ذلك، أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أمس أن "مجلس الوزراء اتخذ قرارا للحد من النزوح السوري عبر اقامة مخيمات للنازحين"، لكن الوزير محمد فنيش التابع لـ"حزب الله"، أشار أمس الى أنه "لم يتم اتخاذ أي قرار حكومي بإنشاء مخيمات للنازحين السوريين، إنّما كانت هناك آراء وأفكار طُرحت وما نزال في انتظار تقرير اللجنة المكلّفة متابعة موضوع اللاجئين من أجل مناقشة ما سيتم طرحه". أما وزير العمل سجعان قزي، فقد لفت إلى أن "قرار إقامة مخيمات للاجئين السوريين اتّخذ في جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت في 23 مايو الماضي".تحرير وخطففي سياق آخر، أعلن الجيش أنه تمكن فجر أمس من تحرير المواطن مروان محمد الحجيري من بلدة عرسال، الذي كان تعرض لعملية خطف قبل حوالي أسبوع، ولاحقا افادت مصادر عن تعرض المواطن أحمد الحجيري من عرسال للخطف من قبل مجهولين.وكان السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل أعلن أمس الأول بعد لقاء سلام موافقة واشنطن على طلب الحكومة اللبنانية تزويد الجيش اللبناني بطائرات اضافية من نوع «سيسنا» مزودة بالسلاح، وطائرات خفيفة للاسناد الجوي، اضافة الى تسليح طائرة «سيسنا» قدمتها سابقاً، مشيرا الى انه سيتم تمويل شراء الطائرات والاسلحة باستخدام الاموال التي قدمتها المملكة العربية السعودية للجيش اللبناني. وكشف هيل عن عزم بلاده تقديم 108.3 ملايين دولار إلى لبنان كمساعدات انسانية.
آخر الأخبار
لبنان يدافع عن انضمامه إلى التحالف ضد «داعش»
14-09-2014