زار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المنطقة العسكرية الغربية على الحدود مع ليبيا أمس، في خطوة تعزز إصرار القاهرة على تأمين حدودها الطويلة مع جارتها التي تعاني سيطرة ميليشيات على أجزاء كبيرة من أراضيها، بينما تواصل القاهرة مشاوراتها مع الحكومة الليبية للتنسيق أمنيا في الفترة المقبلة.

Ad

سيطر المشهد الليبي بتداعياته على الشأن المصري أمس، في أعقاب تنفيذ الجيش المصري طلعات جوية على معاقل ميليشيات تنتمي لتنظيم "داعش" في درنة فجر الاثنين، انتقاما لذبح التنظيم الإرهابي 21 مصريا السبت الماضي، وزار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي المنطقة العسكرية الغربية في محافظة مطروح الحدودية مع ليبيا أمس، حيث عقد لقاء مع قادة الجيش ومشايخ القبائل، في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة على الحدود الغربية.

حظر السلاح

وتزامن إشراف السيسي بنفسه على تأمين الحدود الغربية مع إجراء رئيس الحكومة إبراهيم محلب مباحثات مع وفد حكومي ليبي برئاسة نائب رئيس الحكومة الليبية الشرعية عبدالسلام البدري، في القاهرة أمس.

وصرح المتحدث باسم الحكومة المصرية حسام القاويش بأن محلب أبدى استجابته لتوفير الاحتياجات لدعم وتدريب الكوادر الليبية، مؤكدا ان نجاح الضربات الجوية المصرية لمواقع "داعش" بداية لكسر شوكة الإرهاب، بينما طالبت الحكومة الليبية القاهرة بالاستمرار في توجيه ضربات جوية لأوكار الإرهاب بالتنسيق مع السلاح الجوي الليبي.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان أمس، إن "القاهرة ترغب في استصدار قرار من مجلس الأمن برفع الحظر المفروض على إمدادات السلاح للحكومة الليبية برئاسة عبدالله الثني، والمعترف بها دوليا"، مشيرة إلى أن وزير الخارجية سامح شكري، الموجود حاليا في نيويورك، أكد ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته، والنظر في إمكانية رفع القيود المفروضة على تزويد الحكومة الليبية بالأسلحة.

وبينما شارك شكري في اجتماع لمجلس الأمن لبحث سبل التعاطي مع الأزمة الليبية أمس، جددت الخارجية المصرية تحذيراتها المتكررة للصيادين المصريين من الدخول والإبحار في المياه الإقليمية الليبية، بينما أعلنت وزارة "القوى العاملة" توفير 33 ألف فرصة عمل للعائدين من ليبيا، في محاولة لإقناع المصريين بالعودة، في ظل تمسكهم بالبقاء في المدن الليبية هربا من ضيق ذات اليد.

خفض المطالب

وقال مسؤولون مصريون، طلبوا عدم ذكر اسمائهم، لـ"فرانس برس"، إن الدبلوماسية المصرية تدرك موازين القوى الدولية، لذلك فإنها لن تطلب تضمين مشروع القرار الذي سيعرض على مجلس الامن الدعوة لتدخل دولي في ليبيا.

مكافحة الإرهاب    

وفي إطار المباحثات الإقليمية والدولية لبحث سبل مكافحة الإرهاب في المنطقة العربية، ذكر مصدر مصري مسؤول لـ"الجريدة" ان "رئيس أركان الجيش الفريق محمود حجازي بدأ زيارة للعاصمة السعودية الرياض، أمس، للمشاركة في الاجتماع المقرر لعدد من القادة العسكريين من مختلف دول العالم، بهدف التنسيق بشأن مواجهة تنظيم داعش".

في الأثناء، أكد الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب أن الغرب، خاصة تحالف شمال الأطلسي "الناتو"، دمر ليبيا ولم يعمل على إعادة إعمارها، مشددا خلال استقباله سفير إيطاليا بالقاهرة ماوريتسيو مساري، أمس، على أن "ليبيا تركت لقمة سائغة في يد الميليشيات المسلحة لتهديد أمن وسلامة جيرانها"، وأشار إلى أن "مواجهة الإرهاب تحتاج لتضافر جميع القوى العربية والدولية".

احترام أميركي

إلى ذلك، خرجت واشنطن عن صمتها إزاء العمليات المصرية العسكرية في ليبيا، لتبدي عبر المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جين ساكي، احترامها لحق الدول في اتخاذ قرارات للدفاع عن نفسها وأراضيها.

الجبهة الشرقية

ولم يمنع الاهتمام المصري بالحدود الغربية مع ليبيا من تشديد الإجراءات الأمنية في سيناء، الحدود الشرقية لمصر، إذ واصلت قوات الجيش الثاني الميداني، بدعم من القوات الجوية والخاصة، تنفيذ عملياتها الأمنية في إطار تتبع عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس" الموالي لتنظيم داعش، والتي أسفرت حتى أمس عن مقتل 5 تكفيريين وإصابة 3، وتدمير 30 بؤرة إرهابية، خلال القصف الجوي لشرق مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء.

وبينما استهدف مسلحون مجهولون نقطة أمنية بمنطقة الماسورة في سيناء، ما أدى إلى إصابة أحد المجندين، قال مصدر مسؤول لـ"الجريدة" إن أجهزة الأمن تمكنت من إحباط 6 محاولات إرهابية لاستهداف القوات بشمال سيناء، من بينها محاولة لتدمير كمين أمني بمدخل مدينة رفح، في وقت واصلت القوات المسلحة عملية الانتشار في الشوارع الرئيسية بالمحافظات، في إطار خطة تأمين بالتعاون مع وزارة الداخلية.

غلق الباب

في الشأن الداخلي، تغلق اللجنة العليا للانتخابات المصرية اليوم باب الترشح في الانتخابات البرلمانية، المقرر إجراؤها على مرحلتين في مارس وأبريل المقبلين، وقالت اللجنة العليا برئاسة المستشار أيمن عباس إن عدد طالبي الترشح للانتخابات بلغ حتى مساء أمس الأول 5053 شخصا، (3514 مستقلا و1539 من المنتمين للأحزاب) بينهم 212 امرأة، ولم تعلن اللجنة تقدم تحالفات سياسية للانتخابات بنظام القائمة، حتى تاريخ صدور البيان، ليكون حزب النور السلفي المتقدم الوحيد للانتخابات على المقاعد المخصصة للقوائم.

وبينما قال المتحدث باسم قائمة "صحوة مصر" رامي جلال إنه سيتم التقدم بالقائمة كاملة خلال ساعات، دشن القيادي بالكتلة الوطنية عمرو الشوبكي و50 مرشحا حزبيا ومستقلا تحالفا سياسيا لخوض الانتخابات تحت اسم "حركة بناء".