هذه حال الكويتي!

نشر في 08-02-2015
آخر تحديث 08-02-2015 | 00:01
 مظفّر عبدالله يقرأ الكويتي تصريحات المسؤولين حول تمكين الكفاءات لتطوير البلد في حين يرى تنصيب الكهول والمستهلكة وجوههم في أكثر الوظائف حساسية! وجبته الرئيسية من مانشيتات الصحف العبث بالمال العام إما سرقة أو هدرا أو تحايلا! ويعيش في بلد ليس فيه ضرائب ليحصل على خدمات أفضل لكنه يتمتع بمجانيتها مع سوئها!

 أول العمود:

وجود أطفال هجرهم والديهم في مستشفيات الدولة مؤشر اجتماعي جديدٌ جديرٌ بضرورة تقليل الاهتمام بالسياسة.

***

بيئة حياة المواطن الكويتي لا مثيل لها في بلدان كثيرة، فهي بيئة محيرة نوعاً ما، فلديه دولة مؤسسات لكنه يفاجأ بأن من كشف العبث في أمواله في التأمينات الاجتماعية مواطن متطوع وقضاء سويسري لا قضاء الدولة! هو يتألم يوميا من حركة المرور بسبب الزحام المقيت، ويعلم في الوقت ذاته أن تجار الإقامات ومنح رخص القيادة لوظائف متدنية هما السبب!

يقوم بهدم بيته ويتحمل الإزعاج لشهور بدخول العمال عليه منذ السادسة صباحا بسبب أزمة السكن وغلاء الإيجارات! بلده يقع على شواطئ بحر غني بأفضل أسماك في العالم لكنه يعاني الغش فيها وغلاء أسعارها وكأنها مستوردة من السويد! يتذكر جيدا كيف كان بلده منارة لحرية الرأي كما كان لبنان في المشرق العربي واليوم يرى القلم ومعه السجن وسحب الجنسية!

يقرأ تصريحات المسؤولين حول تمكين الكفاءات لتطوير البلد في حين يرى تنصيب الكهول والمستهلكة وجوههم في أكثر الوظائف حساسية! وجبته الرئيسية من مانشيتات الصحف العبث بالمال العام إما سرقة أو هدرا أو تحايلا! يعيش في بلد ليس فيه ضرائب ليحصل على خدمات أفضل لكنه يتمتع بمجانيتها مع سوئها! بلده ليس شيوعياً لكن حكومته تسيطر على القسم الأكبر من ملكية الأراضي فيه!

معظم مسؤولي الدولة يتكفلون بتعليم أبنائهم في المدارس الخاصة، ويسمع إشادة وزراء التربية بنظام التعليم في مدارس الحكومة! وإخفاقات حكومات بلده المتعاقبة جعلت من أبنائه مدمني سياسة، وناقمين على الوضع العام! وهو عرضة لمافيات السلع الاستهلاكية ولا يجد أثراً لوجود حماية المستهلك، ولا يجد فائدة مرجوة من زيادة راتبه!

هو ذاته من يذهب إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليه في المجالس المنتخبة ولا يلبث أن يتظاهر لعزلهم! حكومته لا تقدم له معلومة عن مصير خطة التنمية الأولى التي تسربت كالماء في رمال الصحراء! وهو لا يعرف بشكل دقيق مصير مشروعات كبرى تعثرت، وكان يمكن أن تكون مصدرا لسعادته! يرى فيمن كان يعتقد أنهم صوت للحق ومدافعون عن مصالحه مجرد متمصلحين أدخلوا البلاد في أجواء الصياح الذي لم يجلب سوى الخسران!

لذلك كله، نراه اليوم ينزوي ويصمت بشكل مريب.

back to top