أعلنت السيدة الأميركية الأولى، هيلاري كلينتون، مساء أمس الأول نيتها الترشح إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، لتنافس على الأرجح المرشح الجمهوري جيب بوش المتحدر بدوره من سلاسة رئاسية.
بدأت هيلاري كلينتون رحلتها للوصول الى البيت الابيض، مطلقة حملتها الانتخابية في ثاني محاولة للفوز بالرئاسة، ولتصبح أول امرأة تفوز بهذا المنصب، متعهدة بأن تكون "بطلة الأميركيين كل يوم".كلينتون، التي خسرت ترشيح الحزب لها امام باراك اوباما في 2008، وضعت حدا لكل التكهنات المحيطة عبر نشر اعلان على صفحتها الجديدة في "فيسبوك"، وعلى موقعها الالكتروني مساء أمس الأول، وأرسلت الرابط الى ثلاثة ملايين متابع على "تويتر".وقالت "انا مرشحة للرئاسة" في فيديو انتج بشكل بارع وانتشر بشكل سريع، مضيفة أن "كل يوم يحتاج الاميركيون الى بطل، وأريد ان اكون هذا البطل".المقطع المصور الذي لا يتعدى الدقيقتين تضمن مقاطع لأسر من الطبقة المتوسطة ومن خلفيات متنوعة يتقاسمون تفاؤلهم وتطلعاتهم.وفي سعيها الى كسر الصورة النمطية عنها كسيدة اولى سابقة ووزيرة خارجية ورئيسة جمعية، استقلت كلينتون سيارة متواضعة خلال توجهها من نيويورك الى ولاية آيوا.وبعد ساعة قليلة من بدء مفاجأة يوم الالف ميل (1600 كلم)، نشرت الديمقراطية التي تبلغ من العمر 67 عاما صورة على "تويتر" تظهر فيها مع عائلة بمحطة للبنزين في بنسلفانيا.من ناحيتها، قالت كبيرة مساعدي هيلاري، هوما عابدين، "حين اخبرتنا كلينتون في بادئ الامر انها جاهزة للانطلاق الى آيوا، نظرنا اليها وقلنا جديا؟، فقالت: جدياً".وأضافت خلال اتصال مع المؤيدين والصحافيين على الطريق: "كانت هذه فكرتها كانت متحمسة جدا لها. لقد مر وقت طويل من اليوم في القيادة".ورحلة كلينتون في الشاحنة التي يطلق عليها اسم "سكوبي" احد اسماء كلاسيكيات الرسوم المتحركة، ستأخذها لمقابلة مجموعات صغيرة من الناخبين في آيوا.وكتبت كلينتون على "تويتر": "رحلة على الطريق! حملنا الشاحنة وانطلقنا الى آيوا. التقينا بعائلة رائعة خلال توقفنا ظهر اليوم، وهناك المزيد آت".التبرعاتوهيلاري هي في الوقت الحالي المرشح الرسمي الوحيد للانتخابات التمهيدية عن الحزب الديمقراطي، وهي الاوفر حظا في استطلاعات الرأي، وأطلق دخولها الانتخابات رسميا مساء أمس الأول حملة كبيرة لجمع التبرعات وحسابات وسائل التواصل.الخطاب الأول في مايووستمضي كلينتون ستة الى ثمانية اسابيع في مخاطبة الناخبين، وفق بيان لحملتها وستنظم أول لقاء مع اول خطاب في مايو.وفي آيوا، الولاية الاولى التي تصوت في الانتخابات، ستتحدث كلينتون "حول كيفية تفعيل الاقتصاد، بحيث يتمكن الاميركيون وعائلاتهم يوميا من التقدم الان ومستقبلا"، حسبما قال مدير الحملة روبي موك.واضاف موك: "لا يمكن أن نضمن أي شيء، يجب ان نحارب بقوة من اجل كل صوت، وهذا ما سيبدأ في الانتخابات التمهيدية. وهيلاري دخلت في السباق الانتخابي لتقاتل من أجل يوميات الاميركيين".انعطافة كبيرةهذه المرحلة التمهيدية مع الفيديو الجميل واللقاءات الصغيرة مع الناخبين في داخل البلاد، تمثل انعطافة كبيرة لموسسة كلينتون التي فشلت في عام 2008.وتتصدر عضوة مجلس الشيوخ لمرة واحدة وزوجة الرئيس السابق بيل كلينتون استطلاعات الرأي بين الديمقراطيين، اذ يقول نحو 60 في المئة من المستطلعة اراؤهم انهم سيصوتون لها في الانتخابات التمهيدية، وفقا لموقع "ريل كلير بوليتيكس".النهج المتواضعوالنهج المتواضع قد يخفف الشكوك التي اثيرت حول كلينتون في الاسابيع الاخيرة، بعدما اتضح انها استخدمت حساب بريد الكتروني خاصا حين كانت وزيرة للخارجية بين عامي 2009 و2013، وأن المؤسسة الخيرية التي تملكها العائلة تلقت ملايين الدولارات من حكومات اجنبية.