بدأت فصائل المعارضة السورية الإعداد لاجتماعات موسعة في القاهرة، أمس، في محاولة جديدة للمّ الشمل واحتواء الخلافات، تمهيداً للحوار الشامل والمرتقب مع نظام الأسد، الذي حددت موسكو آخر يناير موعداً لانطلاقه.  

Ad

كشف مصدر في وزارة الخارجية الروسية، لوكالة «نوفوستي»، أن لقاء بين ممثلي الحكومة والمعارضة السورية سيعقد في موسكو أواخر شهر يناير المقبل، ومن المخطط استمراره أربعة أيام.

وبينما نقل موقع «روسيا اليوم» عن المصدر نفسه أنه ستتم دعوة «أوسع شريحة من المعارضة السورية» إلى لقاء موسكو، تحدث رئيس المكتب الإعلامي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي منذر خدام، أمس، عن بدء التحضيرات لمباحثات جامعة لأكثر من 20 فصيلاً سورياً معارضاً في القاهرة بهدف التوصل إلى رؤية سياسية واحدة تحت عنوان «خريطة الطريق لإنقاذ سورية» يمكن التوجه بها إلى لقاء موسكو الموسع للمعارضة.

وأوضح خدام لوكالة فرانس برس أن «عدداً من الفصائل والشخصيات المعارضة تخوض حوارات منذ أكثر من شهرين، وتوصلنا معهم لتفاهمات مشتركة للحل السياسي للأزمة، وسيتوج ذلك في لقاء وطني يجري في القاهرة».

وأشار الى أن الاجتماع المزمع عقده في القاهرة سيمهد للقاء آخر يجري في موسكو سيضم مجموعة من الأحزاب والشخصيات السورية المعارضة بينها هيئة التنسيق التي تضم 12 حزبا، إضافة الى جبهة التغيير والتحرير التي يقودها قدري جميل، والإدارة الذاتية الكردية وقوى من الائتلاف الوطني المعارض.

الحل السياسي

وفي حين كشف مصدر معارض آخر أنه «من المتوقع أن يعقد اجتماع القاهرة في منتصف يناير»، أكد خدام أن «لقاء القاهرة ستشارك فيه قوى معارضة مؤمنة بخيار الحل السياسي من داخل وخارج سورية، بينهم أعضاء من الائتلاف المعارض، إضافة إلى مجموعة الشيخ معاذ الخطيب، من دون أن يستبعد مشاركة الائتلاف كائتلاف إذا ما وافق على الرؤية السياسية المشار إليها».

وتعد تلك الخطوة بداية تنفيذ مبادرة قدمها برهان غليون والخطيب ورياض حجاب يهدفون من ورائها، وفق ما جاء في بيانهم، إلى وضع حد للخلافات وطي صفحة الماضي والعمل كفريق واحد مع قيادة منتخبة.

إنهاء الاستقطاب

بدوره، أكد رئيس الوزراء السوري المنشق عن النظام، رياض حجاب، في مقابلة مع «العربية» أن الائتلاف وضع جملة من المعطيات لإنهاء حالة الاستقطاب، والمشاركة الحقيقية تبدأ بتعديل النظام الداخلي.

وقدم المعارضون حلولاً لتطوير أداء الائتلاف، بدءاً من إلغاء التكتلات وتحريمها ورفض منطق المحاصصة أو توزيع المواقع، وفق الانتماءات الخاصة وليس انتهاء بالعمل على تجديد الائتلاف، وإقرار قاعدة استبدال ثلث الأعضاء في كل دورة انتخابية.

وتلزم المبادرة الائتلاف بتحمّل مسؤولياته والعمل على لم شمل المعارضة وتنظيم ملتقى للحوار بين أعضائها للعمل معاً من أجل المرحلة القادمة.

قتل الأطفال

ميدانياً، ارتفعت حصيلة قتلى غارات النظام على الرقة إلى 26 قتيلاً، على الأقل بينهم 9 أطفال دون الـ18 عاماً، وخمس سيدات، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي ذكر أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع بسبب وجود مفقودين، وجرحى حالتهم حرجة.

وأفادت لجان التنسيق المحلية السورية بأن طيران الائتلاف شنّ 9 غارات جوية بالقرب من البانوراما في الرقة، وأخرى على معسكر الطلائع ومرآب الخدمات عند مدخل الجسر الجديد في الرقة، مشيرة إلى أن القصف طال بلدة الهول في مدينة الحسكة، حيث قصف الطيران المطحنة والدوار وسط البلدة.

(دمشق، القاهرة، موسكو-

أ ف ب، رويترز، د ب أ)