يخوض رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أول اختبار جدي لشعبيته غداً من خلال انتخاب حكومة جديدة لولاية نيودلهي، حيث يشكل رئيس حزب يتصدى للفساد منافساً خطراً بالنسبة له.

Ad

ونتائج الانتخابات المقررة في العاشر من فبراير الجاري، يمكن من جهة أخرى أن تزيد من ارتباك حزب المؤتمر الذي حكم البلاد طوال عقود، لكنه لم يتوصل إلى التعافي من هزيمته أمام حزب باراتيا جاناتا بزعامة مودي في الانتخابات النيابية في مايو.

وفرض الحزب القومي الهندوسي نفسه خلال الانتخابات الفرعية كافة، التي أجريت منذ الانتخابات التشريعية، لكن التنافس يبدو أشد صعوبة في دلهي، حيث يمكن أن يمنى الزعيم الهندي بأول هزيمة. فهو يواجه خصماً معروفاً هو إرفيند كغريوال الذي استقال بعدما حكم العاصمة الهندية 49 يوماً العام الماضي.

وكان زعيم «حزب آم آدمي»، الذي يتصدى للفساد مني بهزيمة أمام مودي في دائرته فاراناسي (شرق الهند) في الانتخابات النيابية، لكن استطلاعات الرأي التي يتعين التعامل معها بحذر في الهند، تضعه في الطليعة قبل أيام من الانتخابات في ولاية دلهي.

وكلّف مودي أبرز مساعديه - رئيس حزب باراتيا جاناتا أميت شاه ووزير المال أرون جايتلي، قيادة الحملةـ فيما اختيرت المسؤولة السابقة في الشرطة كيران بيدي، مرشحة.

وأثار اختيار بيدي الاستياء في الحزب القومي الهندوسي، إذ أعرب عدد من الناشطين عن الغضب لاضطرارهم إلى دعم مرشحة لم تكن على انسجام مع حزبهم فترة طويلة.

وتعتبر بيدي وجها مألوفاً في وسائل الإعلام، لكن كجريوال أثبت قدرته على إقناع الطبقات العاملة والأقليات، فاجتذب آلاف الأنصار إلى تجمعات أقيمت بارتجال.

وقدم كجريوال المسمى «الرجل الذي يخفي أنفه» لأنه ظهر طوال الحملة متدثراً بالأوشحة، الاعتذار مراراً لأنه استقال بعيد فوزه العام الماضي، فترك العاصمة من دون حكومة حوالي السنة.

وخلال ولايته القصيرة، ترك تأثيراً في الناس بقوله، إنه «فوضوي» وبتنظيم تظاهرات أمام المباني الرسمية.

وحاول هذه المرة أن يقدم عن نفسه صورة تتسم بمزيد من المسؤولية، مشدداً على قدرته على ترؤس هيئة تنفيذية مستقرة قادرة على خفض فواتير الكهرباء أو الغاز لمواطنيه وتقديم خدمات جديدة.

لكن حجته الأساسية ما زالت تقضي بأن يقدم نفسه على أنه مرشح الناس العاديين، وقادر على مواجهة السلطات القائمة.

وقال كجريوال في لقاء أخير: «معركتي هي معركتكم. من أنا؟ رجل عادي يخوض كل معارككم».

وانخرط رئيس الوزراء الذي فوجىء بشعبية كجريوال، في الحملة شخصياً ووصفه بأنه خائنـ لأنه سارع إلى الاستقالة العام الماضي.

من جهتها، قالت بيدي لوكالة فرانس برس: «الناس سئموا من هذه المسرحية. باتوا لا يريدونها». وأضافت «يريدون الاستقرار، حكومة جدية والتقدم، ونحن وحدنا قادرون على تأمينها».

وقال مانوج جوشي من «مؤسسة أوبزرفر للأبحاث» في دلهي، إن هزيمة حزب مودي ستشكل انتكاسة كبيرة، كونه مشارك شخصياً في الحملة.

وقال، إن «مودي يأمل في النجاح منذ سنة، أما هزيمته فمن شأنها وقف اندفاعته وانعاش المعارضة».

وأضاف أن «سلطة تنفيذية محلية تقودها المعارضة، ستتسبب في بروز صعوبات لأن كجريوال وحزبه يعارضان قانون استملاك الأراضي وإصلاحات أخرى أساسية تنوي الحكومة اقرارها» على المستوى الوطني.

(نيودلهي - أ ف ب)