«الحوثيون» يسيطرون على المؤسسات الحيوية في صنعاء

نشر في 22-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 22-09-2014 | 00:01
No Image Caption
باسندوة يستقيل... ووزير الداخلية يفوض إلى المسلحين الحفاظ على الأمن مع الشرطة
بسط المسلحون الحوثيون الشيعة، أمس، سيطرتهم على معظم المؤسسات الحيوية في العاصمة اليمنية، بينما قدّم رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة استقالته، متهما الرئيس عبدربه منصور هادي بالتفرد بالسلطة.

بعد 5 أيام من المعارك في العاصمة اليمنية بين المتمردين الحوثيين الشيعة من جهة وقوات من الجيش ومسلحين من حزب «الإصلاح» المقرب من «الإخوان» من جهة أخرى، تمكّن الحوثيون من السيطرة، أمس، على معظم المؤسسات الحيوية في صنعاء، بينها مقر رئاسة الوزراء، ومبنى البرلمان، ومباني الإذاعة التلفريون والبنك المركزي، ومقار عسكرية أبرزها وزارة الدفاع ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة ومقر الفرقتين الرابعة والسادسة في الجيش، بالإضافة الى مقر الفرقة الأولى مدرع، أي مقر اللواء علي محسن الأحمر.

وفي بعض هذه المقار، مثل مقر رئاسة الحكومة ومبنى الإذاعة لم يواجه الحوثيون أي مقاومة، بينما أفيد عن اندلاع معارك عنيفة في محيط وزارة الدفاع.

وفي خطوة تزامنت مع التطورات العسكرية، قدّم رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة استقالته في كتاب مفتوح موجه الى الشعب، وليس الى الرئيس عبدربه منصور هادي.

وقال باسندوة، في بيان استقالته «بالرغم من أن المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة نصتا على الشراكة بيني وبين الرئيس في قيادة الدولة، لكن ذلك لم يحدث إلا لفترة قصيرة فقط، ريثما جرى التفرد بالسلطة، لدرجة أنني والحكومة أصبحنا بعدها لا نعلم أي شيء لا عن الأوضاع الأمنية والعسكرية، ولا عن علاقات بلادنا بالدول الأخرى».

بدوره، دعا وزير الداخلية اليمني عبده حسين الترب الأجهزة الأمنية الى التعاون وعدم مواجهة المتمردين الحوثيين. وجاء في بيان نشر على موقع الوزارة أن الترب دعا «كافة منتسبي الوزارة الى عدم الاحتكاك مع أنصار الله (الحوثيين)، أو الدخول معهم في أي نوع من أنواع الخلافات»، كما دعا العاملين في الوزارة الى «التعاون معهم في توطيد دعائم الأمن والاستقرار، والحفاظ على الممتلكات العامة وحراسة المنشآت الحكومية، التي تعد ملكا لكل أبناء الشعب، واعتبار أنصار الله أصدقاء للشرطة».

سيطرة حوثية

ولاحقا، أشارت أنباء إلى سيطرة الحوثيين على مبنى الفرقة الأولى للجيش، وجامعة الإيمان خلال الاشتباكات التي اندلعت، كما تمكن مسلحو الحوثي من السيطرة على مبنى التلفزيون الرسمي، وتعهد عضو بارز في الجماعة بتسليم المبنى للحكومة الجديدة.

وبدت منطقة ساحة التغيير في شمال صنعاء خالية تماما من أي حركة، مع استمرار القصف وتبادل إطلاق النار على الرغم من فرض السلطات اليمنية حظرا للتجوال في أربع مناطق شمالي العاصمة، من الساعة التاسعة مساء حتى الساعة السادسة صباحا وأغلقت المدارس حتى إشعار آخر.

ونشر الحوثيون الآلاف من المسلحين وغير المسلحين في صنعاء وحولها منذ أعلن زعيم التمرد عبدالملك الحوثي في 18 أغسطس تحركا احتجاجيا تصاعديا للمطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود إضافة إلى تطبيق مقررات الحوار الوطني.

وتتهم السلطات الحوثيين بمحاولة اقتحام حيي سلطان والنهضة، في شمالي صنعاء، اللذين يسكنهما عدد من الوزراء الحاليين والسابقين.

من جهة أخرى، قالت مصادر متطابقة إن ميليشيا الحوثي شنت قصفا عنيفا صباح أمس على منزل الشيخ منصور الحنق عضو مجلس النواب وأحد أبرز مشايخ قبيلة أرحب في منطقة «صرف» شمال شرق العاصمة صنعاء.

اتفاق

في غضون ذلك، أعلن مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر، الذي عقد مباحثات مع زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في صعدة، في وقت متأخر من مساء أمس الأول التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال.

وقال بن عمر في بيان أصدره إن «الاتفاق سيشكل وثيقة وطنية تدفع بمسيرة التغيير السلمي وترسخ مبدأ الشراكة الوطنية والأمن والاستقرار في البلاد».

وعاد مبعوث الأمم المتحدة مساء الجمعة من صعدة إلى صنعاء بعد ثلاثة أيام من المفاوضات مع زعيم التمرد الشيعي.

وخلال الأيام العشرة الأخيرة أعلنت السلطات اليمنية التوصل إلى اتفاقين للخروج من الأزمة إلا أنهما ظلا حبرا على ورق.

وغرق اليمن في أزمة منذ رحيل صالح في فبراير 2012 بعد 11 شهرا من الاحتجاجات ضد نظامه.

واليمن البلد الفقير في شبه الجزيرة العربية يواجه تمردا انفصاليا في الجنوب وأعمال عنف يقف وراءها تنظيم القاعدة.

وتصاعد التوتر الطائفي في اليمن مؤخرا بشكل كبير لأن الحوثيين ينتمون إلى الطائفة الزيدية الشيعية، في حين ينتمي خصومهم السياسيون في المقابل إلى الطائفة السنية، وهم بشكل أساسي التجمع اليمني للإصلاح القريب من تيار الإخوان المسلمين، إضافة إلى السلفيين والقبائل السنية أو المتحالفة مع السنة.

وكان الرئيس اليمني دعا ايران بالاسم إلى «تحكيم العقل والمنطق في ما يتعلق بتعاملها مع الشعب اليمني»، والى «أن تتعامل مع الشعب وليس مع فئة أو جماعة أو مذهب»، في إشارة إلى دعمها المفترض للحوثيين.

ويشكل السنة غالبية سكان البلاد، إلا أن الزيديين يشكلون غالبية في مناطق الشمال، خصوصا في أقصى الشمال حيث معاقلهم. ومعقل الحوثيين الزيديين الشيعة في الأساس هو محافظة صعدة الشمالية إلا أنهم تمكنوا من توسيع حضورهم بشكل كبير منذ 2011، وذلك بعد أن خاضوا ست حروب مع صنعاء بين 2004 و2010.

(صنعاء، عدن - رويترز، أ ف ب)

back to top