روسيا تتصدر ضحايا النفط والصين والهند أكبر المستفيدين

نشر في 06-12-2014 | 00:04
آخر تحديث 06-12-2014 | 00:04
No Image Caption
أفضى إعلان "أوبك" عدم خفض إنتاج النفط إلى هبوط أسعار برنت، قبل أن تعاود الارتفاع لتصل إلى حوالي 71.58 دولارا للبرميل، لكن ذلك السعر يبعد كثيرا عن المعدل الذي وصل إليه في وقت سابق من هذه السنة وهو 107 دولارات.
فقدت أسعار النفط خلال الأشهر القليلة الماضية نحو 40 في المئة من مستواها الذي كانت عليه في يونيو المنصرم، وتشعر الدول المنتجة للنفط، التي تمتعت بعوائد ضخمة في السنوات الأخيرة، بالتداعيات القاسية لهذا التراجع في الأسعار. وقد تبددت آمال تلك الدول في الخروج ولو جزئيا من مشكلتها هذه حين قررت منظمة أوبك الأسبوع الماضي عدم خفض الانتاج.

وأفضى إعلان ذلك القرار إلى هبوط أسعار نفط برنت قبل أن تعاود الارتفاع، لتصل إلى نحو 71.58 دولارا للبرميل، لكن ذلك السعر يبعد كثيرا عن المعدل الذي وصلت اليه في وقت سابق من هذه السنة، والذي بلغ 107 دولارات، ومن الطبيعي في هذه الحالة وجود لائحة طويلة بأسماء المستفيدين والمتضررين من هذا الهبوط. وفي ما يلي نظرة على من حقق الربح الوفير ومن بدأ يعد خسائره:

الرابح: الصين والهند

تعتبر الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، وهي تعتمد على امدادات النفط من الخارج بنحو 60 في المئة من احتياجاتها المحلية. ولذلك فإن أي هبوط في أسعار النفط يفضي الى خفض الأعباء الإجمالية للاقتصاد، كما يجعل إنتاج المعامل أقل تكلفة.

وفي وسع الصين توفير ما يصل الى 30 مليار دولار بحلول نهاية السنة في حال استمرار الأسعار في الهبوط، بحسب مركز الصين لبحوث اقتصاد الطاقة. ويمكن توظيف هذا المبلغ في استثمارات تساعد على تحفيز اقتصاد البلاد الذي يشهد تباطؤا.

ومن المتوقع أن يصل نمو الناتج المحلي الاجمالي في الصين الى 7.3 في المئة هذه السنة، مقابل معدلات قياسية بلغت 14.2 في المئة في سنة 1992. وسترحب دول اخرى مستوردة للنفط مثل ألمانيا واليابان والهند وفرنسا بهذا الانخفاض في الأسعار الذي سيحسن أداء اقتصاداتها بصورة مماثلة.

الخاسر: روسيا

تقع روسيا في الجهة المقابلة من الطيف: وهي دولة كبيرة مصدرة للنفط، وتمثل مبيعات النفط شريحة ضخمة من صادراتها، ونتيجة لذلك فإن استقرار الروبل الروسي يرتبط بقوة بأسعار الطاقة. وقد هبط الروبل الى مستوى قياسي جديد في الأسبوع الماضي ليصل الى 53.90 في مقابل الدولار، منخفضا 5 في المئة، كما فقدت العملة الروسية حوالي 40 في المئة من قيمتها منذ بداية هذه السنة.

والنفط الرخيص لا يخفض قوة الإنفاق في روسيا فقط، بل يجعل من الصعب عليها تحقيق توازن في ميزانيتها الوطنية. ويتم تقدير عوائد الضرائب في ذلك البلد على سعر لبرميل النفط عند 100 دولار، ومن شأن الأسعار الحالية تغيير التخطيط المالي هناك بصورة كبيرة. وتواجه دول اخرى مصدرة للنفط وضعاً مماثلاً أيضاً، بما في ذلك نيجيريا وفنزويلا.

الرابح: طيران جيت بلو

في ما تعتبر شركة جيت بلو واحدة من أكبر الرابحين فإن النفط الرخيص يمثل فائدة بالنسبة الى كل شركات الطيران – والمسافرين. وقد ارتفعت أسهم شركات الطيران بنسبة 30.2 في المئة خلال الشهرين الماضيين، بحسب مؤشر بلومبرغ لشركات الطيران الأميركية، مقارنة بربح بلغ 6.2 في المئة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 الذي يرصد كل الصناعات.

