مسرح للأطفال شخصياته دمى متحركة، تتكلم وتتنقل، تعيش مغامرات وتمر عليها فصول، ذلك في العرض المسرحي الغنائي "ألف وردة ووردة" لفرقة مسرح الدمى، الذي عرض على مدى ليلتين على مسرح الدسمة ضمن فعاليات المهرجان العربي لمسرح الطفل بدورته الثالثة، من سيناريو وإخراج المبدع كريم دكروب.
يتناول العمل بطريقة فنية وفكرية السرد عن فصول السنة الأربعة وتبدل مراحل حياة الإنسان، من خلال وجهة نظر الفنانين التشكيليين الانطباعيين، كنوع من الارتقاء بالذائقة الجمالية والبصرية لدى الأطفال، ليشاهدوا لوحات الفنانين العالميين المعروفين مثل بابلو بيكاسو، وبول كلي، وفان غوغ، وغوغان، ورينوار، ومونيه في الفيديو والشخصيات والأقنعة.
تدور أحداث المسرحية حول بذرة صغيرة تريد أن تكبر بسرعة لتصبح وردة مثل أمها، فتقطع طريقا شاقا لنموها عبر الفصول الأربعة للسنة، فنرى هذه الفصول عبر لوحات الفنانين التشكيليين، كيف تمر الأيام والفصول (الربيع، الصيف، الشتاء، والخريف) المتعلقة بالوقت والغذاء ومراحل النمو على هذه البذرة، لتكبر وتصبح وردة ثم أما لبذرة جديدة تريد هي الأخرى أن تكبر بسرعة، وذلك في إطار مسرحي راق استخدمت فيه تقنيات بصرية ومشهدية عالية الجودة والاحترافية، استعملت لنقل رسالة واضحة وجلية للأطفال.
وقد استطاع المخرج أن يقدم معادلة إيقاعية سليمة ومتناغمة لعناصر العرض المسرحي، وسينوغرافيا باهرة، جذبت انتباه كل من حضر العرض؛ سواء كان صغيرا أو كبيرا. أما الموسيقى في المسرحية فقد مزجت بين التراث الكلاسيكي العالمي والحس الشرقي الذي تميزت به موسيقى ألحان المبدع أحمد قعبور.
تقول رسالة المسرحية: يجب على الطفل عدم استعجال الزمن كي يكبر بسرعة، لأن كل شيء له وقته، فالوردة التي تريد أن تصبح وردة مثل أمها في لحظة، فإنها لا تستطيع ذلك في لحظة من الزمن، لأن هناك مراحل كثيرة يجب أن تمر بها قبل أن تغدو وردة، ومن أهمها أن تنزل إلى قاع الأرض وتنتظر حتى تنبت.
طاقم العمل
سيناريو وإخراج: كريم دكروب، موسيقى: أحمد قعبور، تمثيل: فؤاد يمين، ماريليز عاد، كاترين دكروب. سينوغرافيا ودمى: وليد دكروب، فيديو: نعمة نعمة، تصميم الأزياء: فدى حطيط، إنتاج مسرح الدمى اللبناني بدعم من البعثة الثقافية الفرنسية في لبنان.
يشار إلى أن "ألف وردة ووردة" حازت جائزة أفضل عمل للأطفال في مهرجان أقيم في براغ بالجمهورية التشيكية عام 2007 الذي شهد منافسة 36 دولة.