أطلت المرشحة الرئاسية المحتملة في الانتخابات الأميركية هيلاري كلينتون أمس، من ولاية أيوا بالغرب، والتي تعتبر بوابة لأي مرشح ديمقراطي مطلقة حملتها الانتخابية لكسب أصوات الديمقراطيين استعداد للانتخابات التمهيدية التي ستبدأ في أيوا خلال شهر يناير 2016، في وقت شكلت هبات مؤسسة عائلتها الخيرية خصوصاً الخليجية أولى العقبات الجدية أمام حملتها.

Ad

وبعد أن قطعت بالسيارة مسافة 1600 كيلومتر عبر البلاد من منزلها في نيويورك، حيث توقفت على طول الطريق للتواصل مع الناخبين في الولايات الأخرى، التقت كلينتون مجموعة من الطلبة والمعلمين من كلية كيركوود المجتمعية في سيدار رابيدز أمس الأول.

وقالت، في اجتماع تم بثّه على مستوى البلاد:" أريد أن أقف وأكافح من أجل الناس وليس فقط من أجل أن يعيشوا بل أيضاً من أجل تحسين أوضاعهم والوصول إلى وضع أفضل"، موضحة أن دوافعها لمساعدة الأسر الأميركية أتت من دروس تعلمتها من خلال والديها ومن الكنيسة.

في غضون ذلك، أثار تفحص عشرات آلاف المتبرعين ومن بينهم خليجيون لمؤسسة كلينتون الخيرية تساؤلات حول احتمال وجود تضارب مصالح بالنسبة لأقوى مرشح للحزب الديمقراطي في الوصول إلى البيت الأبيض.

فخلال أربع سنوات أمضتها هيلاري كلينتون على رأس الدبلوماسية الأميركية (2009-2013) لم تنضب الهبات من الدول الأجنبية للمؤسسة التي أسسها زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون عام 2001.

ولدى تعيينها ولتفادي تضارب المصالح، وافقت المؤسسة على حصر هذا النوع من الهبات بالتوقيع على مذكرة مع إدارة الرئيس باراك أوباما، تمنح وزارة الخارجية حق الاطلاع على أي هبات مادية زادتها أي دولة أو إذا منحت دولة جديدة هبة للمؤسسة.

لكن بعد ست سنوات أقرت المؤسسة بأنها لم تعرض لهذا الفحص الأخلاقي هبة من الجزائر بقيمة 500 ألف دولار مخصصة لمساعدة هاييتي بعد زلزال ضربها في 2010.

وفي الإجمال ساهمت 7 دول أجنبية على الأقل (الكويت وقطر وسلطنة عمان وأستراليا والنروج وجمهورية الدومينيكان والجزائر) في المؤسسة عندما كانت هيلاري كلينتون على رأس وزارة الخارجية وتدير ملفات دبلوماسية حساسة تعني أحياناً هذه الدول.

وفي 2014، منحت دول عديدة أخرى مثل السعودية والإمارات أو ألمانيا هبات للمؤسسة بعد رحيل هيلاري كلينتون من الإدارة. وهناك أيضاً شيكات بملايين الدولارات دفعت من قبل رؤساء شركات ومحبي الأعمال الخيرية وأصحاب ملايين ومجموعات أجنبية، أمثال الكندي فرانك جوسترا والأوكراني فيكتور بينشوك والسعودي محمد العمودي وأيضاً ريلين انتربرايزس التي يديرها الملياردير الصيني وانغ ونليانغ العضو في البرلمان الصيني.

وهذه المساهمات قانونية، لكن كونها أتت من أفراد وكيانات لها مصالح دبلوماسية أو اقتصادية كبيرة للدفاع عنها في واشنطن، تُعرض هيلاري كلينتون لشكوك في وجود مصلحة.

واغتنم الجمهوريون الفرصة لإعادة إطلاق هجماتهم وانتقاداتهم لمناقبية الزوجين كلينتون خصوصاً على ضوء الهبة الجزائرية التي لم تخضع لرقابة وزارة الخارجية. وتحدث السناتور راند بول المرشح للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري عن فساد، منتقداً خصوصاً هبات دول الخليج ودعا مؤسسة كلينتون إلى إرجاع المال الذي دفعته السعودية.

(واشنطن، أيوا- أ ف ب، رويترز)