شيء من العنف
يفرض علينا الواقع السياسي أن نتساءل عن فن الممكن: أين يبدأ؟ وأين ينتهي؟ وهل هناك معايير تحدد الخط الفاصل بين الممكن واللا ممكن؟ وهل من الممكن أن تنبثق سياسات إصلاحية منه؟ أسئلة تبحث عن إجابات يمكن تتبعها من خلال ما يلي:• سيناريو مخيف نحاول إبعاده عن الأذهان. فالمنطقة تموج بالتيارات السياسية المتلاطمة والفكر الشبابي يتعاطى ذلك الجو الثقافي المسموم، والمثقف يقف عاجزا أمام فشل المدارس الفكرية والسياسية في إيجاد حل للبطالة والفقر، فوجد جاذبية غريبة في التيار المتطرف والمتشدد، حتى أصبح وسط أجواء العنف، ذلك سيناريو واقعي من التاريخ الأوروبي، قبل انزلاقها في الحروب وقبل أن يعي مثقفوها أمام ما أسموه بسذاجة آنذاك "شيء من العنف" قبل أن يتحول إلى حرب عالمية طاحنة، فهل يعي مثقفونا قبل فوات الأوان؟
• إنذار بين السطور، اتضح من خلال الصفحات الاقتصادية خلال الأسبوع الماضي، وأشار إلى تضخم غير مسبوق لمعدل الإنفاق الحكومي في دول الخليج وسط امتعاض مؤسسات القطاع الخاص؛ أولا لصعود الإنفاق الأمني كأولوية، وثانيا لاستبعاد حصصها من المشاريع التنموية، واليوم وفي ظل الحديث عن الترشيد وسياسة شد الحزام هل بأيدينا إحياء الدورة الاقتصادية المتكاملة لإخراج قطاع الأعمال من غرفة الإنعاش؟• هناك فرق بين تطبيق القانون والتلويح بعصا البيروقراطية، أقول ذلك بعدما تابعت الأرقام المخيفة التي تشير إلى تكديس عدد كبير من موظفي الدولة بوظائف إدارية، تفتقر إلى التوصيف الوظيفي المناسب، وهم اليوم يتقاضون الرواتب دون الالتزام بالعمل أو الإنتاجية، وبدلا من الفصل الجماعي والإقالة الإجبارية أقترح أن نقدم لهم البدائل الجاذبة التي تمنح الكفاءات من ذوي الفكر الابتكاري للعمل والإبداع، ونكون قد حققنا النجاح في الاستثمار الصحيح بالموارد البشرية.• أشارت الدراسات الطبية مؤخرا إلى خطورة مادة السكر، وعلاقتها بإثارة الأورام السرطانية في مراحل معينة، الأمر الذي دفع بعض الدول كبريطانيا إلى التفكير بضريبة تفرض على السكر، وبالولايات المتحدة بدأ جماعات الضغط بالمطالبة بطرح برامج توعية لتوضح خطورة تناول الأغذية تحتوي على السكريات المكثفة، وطرح البدائل الطبيعية فهل نتعظ؟ ونعيد تخطيط سياسة التموين؟ ومن يدري لعلنا نستبدل سكر التموين بالعسل الطبيعي يوما ما.