اعتراف حكومي بالفساد والرشوة ... ثم ماذا؟
![د. بدر الديحاني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472378832591788600/1472378876000/1280x960.jpg)
ومن جانب آخر، فقد تناولت بعض وسائل الإعلام قبل أسابيع قليلة أن وزير التجارة السابق د.عبد المحسن المدعج قد ذكر في كتاب استقالته "أن الأجواء السائدة ومسارات العمل توضحان أن الحكومة غير جادة في تحقيق إصلاحات حقيقية، ومحاربة الفساد".إن اعتراف رئيس الحكومة والوزراء علنا بتفشي الفساد في الأجهزة الحكومية، وعجزهم عن مكافحته يُحملانهم مسؤولية سياسية ودستورية، إذ إن الاعتراف بانتشار الفساد، بعد سنوات من تولي المسؤولية، لا يعني إلا شيئا واحدا وهو الفشل في اتخاذ خطوات جدية ملموسة للقضاء عليه. والشعور بالمسؤولية السياسية يعني أن يتحمل رئيس الحكومة والوزراء تبعات الفشل وما يترتب عليه من نتائج، وهو ما يدفعهم، في الدول الديمقراطية، إلى الاستقالة من تلقاء أنفسهم، أو الإقالة أو المساءلة العامة وطرح الثقة، ثم معالجة الأسباب الرئيسة التي أدت إلى الفشل في مكافحة الفساد، ولكن ذلك نادرا ما يحصل في واقعنا المحلي، وهو الأمر الذي يجعل مطالب الإصلاح السياسي الديمقراطي مطالب مُستحقّة ومُلحّة، إذ كما ذكرنا، مرارا وتكرارا، فإنه لا تنمية مع الفساد وبالذات الفساد السياسي.