محمود الجندي: دوري في «ابن حلال» نقطة تحوّل في مشواري الفني

نشر في 15-10-2014 | 00:02
آخر تحديث 15-10-2014 | 00:02
No Image Caption
للفنان محمود الجندي تاريخ عريق في السينما والتلفزيون والمسرح. أغنى المكتبة الفنية بأعمال محفوظة في الذاكرة والوجدان، وضعته في الصفوف الأولى للنجومية. في رمضان الماضي، ظهر في شخصية جديدة في مسلسل {ابن حلال} وحقق نجاحاً.
حول المسلسل وقضايا فنية أخرى ومشاريعه الجديدة كان اللقاء التالي معه.
حدثنا عن ردود الفعل حول {ابن حلال} وشخصية رشدي.

عندما قرأت السيناريو توقعت نجاح المسلسل، إنما لم أتوقع وصول الشخصية إلى الجمهور على هذا النحو. فاجأني المشاهدون بردة فعلهم القوية تجاه المسلسل ودوري في آن.

 برأيك ما سبب هذا النجاح؟

توافر عوامل النجاح من نص جيد مكتوب بعناية، إخراج متميز، اختيار موفق للأدوار، بالإضافة إلى تشابه أحد خيوط المسلسل الدرامية مع إحدى قضايا الرأي العام، ما جعل الجمهور يتابع الأحداث لمعرفة الحقيقة. يضاف إلى ذلك أن المسلسل يناقش مشاكل تمس الحارة والمجتمع المصري من دون مبالغة أو تشويه، فوصل إلى الجمهور ببساطة.

ما الذي حمسك للموافقة على تجسيد هذه الشخصية؟

النص جيد ومكتوب بشكل متميز والشخصية مستفزة فنياً لأي ممثل، فضلاً عن حاجتي، في هذه المرحلة، إلى أداء أدوار مختلفة عما سبق وقدمت، لذا شكل المسلسل فرصة لتقديم شخصية لم يرني فيها الجمهور سابقاً.

كيف نجحت في تقمص الشخصية لتظهر بهذه الصورة؟

الخبرة التي اكتسبتها من مشواري الفني الطويل تجعل من السهل الدخول في الشخصية، فعندما أصدق تصرفاتها المرفوضة، وأبحث عن مبررات، عندها تصل الشخصية إلى الجمهور، وقد أدخلني التركيز في هذه الشخصية المعقدة المستشفى بعد انتهاء التصوير.

ما رأيك بالهجوم والنقد اللذين تعرّض لهما مشهد انتقام الابن من أبيه؟

غير منطقي، فنحن لم نقدم نماذج إيجابية، ونطالب الجمهور بتقليدها، بل نعرض نماذج سلبية ونلقي الضوء عليها، ليتجنب الناس مثل هذه التصرفات، ثم قدمنا مبررات لما فعله الابن من خلال تصرفات الأب الشاذة، وكانت ردة فعل الابن طبيعية من وجهة نظره، كونه غير مستقر نفسياً.

ما أصعب مشهد أديته في العمل؟

الشخصية كلها كانت صعبة ومشاهدها معقدة نظراً إلى طبيعتها، وقد أديت المشاهد بالجدية نفسها لتصل إلى الجمهور، وهو ما حدث بفضل الله. لكن  ثمة مشاهد صعبة في سياقها، أبرزها إخراج رشدي زوجته عن إيمانها وجعلها تنتحر، وكان طرد ابنه من البيت عارياً قاسياً وغير إنساني.

هل ترددت في مشاركة محمد رمضان في أول أعماله الدرامية؟

لو نظرت إلى الأعمال بهذا المنطق، لما كنت يوماً في المكانة التي أنا فيها الآن كممثل. أتابع أعمال محمد رمضان، وأعجبت بأدائه في بدايات مشواره الفني مع أن أدواره كانت صغيرة ومحدودة، وهو فنان موهوب فعلاً.

لكنك سبق أن رفضت مشاركته في فيلم {عبده موتة}.

