طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس الشعب المصري بالوقوف إلى جواره في تنفيذ خطط إعادة إصلاح البنية التحتية التي تعاني مشكلات جذرية، في الوقت الذي أحال النائب العام هشام بركات الرئيس المعزول محمد مرسي إلى محكمة الجنايات بتهمة تسريب وثائق حساسة لدولة قطر.  

Ad

سعى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى امتصاص الغضب الشعبي المكتوم نتيجة تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي، وطالب الرئيس في كلمة متلفزة أمس الشعب بمساندته، داعيا ًإلى "الصبر" على أزمة الكهرباء، بعد يومين من انقطاع واسع النطاق للكهرباء تسبب في شلل شبه تام في جميع مرافق الدولة على مستوى الجمهورية، ومن بينها شبكة مترو الأنفاق، ومحطات ضخ الوقود، وسوق الأوراق المالية (البورصة) والمستشفيات.

وأكد السيسي أن إصلاح شبكات الكهرباء يتطلب وقتاً وموارد مالية كبيرة، قائلاً إن "مصر بحاجة إلى 12 ألف ميغاوات من الكهرباء، بكلفة 12 مليار دولار"، مشيراً إلى أن "كل ألف ميغاوات تتكلف مليار دولار، فضلاً عن أن احتياجات كل محطة من الوقود تبلغ تكلفتها 700 مليون دولار".

وأوضح أن "العديد من مرافق الدولة الحيوية بحاجة إلى تجديد"، لافتاً إلى أن "هناك قرى كثيرة لا يتوافر لها صرف صحي، ومد شبكات الصرف لها يتطلب مليارات الدولارات"، مطالباً وسائل الإعلام بمعالجة أفضل للمشاكل.

من جانبه، وبينما قال رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب، إن "الشبكة القومية للكهرباء، استعادت قدرتها بنسبة 100 في المئة"، قال وزير الكهرباء محمد شاكر، إن الوزارة بصدد إصدار ما سماه "تشريعات شفافة لتحرير سوق توليد الكهرباء" والسماح للقطاع الخاص بالدخول فيه.

رئيس شعبة الكهرباء والطاقة في نقابة المهندسين فاروق الحكيم أيد خطوات الحكومة في توليد الشركات الخاصة للكهرباء، موضحاً لـ"الجريدة" أن تسعيرة الكهرباء المولدة من الشركات الخاصة، ستكون محل دراسة الحكومة خلال الفترة المقبلة، بينما صرح الخبير البترولي إبراهيم زهران، أن تحرير سعر الكهرباء، عن طريق السماح للشركات الخاصة بإنتاجها خطوة كان من المفترض العمل بها منذ سنوات للمساهمة في تخفيف الأحمال، موضحاً أن المواطن لن يشتري الكهرباء من القطاع الخاص، ولكن شبكة الكهرباء هي التي ستقوم بشرائها.

في المقابل، وبينما نظم العشرات من المنتمين إلى جماعة "الإخوان"، أمس سلسلة بشرية على طريق الفيوم - القاهرة، رافعين لافتات تهاجم النظام وتحرض على عدم سداد فواتير الكهرباء، هاجمت رموز الجماعة الخطاب، وقالت على موقعها الرسمي: "لم يقدم حلولاً للمشكلات"، بينما قال المتحدث الرسمي لحزب "الوفد"، ياسر حسان، إن "كلمة الرئيس حول أزمة الكهرباء، تميزت بالمصارحة والمكاشفة".

مدرعة «الزعفرانة»

قضائياً، وفيما يتعلق بالقضايا التي تورط فيها الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي، قرر النائب العام المصري المستشار هشام بركات، أمس، إحالة الرئيس المعزول محمد مرسي و10 آخرين إلى محكمة الجنايات، في تهمة تسريب وثائق تمس الأمن القومي المصري إلى دولة قطر والتخابر معها، لتصبح بذلك القضية الرابعة التي يحاكم فيها مرسي، وأفادت مصادر أن من بين المتهمين سكرتير رئاسة الجمهورية السابق أمين الصيرفي، ومدير قطاع الأخبار بقناة الجزيرة إبراهيم محمد هلال، لافتاً إلى أن النائب العام بصدد إصدار بيان للرأي العام بتفاصيل الإحالة.

وبينما أصيب ضابط و6 مجندين في انقلاب مدرعة شرطة في طريق (الزعفرانة الكريمات) أمس، تستأنف جنايات القاهرة، غداً محاكمة المرشد العام لجماعة "الإخوان" محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر، بالإضافة إلى 15 آخرين من قيادات الجماعة في القضية المعروفة إعلاميًا بأحداث "مكتب الإرشاد"، التي يواجه فيها المتهمون تهماً بالقتل والتحريض عليه إبان ثورة 30 يونيو 2013.

الحفر الثاني للقناة

في غضون ذلك، وفيما يتعلق بالمشروع القومي الذي أعلنه الرئيس السيسي مشروعاً قومياً، مطلع أغسطس الماضي، قالت مصادر مطلعة إنه من المنتظر دخول كراكات هيئة قناة السويس للعمل في المرحلة الثانية من الحفر، الخاصة بأعمال التكريك في المياه، حيث أوضح رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش أن الكراكات تمتلك قوة سحب وشفط عالية للغاية، وستسحب الرمال المشبعة بالمياه إلى أحواض الترسيب، لافتا في تصريحات صحافية إلى أنه سيتم الحفر في القناة الجديدة بعمق 24 مترا، وهو نفس عمق القناة الأصلية، مشيراً إلى أن اتفاقية القسطنطينية التي وقعت عليها مصر، والتي تنظم مرور السفن في القناة، ستسري على قناة السويس الجديدة باعتبارها جزءا من القناة الحالية.

في الأثناء، ووسط توقعات بإقبال كبير على شراء شهادات استثمار قناة السويس الجديدة، اليوم، قال مصدر مسؤول في البنك المركزي، إن البنك مدّ البنوك بعدد كافٍ من شهادات استثمار قناة السويس، بحيث تكون متوافرة في جميع فروع بنوك مصر والأهلي والقاهرة وقناة السويس، والبالغ عددها نحو ألف فرع، وأشار المصدر إلى أن البنك وفر أكبر عدد من شهادات الاستثمار في البنوك "خاصة بعد الإقبال غير المسبوق" لشراء تلك الشهادات في اليوم الأول لطرحها الخميس الماضي.