«مؤتمر القاهرة» ينجح في تأمين دعم دولي لـ «إعمار غزة»

نشر في 13-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 13-10-2014 | 00:01
No Image Caption
• السيسي يشدد على إعادة السلطة إلى القطاع  • كيري: حل الدولتين ضرورة لإنهاء النزاع

التأم أمس في القاهرة مؤتمر "إعادة إعمار غزة" بحضور ممثلين عن 50 دولة وهيئات ومنظمات دولية، من بينهم وزراء خارجية 32 بلداً، وتعهدت الدول المانحة بتقديم ملايين الدولارات من أجل إعادة بناء القطاع المدمر بفعل العدوان الإسرائيلي، مشددة على ضرورة إقرار سلام دائم لضمان عدم تكرار المشهد.

بغية جمع نحو 4 مليارات دولار لإعادة إعمار قطاع غزة الفلسطيني الذي تعرض للتدمير من جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، شهد مؤتمر "إعادة إعمار غزة" الذي عقد في القاهرة أمس، بمشاركة نحو 50 دولة وبحضور 32 وزير خارجية وممثلين عن هيئات ومنظمات إغاثية "انتفاضة" دولية من أجل رفع آثار العدوان الإسرائيلي الذي تسبب في مقتل 2100 فلسطيني وإصابة نحو 11 ألفا وتدمير آلاف المنازل.

وقبيل ساعات من انتهاء أعمال مؤتمر القاهرة الدولي حول فلسطين، الذي حضره وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وممثلو هيئات إغاثية ومنظمات دولية، بينها صندوق النقد الدولي وجامعة الدول العربية ـ بدا أن المؤتمر نجح في حصد مبالغ مالية تقترب من نصف المبلغ المطلوب لإعمار القطاع.

ملياران

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، إن المملكة العربية السعودية تبرعت بـ500 مليون دولار أميركي، على أن تقدم دفعة ثانية، بمبلغ نصف مليار دولار إضافية، وأعلن وزير الخارجية القطري خالد بن العطية، تبرع بلاده بمليار دولار لمساعدة غزة، في حين أعلن وزير الخارجية الأميركية جون كيري تبرع بلاده بمبلغ 450 مليون دولار على 3 دفعات، كما أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الخالد، تبرع بلاده بمبلغ 200 مليون دولار، بالإضافة إلى مساهمات من دول أوروبية عدة.

واعتبر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال كلمته أن "المؤتمر يمثل أهمية كبيرة لإنقاذ غزة"، مشيراً إلى أن القاهرة تواصل مساعيها لتحقيق المصالحة، مشدداً على التزام مصر بقضية الشعب الفلسطيني، باعتبارها "كانت وستظل قضية العرب الأساسية"، مضيفاً أنه "سيتم إعادة الإعمار وإصلاح الأوضاع المأساوية، بالعمل على إقرار تهدئة دائمة وإعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع".

 ووجّه الرئيس المصري خطابه إلى الجانب الإسرائيلي قائلاً: "أنادي الإسرائيليين، بأنه حان الوقت لإنهاء الصراع وإقامة العدل، ليعم الرخاء"، مضيفاً: "لنجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق السلام والازدهار".

من جانبه، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرورة توفير مبلغ أربعة مليارات دولار، لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الأخير على القطاع، مشدداً على ضرورة وضع حدّ للاحتلال الإسرائيلي الذي يحرم الاقتصاد الفلسطيني بالضفة الغربية من نحو ثلاثة مليارات دولار سنوياً، محذراً من أن عدم التزام الحكومة الإسرائيلية بقرارات الشرعية الدولية، وحلّ الدولتين على أساس حدود 1967، مع حل مشكلة اللاجئين حلاً عادلاً، يدفع بمنطقتنا مجدداً نحو دوامة العنف والنزاع.

إنعاش مبكر

 من جانبه، أعلن بان كي مون في كلمته بالمؤتمر عن خطة الأمم المتحدة بشأن دعم إعادة الإعمار في غزة، تصل قيمتها إلى 2.1 مليار دولار من إجمالي جهود الإعمار، مشيرا إلى أن "هذه المبادرة تستحق قدراً كبيراً من الدعم الكريم من الدول المعنية".

وأكد سكرتير عام الأمم المتحدة أن "نجاح إعادة إعمار غزة يتطلب توافر الأسس السياسية القوية"، معرباً عن شعوره بالتفاؤل إزاء اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم التوصل إليه بالقاهرة في 25 سبتمبر الماضي، مناشداً جميع الأطراف "اتباع الأقوال بالأفعال هذه المرة" في إشارة إلى حركتي "فتح" و"حماس".

من جهته، أكد كيري، أن الولايات المتحدة ترى أن حل الدولتين لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي أصبح أكثر ضرورة الآن، وأن بلاده تعمل مع كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية من أجل سلام دائم، مشيراً خلال كلمته إلى أن واشنطن قدمت خلال العام الماضي 200 مليون دولار مساعدات إنسانية لغزة، و330 أخرى في الصيف الماضي.

وأضاف: "حل الدولتين والأسباب التي تدعو إليه باتت أكثر وضوحاً الآن، لا يوجد بديل مقبول، إنه وقت الريادة والقيادة، ويجب على القادة أن يضطلعوا بدورهم"، وقال إن "هناك خطوات يجب اتخاذها بشأن المعابر على حدود غزة وسلطات الجمارك والمراقبة الأوروبية، واستمرار العمل مع اللجنة الرباعية وخفض نسبة البطالة من 20 إلى 8 % على مدى 3 سنوات".

من جانبها، شددت الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبى، كاثرين آشتون على أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر داعم للفلسطينيين في السنوات العشر الأخيرة، مشيرة إلى أن الاتحاد أرسل 1.3 مليار يورو إلى غزة، وبعد حرب 2009 قدّم 436 مليون يورو، ثم 540 مليوناً، وأضافت: "ندعم حالياً خطة الإنعاش المبكر، وكخطوة أولى قدمنا دعماً عاجلاً لوكالة الأونروا بمبلغ 7 ملايين يورو، ثم زدناها بخمسة ملايين أخرى مخصصة لدعم برنامج لخلق فرص العمل  لسكان غزة".

back to top