العراق: لواء لتحرير الفلوجة... و«داعش» يستعد لحديثة
أزمة «التحالف» تتصاعد: «دولة القانون» يضغط لانتخاب رئيس ويتمسك بترشيح الأديب
تعود مدينة الفلوجة إلى الواجهة من جديد، بعد عام من انهيارها وسيطرة «داعش» عليها، حيث كانت أول مدينة انهارت أمنياً، ولها أهمية استراتيجية كونها خاصرة بغداد الغربية ومعقل المتطرفين ومنطلق هجماتهم.
بدأ التحرك على أكثر من اتجاه من أجل تحرير مدينة الفلوجة من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بعد تسمية فيصل العيساوي قائم مقام للفلوجة، حيث عقد لقاء أمس، ضم العيساوي والسفير الأميركي في بغداد ومنسق التحالف الدولي بمشاركة المكونات العشائرية وأعضاء مجلس الفلوجة القديم اتفقوا خلاله على تشكيل لواء حرس وطني جديد بدعم أميركي لتحرير المدينة، وطالبوا بتشكيل قوة دولية للحدود مع سورية.من جهة أخرى، دفعت قوات البيشمركة بتعزيزات في مناطق القيارة بالموصل تمهيداً لاستعادة نقطة الحاج علي الفاصلة بين محافظتي صلاح الدين ونينوى، وهي نقطة انطلاق المتطرفين لمحافظات نينوى وكركوك وأربيل وصلاح الدين.كما سقط عدد من عناصر «الحشد الشعبي» بين قتيل وجريح بتفجير انتحاري بحزام ناسف جنوب تكريت، بينما يواصل الجيش العراقي والحشد الشعبي عملياته لاستعادة منطقة النباعي شمالي بغداد.حظر تجوالفي السياق، فرضت قيادة عمليات سامراء حظرا للتجول في مدينة سامراء، في محافظة صلاح الدين أمس، عقب هجمات انتحارية استهدفت مقرات عسكرية وأخرى للحشد الشعبي في المدينة.وقال مصدر أمني إن سلسلة تفجيرات انتحارية استهدفت مساء أمس الأول، مقرات عسكرية، وأخرى للحشد الشعبي في سامراء، أسفرت عن وقوع ضحايا لم يعرف عددهم.وأكدت المصادر الأمنية في بغداد تجدد الاشتباكات بين القوات الأمنية العراقية تساندها قوات الحشد الشعبي من جهة وعناصر «داعش» في منطقة المشاهدة شمالي بغداد، بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية في منطقتي النباعي والكسارات، بهدف تأمين حزام بغداد من الجهة الشمالية.محافظة الأنبار في غضون ذلك، كشف مصدر عشائري أمس، أن زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، وجه جميع عناصره في محافظة الأنبار بالاستعداد وتجهيز كافة الامكانات من الأسلحة والمعدات والمقاتلين لشن هجوم واسع بتوقيت واحد على قضاء حديثة وناحية البغدادي لإنهاء المعارك المتواصلة منذ أشهر.وقال المصدر إن قيادة عمليات الجزيرة والبادية تمكن القوات الأمنية من فرض سيطرتها على مناطق واسعة شرق قضاء الرطبة أقصى غربي الأنبار، مشيرا إلى أن «القوات الأمنية تمكنت من تأمين منطقة عرعر على الحدود العراقية - السعودية».وأكد أن القوات عازمة على تطهير قضاء الرطبة بالكامل خلال الأيام المقبلة وتأمين الطريق الدولي السريع.وعلى مدى الأيام الماضية، كثف طيران التحالف الدولي من غاراته على مواقع تنظيم «داعش» في الأنبار وكركوك ونينوى، ودمر العديد من أوكارهم ومعداتهم القتالية.وفي مدينة الموصل، قال إمام وخطيب جامع حفصة العمري عماد البياتي أمس، إن عناصر «داعش» قاموا بتفجير مسجدي الأموية والفاتح اللذين يقعان في الساحل الأيمن من مدينة الموصل بعد أن أخلوا المسجدين وعملوا على تفخيخهما وتفجيرهما في الحال، مضيفا أن عناصر «داعش» اختطفوا الشيخ إدريس النعيمي إمام مسجد حفصة العمري وثلاثة مدنيين تصدوا لهم في محاولة لمنعهم من تنفيذ عملية التفجير، وتم اقتيادهم إلى جهة غير معلومة.25 قتيلاًإلى ذلك، أعلنت مصادر أمنية عراقية أمس، مقتل 25 شخصا بينهم عناصر من تنظيم «داعش» في عمليات عنف في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى.«التحالف»الى ذلك، لاتزال الأزمة التي يشهدها «التحالف الوطني» الذي يضم كافة القوى الشيعية العراقية، تتصاعد وذلك بعد الدور الذي لعبه كل من عمار الحكيم ومقتدى الصدر في تنحية رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي واستبداله برئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي. في هذا الإطار، دعا ائتلاف «دولة القانون» أمس كتل التحالف الوطني الى الإسراع في إنجاز مشاوراتها لانتخاب رئيس للتحالف، فيما أكد تمسكه بالنائب عن الائتلاف علي الأديب لتولي المنصب.وقال المتحدث باسم الائتلاف خالد الأسدي في بيان، إن «دولة القانون تؤكد أن التحالف الوطني لم ينتخب رئيسا للتحالف الوطني لغاية الآن، والمشاورات متواصلة بين كتل التحالف بهذا الشأن»، داعيا كتل التحالف الى «الإسراع في إنجاز مشاوراتها لانتخاب رئيس للتحالف».وأكد الأسدي «تمسك دولة القانون بترشيح علي الأديب لرئاسة التحالف»، داعيا «كتل التحالف الى أهمية الابتعاد عن أي تصريحات تسهم في تفكيك وإضعاف التحالف الوطني».يذكر أن منصب رئاسة التحالف الوطني بقي شاغرا منذ تولي رئيسه السابق إبراهيم الجعفري مهام وزارة الخارجية، بينما لاتزال المشاورات مستمرة بين مكونات التحالف لانتخاب رئيس جديد للتحالف.(بغداد ـــــ أ ف ب، د ب أ، رويترز)