في اجراء هو الأول من نوعه منذ ثمانينيات القرن المنصرم، بدأ الجيش البلجيكي أمس الانتشار في المواقع الحساسة بالبلاد بدلاً من الشرطة، لا سيما في انفير (انتويرب) في الشمال حيث تعيش مجموعة كبيرة من اليهود بعد تفكيك خلية متطرفة كانت تستعد لتنفيذ هجمات.
وذكر مكتب رئيس الوزراء شارل ميشال في بيان: "قررت اللجنة الوزارية المصغرة نشر 300 جندي بصورة تدريجية. سيتم نشر هؤلاء الجنود في بروكسل وانفير. كما يمكن نشرهم في فرفييه (شرق) ومواقع اخرى"، واضاف: "سينتشر الجنود بأسلحتهم وستكون مهمتهم الرئيسية حماية هذه المواقع. سيعززون جهاز الشرطة".وكانت الحكومة البلجيكية اعلنت أمس الأول انها ستنشر الجيش في بعض المواقع بعد عملية فرفييه التي قتل خلالها جهاديان كانا يعدان لهجوم على الشرطة، وفق النيابة. ويمتد الإجراء المعلن مع نحو عشرة قرارات بهدف ضرب الجهاديين ومنعهم من التوجه للقتال في سورية والعراق، لفترة شهر قابلة للتجديد طالما بقي مستوى الانذار عند الدرجة 3 قبل الأخيرة، والمعتمد منذ مساء الخميس الماضي.وطلب رئيس بلدية انفير نشر الجيش في المدينة التي يعيش فيها ما بين 15 و20 الفاً من اليهود المتدينين. وصباح أمس ظهر الجنود في الحي اليهودي بالمدينة الذي يعتبر من المواقع الحساسة، وفق تقرير للتلفزيون الفلمنكي.وضمت الخلية التي تم تفكيكها الخميس والجمعة جهاديين عائدين من سورية كانوا على وشك التحرك لقتل شرطيين وفق النيابة الفدرالية التي اكدت اعتقال 13 شخصا في بلجيكا وجهت تهمة "الانتماء الى مجموعة ارهابية" الى خمسة منهم. واعتقل في فرنسا بلجيكيان متهمان بالانتماء للخلية كانا يحاولان الفرار الى ايطاليا.العقل المدبرالى ذلك، اكدت وسائل الاعلام البلجيكية أمس ان العقل المدبر للخلية التي ضبطت في بلجيكا قبيل انتقالها الى مرحلة التنفيذ الفعلي، هو جهادي بلجيكي مشهور ذهب الى سورية واصدر امرا بشن العملية من اليونان او من تركيا.وذكرت الصحف أن البحث جار عن زعيم الخلية الجهادية واسمه عبد الحميد اباعود (27 عاما) بمساعدة مكتب التحقيقات الفدرالي (اف. بي. اي).وأوضحت أن اباعود معروف في سورية وانضم الى صفوف تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، وهو بلجيكي مغربي الاصل نشأ في حي مولنبيك الشعبي في بروكسل.وتظهر صورته في عدد من اشرطة الفيديو الدعائية لـ"داعش" على الانترنت. وفي أحد هذه الاشرطة، يبدو وهو يقود سيارة تسحب اربع جثث مثلت بها المجموعة المتطرفة. وانتشرت الصيف الماضي في بلجيكا، صور لشقيقه الصغير (13 عاما) الذي انضم اليه في سورية يحمل فيها كلاشنيكوف ويرتدي حزاما ناسفاً.هولاندالى ذلك، دافع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس عن "حرية التعبير"، معتبرا انها من قيم فرنسا وذلك غداة تظاهرات غاضبة في عدد من البلدان احتجاجا على نشر آخر عدد من مجلة شارلي ايبدو الساخرة رسما جديدا للنبي محمد.وشدد هولاند على ان "فرنسا لديها مبادئ وقيم وهذه القيم هي خصوصا حرية التعبير (...) لقد ساندنا تلك البلدان في الحرب ضد الإرهاب". وردا على اسئلة صحافيين حول احراق العلم الفرنسي خلال تظاهرات في عدة بلدان لا سيما افريقيا، قال فرنسوا هولاند: "لم ننته بعد من تلك التصرفات، ويجب معاقبتها لأنها غير مقبولة عندما تقع في فرنسا ولا حتى في الخارج".تظاهراتالى ذلك، تجمع على الاقل الف شاب قرب الجامع الكبير في نيامي في النيجر امس للمشاركة في احتجاج على نشر رسم يمثل النبي محمد في اسبوعية شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة حاولت الشرطة تفريقهمباستخدام الغاز المسيل للدموع.وطوقت شرطة مكافحة الشغب التظاهرة التي منعت السلطات تنظيمها وقام العديد من المتظاهرين برشق الشرطة بالحجارة في حين احرق اخرون 7 كنائس".ونظم التجمع غداة صدامات في زندر ثاني مدن النيجر قتل خلالها 4 اشخاص وأصيب 45 بجروح خلال تظاهرات مناهضة للصحيفة الفرنسية. وأمس الأول أضرم المتظاهرون النار في كنيستين ومركز ثقافي فرنسي والعديد من المباني الأخرى وأحرقوا علم فرنسا ونهبوا ثلاث كنائسوتظاهر عشرات الاشخاص أمس امام السفارة الفرنسية في صنعاء احتجاجا على رسوم "شارلي". وفي حين ان التدابير الامنية شددت في محيط السفارة الفرنسية ردد عشرات الاشخاص "ارحل أيها السفير!". وحملوا يافطات كتب عليها "بأبي وأمي أنت يا رسول الله".وتظاهر آلاف الاشخاص في العالم الاسلامي بعد صلاة الجمعة أمس الأول، كان اعنفها الى جانب النيجر في كراتشي جنوب باكستان والعاصمة الاقتصادية التي تضم 20 مليون نسمة، حيث جرت صدامات عنيفة. كما شهدتها موريتانيا ومالي والسنغال والجزائر والقدس الشرقية واسطنبول وتونس والاردن. وفي دكار ونواكشوط تم حرق العلم الفرنسي.واشنطنودانت الولايات المتحدة اعمال العنف التي رافقت التظاهرات التي شهدتها دول اسلامية أمس الأول، مؤكدة الحق "العالمي" للصحافة في نشر المعلومات على انواعها، بما فيها رسوم الكاريكاتور.ورداً على سؤال عن اعمال العنف التي رافقت الاحتجاجات في باكستان والنيجر واستهدفت خصوصا مصالح فرنسية، قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية جيفري راثكي "نحث الجميع على الامتناع عن العنف وممارسة ضبط النفس واحترام سيادة القانون". وأضاف: "وسائل الاعلام غالبا ما تنشر معلومات من شأنها ان تثير نقاشا حولها. وعلى الرغم من أننا قد لا نتفق دائما مع حكم معين أو محتوى بعينه، فاننا نعتبر ان الحق في نشر تلك المعلومات حق اساسي وعالمي".بروكسل، باريس، نيامي ــأ ف ب، رويترز، د ب أ
دوليات
بلجيكا تنشر الجيش... وهولاند يتمسك بـ«حرية التعبير»
18-01-2015