لاتزال أصداء نجاح المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد المصري، الذي اختتم أمس الأول، تتواصل في الشارع المصري، وسط مناخ من التفاؤل عن قرب تحرك عجلة الاقتصاد المتعثرة، على خلفية تصريحات مبشرة من كبار المسؤولين المصريين، في حين تواصل وزارة الداخلية الاستنفار الأمني لتأمين الشارع.

Ad

سادت أجواء من التفاؤل الشارع المصري أمس، غداة اختتام المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد المصري، الذي استضافته مدينة شرم الشيخ، على مدار ثلاثة أيام من الجمعة إلى الأحد، ونجحت القاهرة خلاله في حصد نحو 148.2 مليار دولار، قد تكون كفيلة بانتشال اقتصادها المتعثر، فضلا عن المكسب السياسي المتمثل في تثبيت أركان النظام السياسي المصري القائم على شرعية 30 يونيو التي أنهت حكم جماعة الإخوان في 2013.

مناخ التفاؤل عززته تصريحات من كبار المسؤولين في الحكومة المصرية، إذ أكد مصدر حكومي رفيع المستوى لـ"الجريدة" أن "الرئيس عبدالفتاح السيسي سيجتمع مع رئيس الحكومة إبراهيم محلب خلال ساعات للوقوف على القائمة النهائية للمشروعات والاستثمارات التي تم الاتفاق عليها خلال المؤتمر، لترتيب الأولويات وآليات العمل وبدء تنفيذ هذه المشروعات فورا، مع تمسك السيسي بضغط زمن إنجاز المشروعات".

الودائع الخليجية

في غضون ذلك، أعلن محافظ البنك المركزي هشام رامز أن الودائع الخليجية التي تم إعلانها خلال المؤتمر ستصل إلى مصر خلال أيام، بينما أكد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة محمد شاكر أن "مصر لن تعاني انقطاع التيار الصيف المقبل"، مبددا مخاوف قطاع عريض من المصريين من استمرار ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي، وهي أزمة تفاقمت في العامين الماضيين.

بدوره، كشف وزير النقل المصري هاني ضاحي لـ"الجريدة" أنه سيتم ضخ مليارات الدولارات في قطاع النقل، سواء بإنشاء طرق إضافية أو بناء موانئ جديدة، فضلا عن تطوير بعض الطرق والموانئ بما يتناسب مع زيادة حركة التجارة المتوقعة في ضوء زيادة معدلات الاستثمار.

وأشار ضاحي إلى أن شركة "موانئ دبي العالمية" ستضخ نحو نصف مليار دولار لإنشاء منطقة تجميع بترولية في منطقة العين السخنة، فضلا عن تطوير الميناء الخاص بالمنطقة ذاتها.

إلى ذلك، أكد مصدر في اللجنة العليا للإصلاح التشريعي الحكومية، لـ"الجريدة"، أنه تم الانتهاء من إعداد حزمة تشريعية تتعلق بحرية تداول المعلومات لتوفير مناخ من الشفافية، فضلا عن الانتهاء من قانون "التوقيع الإلكتروني"، والذي يهدف إلى تحويل جميع الأوراق الرسمية بالدولة إلى "نسخ إلكترونية"، بما يسهل عمليات تقديم الخدمات للمواطنين، فضلا عن تيسير الإجراءات أمام المستثمرين.

كلمة السر    

في الأثناء، قال رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش، لـ"الجريدة"، إن مشروعات تنمية محور القناة كانت كلمة السر في نجاح المؤتمر الاقتصادي، بعد تزاحم المستثمرين الأجانب على المشاركة في تلك المشاريع، لما تتميز به القناة من موقع جغرافي كونها الممر الملاحي الأهم في العالم.

وأضاف مميش: "افتتاح مشروع قناة السويس الجديد سيتم في التوقيت المحدد أي أغسطس المقبل"، مشيرا إلى أن الدراسة النهائية لتنمية المنطقة الاقتصادية لمحور القناة ستكون أمام مجلس الوزراء خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقيم الخبير الاقتصادي العالمي د. محمد العريان، في تصريحات لـ"الجريدة"، نتائج المؤتمر الاقتصادي قائلا: "المؤتمر نجح بكل المقاييس، والجميع يتشارك أسباب النجاح"، لافتا إلى أن مصر تمتلك الآن روشتة عمل لابد من إنجازها لمواصلة النجاح، خاصة أن مصر تمتلك طاقة بشرية ضخمة لا تحتاج إلا لعمليات إعادة تأهيل بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل، مضيفا: "المؤتمر رسالة للعالم كله مفادها أن مصر نجحت سياسياً واقتصادياً وأمنياً".

سياسياً، أشادت الأحزاب المدنية بالمؤتمر الاقتصادي، ولخص موقفها القيادي بحزب الوفد معتز صلاح، قائلاً لـ"الجريدة" إن المؤتمر لاقى نجاحا باهرا على المستوى الاقتصادي، كما أكد مكانة القاهرة في النظام الدولي، مشددا على ضرورة التزام الحكومة الشفافية في استعراض المشروعات، فضلا عن القضاء على البيروقراطية والفساد الإداري وتوفير مناخ آمن للاستثمار.

استنفار أمني

إلى ذلك، وبعد نجاح وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار في تأمين فعاليات المؤتمر الاقتصادي، يدخل الوزير الجديد اختبارا جديدا بتأمين الشارع المصري في الأيام المقبلة مع تزايد الحاجة للاستقرار الأمني لتوفير بيئة صالحة للاستثمار، ووجه وزير الداخلية باستنفار جميع الجهود في مواجهة تحديات المرحلة الراهنة.

وأشاد عبدالغفار، خلال اجتماع له مع مساعديه والقيادات الأمنية أمس الأول، بالجهود الأمنية التي بذلتها جميع قطاعات الوزارة التي أدت واجبها على أكمل وجه في حفظ الأمن والأمان في ربوع البلاد خلال تلك الفترة، لاسيما جهود تأمين البلاد خلال الفترة الأخيرة التي شهدت انعقاد المؤتمر الاقتصادي، مضيفا: "الوطن يمتلك رجالا أشداء يستطيعون حماية بلادهم من أعمال العنف والتخريب والإرهاب".

وبينما تمكنت الأجهزة الأمنية المصرية من ضبط 153 من عناصر جماعة "الإخوان" في محافظات مصر المختلفة، عادت ظاهرة العبوات الناسفة إلى الشارع المصري، إذ أصيب مواطن وتصدع سور فيلا محافظ الفيوم في انفجار عبوة ناسفة، بينما نجحت قوات الأمن في إبطال مفعول عبوتين بمدينة الإسماعيلية، ووقعت اشتباكات بين أهالي قرية النزهة بمدينة المنصورة شمال القاهرة وأنصار "الإخوان"، الذين أطلقوا النيران بشكل عشوائي على منزل أحد أمناء الشرطة، ما تسبب في وفاته ووفاة أحد أقاربه.

وفي سيناء، شددت قوات الجيش قبضتها على مدن شمال سيناء، فيما أكد وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي أن القوات المسلحة ماضية بكل قوة وعزم لاستعادة الأمن والاستقرار والتنمية في سيناء، معربا خلال إشرافه على المرحلة الرئيسية لمناورة "نصر 13" أمس عن اعتزازه بالمواقف البطولية والوطنية لأهالي سيناء الشرفاء الذين أبدوا تعاونا كبيرا في القضاء على البؤر الإرهابية.