• كيف ترين دعوات التظاهر من أجل "خلع الحجاب" في ميدان التحرير؟
- أعتقد أنها دعوات لا تكلف صاحبها شيئاً، سبق ذلك دعوات أكثر تأثيراً وجدية في أوقات أشد خطورة ودفع أصحابها وصاحباتها ثمنها باهظا، من وجهة نظري الحجاب رمز سياسي ديني، وسيسقط مع سقوط نظامه السياسي الديني، فلقد سقطت رؤوس "الإخوان" بعد ثورة يونيو ٢٠١٣، لكن جسد نظامهم لم يسقط، وبالمثل سقط رؤوس نظام الرئيس الأسبق مبارك بعد ثورة يناير٢٠١١، لكن جسد النظام لم يتغير وهكذا.• هل تتوقعين مشاركة نسائية واسعة في هذه المليونية؟- لا أستطيع أن أجزم بشيء، ولكن بشكل عام أرى أن الحركة النسائية أصبحت حكومية مفتتة ومطيعة، والمنظمات غير الحكومية أكثر تفتتاً وطاعة، على عكس فترة ثمانينيات القرن الماضي، مثلاً إنشاء حركات نسائية وعربية رفعت شعار "رفع الحجاب عن العقل أولاً"، وعلى مراحل طويلة لعبت الحكومات المصرية دوراً كبيراً في ضرب الحركة النسائية الشعبية، ولكن مع تشجيع التيارات الدينية المنبثق منها "الإخوان المسلمين" والسلفيين انتشر الحجاب والنقاب والتطرف الفكري والخداع، الذي ظهر بوضوح خلال حكم "الإخوان"، مستخدمين الدين غطاء لنفاقهم وفسادهم السياسي.• قلت من قبل إنك ضد الحجاب لأنه "ضد الأخلاق"، إلى ماذا نعطي الأولوية الآن لخلع حجاب العقل أم حجاب الرأس؟- لا أفصل بين حجاب الرأس وحجاب العقل، كل منهما يدعم الآخر، لكن الجوهر أصلب وأمتن وأبقى من الشكل، ولاشك أن رفع الحجاب عن العقل يؤدي بالضرورة إلى رفع الحجاب عن الرأس، أنا أرى أننا مازلنا نغطي عقولنا، وذلك ليس له علاقة بتعرية الرأس أو الجسد، بوضوح أكثر أنا أدعو لثورة فكرية ثقافية تعليمية سياسية اقتصادية وأخلاقية، تخلع جميع الأحجبة وليس فقط "حجاب المرأة".• كيف ترين دور الحركات النسوية في الفترة الحالية؟- الحركات النسائية المصرية والعربية مفتتة وضعيفة، رغم تأجج بعضها في بداية ثورة 25 يناير، ولكنها بدأت ترتخي، ومعظم تلك الحركات أصبحكـ"موظفي الحكومة"، والبعض الآخر يتعرض لضربات، وذلك يحدث منذ السبعينيات.• هل تعرف الدولة المصرية الجديدة دور الجمعيات الأهلية، أم أنها تسير في المسار نفسه لنظام الرئيس الأسبق؟- الدولة المصرية الجديدة هي نفسها الدولة القديمة، لأن الثورة الشعبية لم تغير جسد النظام السابق، ودور المجتمع المدني حتى الآن يعيش في أجواء لا تحقق أهدافه، وذلك نتاج لنظم سابقة كانت تسيطر طول الوقت على الدور التنموي الإصلاحي الذي تسعى له تلك الجمعيات، وحالياً لا أرى اتجاها حقيقيا نحو تحقيق خطوات في ملفات مهمة كالنساء والأطفال والفقر.• كيف تابعت معركة الهجوم على أفكار إسلام البحيري، وهل من حقه التشكيك في التراث من دون الانتماء إلى مؤسسة الأزهر الشريف؟- مؤسسة الأزهر لا تمتلك التراث ولا الفكر الديني، التراث والدين يملكه الشعب، كما يملك التاريخ والأرض، ومن حق أي فرد طرح تساؤلاته ومناقشتها، إضافة إلى أن مصر تمتلك العديد من التراث يبدأ بالحضارة المصرية القديمة، فتراث مصر لم يبدأ فقط بولادة المسيح عيسى، ولا بالنبي محمد، وحق النقد متاح لدى الجميع، ومن ضمنه نقد التراث سواء كان دينياً أو سياسياً أو أخلاقياً.
دوليات
السعداوي لـ الجريدة•: الحركات النسوية باتت مطيعة
26-04-2015