استقالةوبعد وقت قصير من اطلاق حملتها، استقالت كلينتون من مجلس إدارة المؤسسة التي يقودها زوجها، لكنها ستضطر للاستعداد لأسئلة غير مريحة من الناخبين، ليس فقط حول قضايا السياسة، ولكن ايضا حول ماضي الفضائح المختلفة.الجمهوريون المتربصونتأكيد ترشحها للانتخابات سيؤدي الى طوفان تبرعات من انصارها الذين انتظروا طويلا دخولها رسميا في السباق، لكنه اثار ردة فعل شرسة من الجمهوريين.وينبش الجمهوريون بلا كلل في تاريخ الفضائح من قضية مونيكا لوينسكي الى هجمات بنغازي والقضية الاخيرة المتعلقة بالرسائل الالكترونية لهيلاري كلينتون، ليؤكدوا ان الاميركيين يريدون طي الصفحة وانتخاب وجه جديد.وقالت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري إن كلينتون "تركت وراءها العديد من الاسرار، وفضائح وسياسات فاشلة لا يمكن ان تمحى من عقول الناخبين".كلينتون التي تعرف نفسها بالجدة الجديدة، تتصدر كل استطلاعات الرأي ضد منافسيها، لكن المتنبئ السياسي الشهير نيت سيلفر اطلق على انتخابات 2016 انتخابات "الحظ المتساوي".مسؤولون أوروبيون: حظاً سعيداًكتب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس تغريدة مشيراً فيها إلى هيلاري كلينتون- التي أعلنت رسمياً ترشحها لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة- قائلاً "حظاً سعيداً"، وأرفق بها رابط مقطع فيديو الدعاية الانتخابية لها.كما كتب الرئيس الفرنسي المحافظ السابق نيكولا ساركوزي تغريدة تمنى فيها لكلينتون الحظ السعيد. ويسعى ساركوزي إلى الترشح للرئاسة الفرنسية مجدداً عام 2017.وفي رسالة مطولة كتبها في صحيفة "بيلد" ووجهها إلى كلينتون، تمنى لها وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الحظ السعيد، وأشاد بقوة بقدرتها على التعامل مع قضايا العالم الملحّة.موجة سخرية من شعار الحملة«فديكس» أم لافتة مستشفى ولِم السهم إلى اليمين؟أثار نشاط الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون على وسائل التواصل الاجتماعي موجة من التفاعل الحميم على "تويتر" كما رغبت كلينتون، لكن سرعان ما ابتعدت بعض هذه النقاشات عن الحديث عن المرشحة الديمقراطية، لتتجه إلى التدقيق في شعارها الذي أثار انتقاد الكثيرين. وبدا حرف "H" اللاتيني أزرق اللون، ويمر خلاله سهم أحمر في شكل أفقي اشبه بلافتة مرور تشير إلى مستشفى. وقال البعض إنه يشبه كثيرا شعار شركة "فيديكس" لنقل الطرود، بينما قال صحافي في بيزنس إنسايدر بصحيفة "وول ستريت جورنال" إن آخرين شكوا أنه يمكن مقارنته بسهولة بشعار حزب مجري فاشي إبان فترة الحرب العالمية الثانية.والأسوأ بالنسبة لحاملة لواء الحزب الديمقراطي الذي يميل الى اليسار هو أن السهم يشير الى اليمين. ولم يُعرف مصمم الشعار ولا المبلغ الذي دفعه فريق حملة كلينتون مقابل تصميمه. وانتقد آخرون الشعار قائلين إنه يشبه طائرة تدخل ببرجين في إشارة إلى هجمات 11 سبتمبر.انتقادات لاذعة من المنافسين ربط المرشح الجمهوري الأبرز الى البيت الأبيض، والذي لم يعلن ترشحه الرسمي بعد، جيب بوش حاكم فلوريدا السابق ابن الرئيس الأسبق جورج اتش دبليو بوش وشقيق الرئيس السابق جورج دبليو بوش، بين هيلاري كلينتون وسياسة الرئيس باراك أوباما الخارجية، معتبراً أنه يجب أن تكون هناك سياسة خارجية أفضل من تلك التي دمرت العلاقات مع الحلفاء، وجرأت الأعداء. وانتقد السناتور تيد كروز أول جمهوري أعلن رسميا ترشحه للرئاسة هيلاري وأوباما، في حين قال المرشح الجمهوري راند بول، إنه يعتقد أن عائلة كلينتون لديهم نوع من التاريخ بالشعور أنهم فوق القانون.واشنطن، نيويورك ــأ ف ب،رويترز، د ب أ
دوليات
هيلاري كلينتون تطلق حملتها في السباق الرئاسي الأميركي
14-04-2015