وكانت "جيت بلو" و"أميركان ايرلاينز" من أكبر الرابحين في البلاد، وحققتا ارتفاعا بنسبة 40.8 في المئة و41.2 في المئة على التوالي. ويمكن لشركات طيران أميركا الشمالية، إضافة ما يصل الى 73 في المئة الى مكاسبها، أي نحو 19 مليار دولار في 2015 بفضل هبوط أسعار النفط. ولن تقتصر الاستفادة المباشرة للشركات من هبوط التكلفة، بل إن ذلك سيوفر على الركاب كمية من النقود على افتراض هبوط ثمن التذاكر ورسوم الوقود.

الخاسر: كونتننتال ريسورسز

تعرضت "كونتننتال ريسورسز"، وغيرها من منتجي النفط إلى ضربة قاسية في سوق الأسهم، خاصة بعد هبوط سعر النفط عن نقطة التعادل في مناطق معينة. وبلغ سعر خام برنت أكثر قليلا من 71 دولارا للبرميل في الوقت الراهن. وتراوح نقطة التعادل بين 40 دولارا و85 دولارا في الولايات المتحدة، و100 دولار في روسيا و99.2 دولارا في السعودية.

ومن المتوقع أن تتراجع هوامش الربح والعوائد في المستقبل المنظور، وهذا ما أفضى الى تدافع المستثمرين للتخلص من حصصهم، كما أن أسهم منتجي النفط هبطت بنسبة 19 في المئة خلال الشهرين الماضيين، وكان نصيب "كونتننتال ريسورسز" الأشد، وقد انخفضت أسهم هذه الشركة، التي تتخذ من اوكلاهوما مقراً لها، بنسبة 38.8 في المئة منذ بداية اكتوبر. وتأثرت شركات الطاقة الاخرى، الكبيرة والصغيرة، بقوة أيضاً. وهبطت "تشيسبيك إنرجي" 11.5 في المئة منذ بداية أكتوبر و"أنتيرو ريسورسز" 16.3 في المئة.

الرابح: وارن بافت

مع هبوط أسهم الطاقة قد تصبح عمليات الاستحواذ، التي كانت تبدو ذات مرة باهظة جدا، معقولة بقدر أكبر. ولن يغفل وارن بافت، المعروف باستراتيجية اقتناص الفرص، عن صفقة جيدة. وقد حصلت شركة لوبريزول القابضة في بيركشاير هيثاوى على وحدتين من خدمات النفط في شركة ويثرفورد انترناشونال، مقابل 750 مليون دولار نتيجة تأثر البائع بهبوط أسعار النفط.

ويمكن ان يرتفع سعر الشراء الى 825 مليون دولار وفقاً للأداء، وقد اشترت "بيركشير" الوحدتين المذكورتين في أعقاب هبوط بلغ 21 في المئة في أسهم ويثرفورد في الأسبوع الماضي، ما جعل الشركة أكثر رغبة في إبرام الاتفاق.

وقامت هاليبيرتون بخطوة مماثلة عندما وافقت على شراء بيكر هيوز في الشهر الماضي لقاء أكثر من 30 مليار دولار، وجاء الاتفاق في أعقاب هبوط بنسبة 23 في المئة في قيمة أسهم بيكر هيوز في الشهر الذي سبق الاعلان.

الخاسر: هارولد هام

خسر هارولد هام الملياردير والرئيس التنفيذي لشركة كونتننتال ريسورسز أكثر من نصف ثروته بعد هبوط أسعار النفط، كما انخفضت أسهم "كونتننتال ريسورسز" بشدة وأفضت الى خسارة شخصية بالنسبة الى هارولد هام بأكثر من 12 مليار دولار منذ شهر أغسطس، لكن لا يزال لدى قطب النفط حوالي 11.1 مليار دولار.

وقد لا يكون المساهمون الآخرون في الشركة على القدر ذاته من الحظ مع استمرار هبوط أسهمها، ومن المتوقع أن يفضي انهيار أسعار الخام الى خسارة بالنسبة الى منتجي النفط في العالم تصل الى 1.5 تريليون دولار في السنة.          

(مجلة فورتشن)

back to top