شدّدت الناشطة السياسية ليلى سويف، والدة الناشطين المحبوسين علاء عبدالفتاح وسناء سيف، التي باتت تعرف في مصر باسم «أم المضربين»، على أن إضرابها عن الطعام تضامناً مع السجناء سيستمر. وأشارت أرملة المناضل اليساري أحمد سيف الإسلام الذي توفي قبل نحو أسبوعين، إلى أن موقف النظام المصري غلّ أيدي النشطاء عن اللجوء للمحاكم الدولية، لكنها تنتظر طرح ملف حقوق الإنسان في مصر على الأمم المتحدة الشهر المقبل، متوقعة في حوار مع «الجريدة» إدانة النظام المصري بسبب ممارساته. وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

• هل تنوين تقديم شكوى لمنظمات دولية على خلفية اتهامك للحكومة بتجاهل إضراب نشطاء عن الطعام في السجون؟

- الدولة تستخدم القضاء والمحاكم في عمليات الحبس الاحتياطي لسنوات طويلة، وهذا يغل أيدينا عن اللجوء إلى المحاكم الدولية التي تشترط استنفاد سبل التقاضي الداخلية، لكنه لا يغل أيدينا عن اللجوء للمنظمات الدولية، فضلاً عن أن وضع حقوق الإنسان في مصر مطروح على مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الشهر المقبل، وتقارير المنظمات المصرية حول أوضاع السجون والمحتجزين سيتم تقديمها إلى المجلس الذي أعتقد أنه سيدين موقف مصر.

• ما المطلب الأساسي من إضرابك عن الطعام؟

- الإفراج عن أولادي علاء وسناء وكل المحبوسين والمحتجزين معهم في نفس القضايا «أحداث مجلس الشورى» و»تظاهرة الاتحادية»، وإذا لم يفرج عنهم سأستمر في الإضراب حتى إذا تسبب ذلك في دخولى المشفى، وهناك حملة كاملة من أحزاب وشخصيات عامة نظمت مؤتمرا لمطالبة الحكومة بتغيير قانون التظاهر والإفراج عن سجناء الرأي وانضموا للإضراب.

• ما الاعتراضات على قانون «التظاهر»؟   

- أنا شخصياً معترضة على وجود قانون لتنظيم التظاهر حتى لو كان جيداً، ما لم يتم إصلاح جهازي الشرطة والقضاء، لأن هذا القانون سيساء استخدامه، ولكن الموقف الذي عليه إجماع من الأحزاب والمجلس القومي لحقوق الإنسان، هو تنظيم حق التظاهر وليس تقييده، وبالتالي يكون التظاهر بالإخطار وعدم وجود عقوبات سالبة للحريات، وتكون العقوبات إدارية.

• هل يشمل إضرابك عن الطعام الإفراج عن المنتمين لتيار الإسلام السياسي محكومين أو محتجزين بسبب «التظاهر»؟

- أؤيد الإفراج عن الجميع طالما لم تتم إدانتهم بجرائم حقيقية وليس قضايا ملفقة وجرائم مختلقة، وسبق أن أضربت تضامناً مع منتمين لتيار الإسلام السياسي أمثال عبدالله الشامي ومحمد سلطان.

• كيف تقيميين أداء المجلس القومي والمنظمات الحقوقية إزاء أزمة التظاهر؟

- المجلس القومي لحقوق الإنسان أداؤه أقل مما كنا نتوقع، لكنهم يحاولون، فالوضع الحالي به سلطة شرسة تكسر كل القوانين، وأنا ليست لدي نية لصراعات جانبية، فكل شخص يقوم بأداء دوره بقدر المستطاع طالما أن موقفه صحيح، ضد القبض العشوائي والقبض على المتظاهرين السلميين والقتل خارج القانون.

• ما رأيك في الخطوات الاحترازية التي بدأت في الجامعات؟

- هناك حرب من السلطة على كل التجمعات الشبابية، وهذا موقف خاطئ ومتسرع، لأن مثل هذه الإجراءات لن تسكت الشباب نهائياً، بل ستزيد الأمور تعقيداً، ولن يخضع الطلاب للقبضة الأمنية، فالإصرار على القمع لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف.

• في ضوء سياسات السلطة الحالية، ما تصورك لمستقبل الحريات في مصر؟

- مستقبل الحريات في مصر مرهون بأن ينتفض الناس للدفاع عن الحريات، إلى جانب ثبات وإصرار المدافعين عن الحريات على موقفهم، وعدم استسلامهم لليأس، حتى ينضم إليهم بقية الشعب.

• هل تتوقعين أن تكون القبضة الأمنية والإجراءات الاقتصادية سبباً للتمرد؟

- تفجّر الوضع مسألة يصعب التنبؤ بها، ولكن ما أستطيع الجزم به هو أنه لم يحدث استقرار في ظل هذا النمط من الإجراءات الأمنية، وفي ظل عدم وجود أفق لإصلاحات ومواجهة للمشكلات التي يعانيها المواطن في التعليم والصحة والبطالة.

• ما هي قراءاتك للمشهد السياسي الحالي في مصر؟

- مشهد غير مستقر به صراعات متعددة عديدة الجوانب، ولا يوجد طرفان واضحان للصراع، وهذا سيستمر لفترة، فالسلطة الحالية بها صراعات، وكذلك المعارضة المدنيّة والإسلامية داخلها صراعات، والمشهد مرتبك للغاية، ومن الصعب التنبؤ بما ستؤول إليه الحال.