قبض أم زجر وترويع؟!
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
ماذا تريد وزارة الداخلية، وأي رسالة تريد إيصالها إلى الغير؟ هل تريد أن تقول لهم، إنها «تضرب بيد من حديد» على أصحاب الرأي، حتى يرضى عنها، وتفي الدولة، بالتالي، بمتطلبات الأمن في المنطقة حسب اشتراطات وشروط هذا الغير؟ ماذا تريد السلطة حين تمارس القهر مع الشباب، هل تتصور أنها بذلك تؤدبهم وتعلمهم أصول الكلام وكيفية التعبير عن أنفسهم، أم أنها لا تريد أحداً يعبر عن ذاته؟ وأن يكون حقهم محصوراً فيما يُملى عليهم، وأن يكون فكرهم محدداً حسب «الأصول المرعية» التي تمليها الدولة لا غير، لا تفكروا نحن نفكر عنكم، لا تتحدثوا نحن نتحدث عنكم، لا تعبروا عن أنفسكم، نحن أقدر منكم بكيفية التعبير...؟! ماذا تريد السلطة اليوم، وأي قوانين بائسة غير دستورية تتذرع بها حتى وصلنا إلى هذا الحال المزري؟! سيادة الدولة، لا تعني فقط ممارسة السلطة على إقليم الدولة دون منافس، بل تعني كذلك، كما أفهمها، تكريس حماية الأفراد فيها وضمان حرياتهم الدستورية، وبقدر هذه الحماية وتوفير الضمانات للأفراد تكرس الدولة سيادتها الحقيقية، وتحصنها من تدخلات الغير.ليتكم يا أهل السلطة تلتفتون إلى قوانين لا أجدها محل اهتمامكم... كقوانين محاربة الفساد، وسرقات ونهب أملاك الدولة، واستغلال النفود والسلطة العامة... والتسيب الوظيفي، والمرور… القائمة طويلة بالقوانين المنسية، تذكرونها يا ناس... أم أنكم لا تعرفون غير قوانين قمع حريات التعبير، التي اختزلت كل قوانين الدولة بها... هل هكذا تفهمون السيادة يا أصحاب السيادة؟!