في ظل تصعيد تحرك المتمردين الحوثيين في اليمن واستمرارهم في إغلاق طريق مطار العاصمة، وإجبار العديد من الوزارات على إغلاق أبوابها، كشف مصدر رسمي عن إقالة رئيس جهاز قوات الأمن الخاصة الذي يعد الأقوى بين أجهزة وزارة الداخلية.

Ad

وقال المصدر، لوكالة فرانس برس أمس الأول، «تمت إقالة قائد قوات الأمن الخاصة اللواء فضل القوسي، وكلف اللواء محمد الغدرة بقيادة هذا الجهاز»، الذي حاول، من دون نجاح مساء أمس الأول، فض اعتصام الحوثيين أمام وزارة الداخلية وإعادة فتح طريق المطار.

وكان اسم قوات الأمن الخاصة السابق هو قوات الأمن المركزي، وكانت محسوبة على عائلة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، كما تعد أقوى الأجهزة الأمنية تدريباً وتسليحاً وعديداً.

مراكز الاعتصام

ميدانيا، زاد مناصرو الحوثيون من احتشادهم في مراكز الاعتصامات في وسط صنعاء، وخصوصاً أمام وزارة الداخلية، حيث يتجمع الآلاف من أنصار جماعة «أنصار الله» بقيادة الزيدي عبدالملك الحوثي.

وامتد اعتصام الحوثيين ليصبح على بعد حوالي مئة متر من مدخل الوزارة. أما وزارتا الكهرباء والاتصالات القريبتين فأغلقتا أبوابهما بشكل كامل، مع إجبار المحتجين موظفي الوزارتين على الخروج من المبنيين.

ووفق مصادر رسمية، فإن المتمردين منعوا اعتباراً من مساء الأحد السيارات الحكومية من دخول صنعاء والخروج منها، مع بدئهم المرحلة الأخيرة و»الحاسمة» من تحركهم الاحتجاجي المطالب بإقالة الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود.

كما واصلوا قطع طريق المطار شرق حديقة الثورة في شمال صنعاء، وهو المدخل الرئيسي لوسط العاصمة من مطار صنعاء.

تدخّل أمني

وتدخلت قوات الأمن للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات الحوثية في 18 أغسطس، واستخدمت مساء أمس الأول الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يقتربون من وزارة الداخلية ولإجبارهم على فتح طريق المطار، ما أسفر عن سقوط قتيل وأكثر من 40 جريحاً.

ومع انتشار الشرطة في الجهة الجنوبية صنعاء، ساد هدوء نسبي يوم أمس في منطقة الاعتصام الرئيسية، التي امتلأت عن آخرها بعشرات الآلاف من أنصار الحوثيين المسلحين وغير المسلحين.

وقالت لجنة تنسيق التظاهرة إن متظاهرا قتل بالرصاص الأحد عندما حاولت الشرطة فتح طريق المطار الرئيسية، مبينة أن متظاهرين آخرين أصيبوا بجروح بالرصاص أيضاً، دون توضيح عددهم.

رفع سقف المطالب

وفي وقت سابق، أفاد مصدر قريب من الرئيس اليمني وكالة فرانس برس بأن «الحوثيين قدموا مجموعة مطالب إلى الرئيس هادي حملوها للوسيط عبدالقادر هلال، وهم يطالبون خصوصا باجتثاث الفساد وتمكينهم من النيابة العامة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وجهاز الأمن القومي وجهاز الأمن السياسي».

ووفق المصدر، فإن الحوثيين طالبوا أيضاً «بأن يعتمد الرئيس مبدأ التشاور معهم لاختيار رئيس الوزراء الجديد وتسمية وزراء الوزارات السيادية».

وكان الرئيس اليمني دعا السبت إيران بالاسم الى «تحكيم العقل والمنطق في ما يتعلق بتعاملها مع الشعب اليمني»، مؤكداً أن الحوثيين يتلقون الدعم من أربع قنوات فضائية تبث من بيروت.

معارك مستمرة

الى ذلك، استمرت المعارك في شمال وسط البلاد بين الحوثيين من جهة والقبائل الموالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح الموالي لجماعة الإخوان المسلمين والمدعومة من الجيش، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى خلال الأيام الماضية، خصوصاً في منطقتي الغيل ومجزر بين محافظتي الجوف ومأرب (شرق صنعاء).

ووفق المصدر، فإن القبائل صدت عدة هجمات شنها الحوثيون، ما أسفر عن خسارتهم عدة دبابات يستخدمونها في المعارك.

السفارة السعودية

في غضون ذلك، نقلت صحيفة الوطن السعودية عن مصدر دبلوماسي رفيع تأكيده مغادرة كافة منسوبي سفارة المملكة بصنعاء اليمن مساء الأحد، بناء على توجيهات عليا تضمنت إغلاق السفارة وإجلاء كافة الدبلوماسيين والموظفين والبالغ عددهم 50 شخصاً، وذلك لحين استقرار الأوضاع.

كما وجهت وزارة التعليم العالي بإعادة 60 طالباً وطالبة يدرسون الطب بجامعة العلوم والتكنولوجيا بالعاصمة اليمنية للبلاد، وذلك حفاظا على حياتهم وسلامتهم.

(صنعاء ــ أ ف ب، رويترز،

د ب أ)