صحيح، لأنني وجدت الفيلم مجرد استنساخ لأدواره، ولا جديد فيه. وكانت لديَّ اعتراضات مسبقة على أفلامه والمحتوى الذي يقدمه للجمهور، وقلت له: {أنت فنان مش بلطجي علشان تعمل أفلام زي دي}، فكان لا بد من أن يخرج من عباءته، ويؤدي أدواراً مختلفة كي لا يكون حبيساً لهذه النوعية من الأعمال وهو ما فعله لاحقاً.

من فاجأك بأدائه من الوجوه الشابة؟

حفل المسلسل بتألق نجوم صاعدين، وأدهشني حمزة العيلي الذي أدى دور {مسكر}، فهو فنان عبقري أبهرني، والمرة الأولى التي شاهدته فيها كانت أثناء البروفات، وكنت أعتقد أن المخرج استعان بشخص معاق حقيقي، لأداء الدور ليكون أكثر مصداقية، لكن المفاجأة التي لم أتخيلها أنه فنان شاب، وليس معاقاً. هنا تساءلت: {كيف لا يهتم أحد بفنان موهوب إلى هذه الدرجة؟}. كذلك سهر الصايغ ممثلة {شاطرة}، وأنا أعرفها جيداً منذ كانت طفلة تعمل معي في المسرح.

ما رأيك في ادعاء البعض بأن تقديم نماذج سلبية يعتبر إساءة إلى المجتمع؟

الإساءة هي أن نقدم فناً غير حقيقي، لا يعبر عن الواقع ولا يحاكيه. هل مطلوب منا أن نقدم مجتمعاً بلا مشاكل أو سلبيات؟ ألم يعرف من قال ذلك أن عملين مثل {جعلوني مجرماً} و{أريد حلا} غيرا في القوانين لأنهما قدما الواقع بسلبياته ولم يجملا الحقيقة. تكمن الإساءة في وجود مشاكل وسلبيات من دون حل ومطلوب ألا نتحدث عنها.

ما رأيك في دعاوى تقييم الفن أخلاقياً؟

هذه الدعاوى وغيرها من دعاوى الرقابة المجتمعية من بعض المدعين، تفترض في الجمهور عدم الأهلية وتقرر الوصاية عليه وتحديد الجيد له والضار، وهذا غير صحيح، لأن الجمهور أذكى من هؤلاء ويستطيع فرز ما يراه وتحديد مصيره بنفسه، بدليل أنه قرر، من دون وصاية، الابتعاد عن مدعي الوصاية ومن يطلقون على أنفسهم {نخبة}.

هل مشاركة الفنان في أكثر من عمل في صالحه؟

يتوقف ذلك على الأعمال التي يقدمها، هل يكرر نفسه أم يحاول الاختلاف والتنوع في الأدوار؟ يجعل التنوع الفنان مختلفاً مهما تكرر ظهوره على الشاشة، في أكثر من عمل، بينما التكرار والنمطية يشعران المشاهد بأن الأعمال متشابهة حتى لو عرضت في أوقات مختلفة. أحاول اختيار أدواري بعناية وألا أكرر نفسي وأتجنّب النمطية حتى لا يمل الجمهور من ظهوري.

هل يشغلك الاهتمام بمساحة الدور وترتيب الأسماء؟

منذ بدايتي الفنية، أهتم بالدور وتأثيره وأهميته في العمل، ولم تشغلني أبداً مساحته لأنها لا تصنع تاريخ الفنان، فقد شاركت في فيلم {ناجي العلي} في ثلاثة  مشاهد، لكنها كانت مهمة ومحورية في الأحداث.

لا يوجد اهتمام بأدوار كبار السن، خصوصاً في البطولات، فما السبب في ذلك؟

أن نحصر الفن في الشباب، لمجرد أن معظم الجمهور من الشباب، ينمّ عن فقر في الإبداع والرؤية، فنحن نقدم فناً للمجتمع ككل وليس للشباب فحسب.  ثم لا يقتصر تهميش الفنان، بعد تقدمه في العمر، على أدوار البطولة وتصدره الملصقات، بل في مساحة الأدوار الأخرى وفي الأجر، حتى في البلاتوه يُعامل معاملة سيئة، وكأن التقدم في العمر ذنب وخطأ لا بد من أن يعاقب عليه، وعلى الفنان، نتيجة لذلك، إما الاعتزال حفاظاً على كرامته أو تاريخه أو التعامل مع الوضع الحالي بمرونة.

back to top