مع تسارع وتيرة الأحداث، بعد خسارته أكبر قواعده في درعا، فقد الرئيس الأسد أحد أرفع قياداته في دمشق، في عملية نوعية تزامنت مع بدء قواته بالانسحاب من السويداء أمام التقدم السريع لكتائب المعارضة في المنطقة الجنوبية.
في تطور ميداني خطير سبق إعلان "جيش الإسلام" نجاح "عملية انغماسية" في قلب دمشق، نفّذت قوات الرئيس بشار الأسد أمس عملية انسحاب جماعي من مدينة السويداء، وسط حالة استنفار كبرى وسخط درزي واسع.وأقدم النظام السوري على سحب قواته باتجاه الجهة الشرقية في بلدة الثعلة، مع إخلاء معظم المعسكرات المحيطة بمطار خلخلة العسكري جنوب سورية.جاء ذلك بعد يوم واحد من اعتراض "شيوخ الكرامة" الدروز في السويداء، طريق ناقلات وأرتال عسكرية محملة بالأسلحة الثقيلة والآليات والدبابات، أثناء محاولة قوات النظام إخراجها من المدينة ومنعوها من المغادرة، كرد تحذيري موجه إلى قائد الفرقة، الذي رفض استقبال قادة الكرامة لاحتواء الموقف.وعلق أبوفهد وحيد البلعوس، أحد أبرز شيوخ "الكرامة"، على حادثة تصفية السويداء من مؤسساتها العسكرية والمدنية والخدمية، مؤكداً انسحاب النظام أمام تقدم كتائب المعارضة، وإفراغ متحف المدينة ومخازن العرض من المقتنيات والتماثيل الثمينة، مروراً بإفراغ المصرف المركزي من العملة الصعبة، وسحب مادة القمح من صوامعها، وليس انتهاء بسحب الأسلحة والعتاد.عملية دمشقوغداة اجتياح الجبهة الجنوبية "اللواء 52"، الذي يعتبر أحد أهم الخطوط الأساسية في الدفاع عن دمشق، نفّذ "جيش الإسلام" عملية نوعية في قلب العاصمة السورية انتهت باعتقال أحد أرفع القيادات العسكرية في النظام ونقله إلى الغوطة الشرقية.ومع انتشار الأنباء حول اختطاف وزير عدل النظام نجم الأحمد، سارع الإعلان الموالي للنظام بتأكيد أن الوزير موجود في دمشق، وحضر اجتماع القيادة القطرية- السورية، وهو مازال قائماً على رأس عمله.ولاحقاً، نشر "جيش الإسلام" تغريدة على حسابه الرسمي في موقع "تويتر"، مؤكداً أنه لم يعلن بعد اسم الشخصية التي أسرها مجاهدوه.معركة «القصاص»وفي اليوم الثاني من معركة "القصاص"، التي تمكنت خلالها من اجتياح "اللواء 52" في درعا، ودخول بلدتي المليحة ورخم، عززت "الجبهة الجنوبية"، بمشاركة 55 فصيلاً ولواء عسكرياً معارضاً، تقدمها في المنطقة مع فرض سيطرتها التامة على بلدات الدارة وسكاكا وجاجز ساكرة.ووفق شبكة "سورية مباشر"، فإن مواجهات اليوم الأول، التي استمرت ثماني ساعات فقط، خسر فيها الأسد أكثر من 76 عنصراً، إضافة إلى أسر واغتنام المعارضة كمية كبيرة من الأسلحة الثقيلة والدبابات. تقدم «داعش»وعلى جبهه ثانية، حقق "داعش" اختراقاً جديداً في حمص مع سيطرته على حقل جزل للغاز، بعد معارك عنيفة تكبدت فيها قوات الأسد أكثر من 10 مقاتلين، إضافة إلى تدمير دباباتين.وبينما فشلت محاولات النظام في استعادة جزل، أقدم التنظيم على تفجير خط الغاز المغذي لشركة "الفرقلس"، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة، بعد يوم على أطراف المدينة الصناعية في حسياء جنوب شرق حمص.«الجيش الوطني»سياسياً، كشفت صحيفة "العربي الجديد" عن اجتماع شهدته العاصمة الأردنية عمّان أمس، حضره رئيس ائتلاف المعارضة خالد خوجة وأبرز قادة الجبهة الجنوبية، بالتزامن مع اجتماع آخر في مدينة الريحانية التركية جمع عدداً من أعضاء الائتلاف وقادة الكتائب، ومجلس قيادة الثورة المعروف بتجمع "واعتصموا".وأكد مصدر مطلع من "الائتلاف" للصحيفة أن الاجتماعين سيبحثان تشكيل قيادة مشتركة جديدة لهيئة الأركان مكونة من فصائل فعالة، ولها مناطق نفوذ كبيرة، بالإضافة إلى تشكيل "جيش وطني" يضم جميع الفصائل باستثناء تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة"، كما يبحث الاجتماعان ورقة إصلاح الائتلاف ودخول ممثلين عن الفصائل المشكلة لهيئة الأركان الجديدة.نفي الأسدوفي إطار اتفاق بين موسكو والغرب لوقف تقدم "داعش"، ناقشت قمة الدول السبع في ألمانيا، خطة لنفي الأسد إلى روسيا، بحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، التي نقلت عن مصادر دبلوماسية، قولها: "نحن لا نريد المبالغة. لكن يمكن القول إن هناك شعورا أكبر مما كان عليه قبل عدة أشهر بضرورة إيجاد حل سياسي".ومن سخرية الأحداث، على حد وصف الصحيفة، أن يأتي التفاؤل الجديد بإمكانية رحيل الأسد، بالتزامن مع النجاح المتواصل لتنظيم "داعش"، بالإضافة إلى انتصارات أخرى حققتها المعارضة المعتدلة المدعومة من الغرب.ودفعت التطورات الجديدة روسيا والولايات المتحدة إلى الاستنتاج بأن السبيل الوحيد لمنع تمدد "داعش" هو تشكيل حكومة جديدة في دمشق، تكون مقبولة على نطاق واسع، ويمكن دعمها عسكرياً في الحرب ضد التطرف.ويمكن لمثل هذه الصفقة أن تقود بشار الأسد إلى خارج البلاد في إطار "صفقة لجوء"، خصوصا أن أجزاء كبيرة من النظام الحالي مازالت سليمة، ويمكن أن تندرج تحت قيادة جديدة، على حد قول الصحيفة.لا مكان للأسدفي السياق، وفي ختام اجتماع دام يومين في القاهرة، اتفق معارضون سوريون على "خريطة طريق لحل سياسي تفاوضي" مستوحاة من وثيقة جنيف، تؤكد أنه "لا مكان للأسد" في مستقبل سورية.وتنص الوثيقة على أن تصور المجتمعين في القاهرة "ينطلق من استحالة الحسم العسكري، وكذلك استحالة استمرار منظومة الحكم الحالية التي لا مكان لها ولرئيسها في مستقبل سورية"، كما تتضمن "آليات تنفيذ عملية قابلة للتحقق وقادرة على الانتقال إلى تسوية سياسية غايتها تغيير النظام بشكل جذري وشامل".وتقضي هذه الخطة المقترحة بنقل كل "الصلاحيات التشريعية والتنفيذية" إلى "هيئة حكم انتقالي"، وتشكيل حكومة ومجلس أعلى للقضاء ومجلس وطني عسكري.(دمشق، واشنطن، عمان -أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)
دوليات
الأسد يخلي السويداء... و«جيش الإسلام» يخترق دمشق
11-06-2015