هادي يندد بـ«مؤامرة صنعاء» ويتعهد باستعادة «الشرعية»
الحوثي يعلن الانتصار... ويمدّ يد السلام إلى «الإخوان»
بينما أحكمت ميليشيات الحوثيين قبضتها على العاصمة اليمنية صنعاء، ندد الرئيس عبدربه منصور هادي، في مؤتمر صحافي أمس، بـ"مؤامرة" تستهدف جر البلاد إلى حرب أهلية، بعد إسقاط مؤسسات الدولة بفعل فاعل. وتعهّد باستعادة الشرعية و"هيبة الدولة".واتهم هادي قوى خارجية وداخلية بـ"التآمر" لإحباط تجربة اليمن في الانتقال الديمقراطي السلمي، قائلاً إن "ما حدث في الأيام الأخيرة مؤامرة أُعدت سلفاً وتجاوزت حدود الوطن، وتحالفت فيها قوى عديدة"، لكنه في الوقت نفسه اعتبر أن صنعاء "لم تسقط ولن تسقط، وهي مدينة كل اليمنيين، ولن تكون حكراً وملكاً لأحد".
وأشار إلى أن "اتفاق السلم والشراكة تعميد لخيار السلم"، مؤكداً أنه عندما تقلّد السلطة في 2012 تسلّم "شبة دولة ومؤسسات مهترئة وجيشاً مقسماً"، نافياً صحة ما يشاع عن ضرب أحزاب من أجل قوى أخرى.وفي حين كان الرئيس يدلي بتصريحاته، كان الآلاف من أنصار حركة المتمردين الحوثيين الشيعة يشاركون في مسيرة للاحتفال بانتصارهم في صنعاء.وسار أنصار الجماعة التي تطلق على نفسها "أنصار الله" في شوارع العاصمة، قبل أن يحتشدوا في ميدان التحرير. ولاحقاً، أعلن زعيم التمرد عبدالملك الحوثي "انتصار الثورة" في خطاب ألقاه ونقل عبر شاشات عملاقة أمام مؤيديه وسط العاصمة اليمنية، معتبراً أن اتفاق السلام والمشاركة الذي وقّعته جماعته يشكل "صيغة سياسية جديدة" للبلاد.وشكر الحوثي الجيش الذي "رفض قمع الثوار"، مؤكداً عدم وجود أي توجّه للثأر.ودعا خصومه في "التجمع اليمني للإصلاح"، وهو الحزب الإسلامي المقرب من جماعة الإخوان المسلمين إلى "الشراكة بدلاً من الإقصاء"، قائلاً إن "أيدينا ممدودة للسلام والتفاهم، وللحزب الذي يمكن أن يعيد لحمته مع الشعب ومع هذه الثورة المباركة من خلال هذا الاتفاق، اتفاق الشراكة الوطنية".إلا أنه أكد في الوقت نفسه عزمه تحويل مقر عدوه الآخر (اللواء علي محسن الأحمر) في شمال صنعاء إلى حديقة، كما شدد على ضرورة رفع "المظلومية" عن الجنوبيين، والتوصل إلى حل لقضيتهم، مؤكداً أن "إعادة اللحمة الوطنية تكون بحلّ القضية الجنوبية".(صنعاء، عدن - د ب أ، أ ف ب)