أثبت باسم يوسف جرأة في {المتاهة}، ولم تمنعه التهديدات والبلاغات التي تلقاها والقضايا التي رفعت ضدّه، في الفترة الأخيرة، من قول رأيه بصراحة مطلقة، فكان مسترسلا في حديثه حول القضايا التي ارتأت مقدمة البرنامج وفاء الكيلاتي التطرق إليها مع بعض من الفكاهة والسخرية التي كسرت جديّة الحوار وأضفت أجواء جميلة على الحلقة. من جانبها، كانت الكيلاني عفوية وذكية في حوارها، وتقبلت سخرية باسم يوسف وتعليقاته على بعض أسئلتها وعلى ديكور البرنامج برحابة صدر.

Ad

مواقف

{فن السخرية هدفه وضع الإصبع على الجرح وتصحيح خلل ما وليس إضحاك الناس فحسب}، هكذا عرّف باسم يوسف الأسلوب الذي اعتمده في برنامجه، مشدداً على أنه لم يتصيّد أخطاء الآخرين بل تابع الحوادث والواقع ضمن فيديوهات قصيرة متداولة بين الناس ويتم التعليق عليها، معترفاً بأن السخرية قاسية أحياناً، لكن على الناس تقبلها لأنها تصب في المصلحة العامّة.

رفض تصنيفه بالخبيث وأكّد أنه لم يقدّم تنازلات بهدف الوصول إلى غاية معينة، وحدها راحة البال تنازل عنها حين قرر خوض مجال الإعلام، لأنه سيكون بطبيعة الحال عرضة للانتقادات والحروب.

شدّد على أنه لا يتعمّد إثبات شجاعته في حواراته أو في عمله، معتبراً أن {السعي إلى إثبات أمر أو صفة معينة في الشخصية، يدلّ على عقدة نقص، والحمد الله أنا بعيد عن هذه العقد}. وحين سألته الكيلاني حول السبب الذي دفعه لتلبية دعوتها للمشاركة في البرنامج أجاب ممازحاً: {انتم أغريتموني بالمال وأنا وافقت}، ليعود ويخاطبها قائلاً: {لطالما شاهدتك قبل دخولي مجال الإعلام وجئت كي أعرف كيف تحافظين على نفسك بهذا الرونق والشباب الدائم}.  

طفولة

تحدث عن طفولته وعن والده الذي كان رجل قانون، لكنه كان، في الوقت نفسه، بسيطاً ويسهل التعاطي معه، أما صرامته فانحصرت في ساحة المحكمة.

حول التهريج والفكاهة في شخصيته شدد على أنه لم يكن يملكهما بدرجات عالية في صغره، {بل كان في المدرسة من يتفوق عليّ بهما، يعتقد الناس أن الشخصية التي شاهدوني فيها في {البرنامج} ولدت معي، لكن العكس صحيح. كنت أحب الدراسة والأوّل في صفوفي، وبعدما أنهيت دراستي في المدرسة تخصصت في الطب وتخرجت طبيباً، وحين خضت مجال الإعلام لم يكن هدفي إثبات حفّة ظلّي بل تقديم عمل جيد ومختلف، فاطلعت على البرامج الأجنبية المشابهة واجتهدنا كفريق عمل متكامل. اعتبر أن نجاح البرنامج يعود 90% منه إلى هذا الاجتهاد و10% إلى خفّة الدم والفكاهة.

 سخرية

رفض باسم يوسف تفسير معنى {الغلط والعيب} معتبراً أن هذه أمور نسبية وتختلف بحسب المجتمع والتربية والمفاهيم. أما حول السخرية وما إذا كانت تزيد من شعبية الرمز أم تقللها أجاب: {حسب الرمز، فلو تعامل مع هذه السخرية على أنها نقد ضروري ومفيد للمجتمع فذلك يزيد من شعبيته. يثبت الرمز الذي يظهر في هكذا برامج لأفراد مجتمعه أنه بشر مثلهم وألا حواجز بينه وبينهم}.   

حول آمال الناس التي وضعوها عليه قال: {اعتقدوا أنني سأحل مشاكلهم لكني طالما أكدت أنني لست سياسياً ووظيفتي محددة وينتهي دوري مع انتهاء البرنامج، ثم لا اعتبر نفسي ثورياً أو مناضلاً، أنا مجرد إعلامي ساخر يتحدث عن قضايا سياسية وحياتية بطريقته الخاصّة}.

حول البعض الذي غيّر رأيه بالبرنامج بعدما كان معجباً به قال: {لا يؤمن هؤلاء أن ثمة من يملك رأياً حراً، بل ثمة من يدفع ويستخدم هذا الرأي ويوجهه}.

سياسة

أشار يوسف إلى أن الاستهزاء بمن هو خارج السلطة أو في موقف ضعيف، ليس من شيم الشهامة والكرامة، والدليل عدم تطرقه إلى موضوع الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونجليه.

 سخر يوسف من النظريات التي اتهمته بالتآمر وبأن جهات معينة تستخدمه وأضاف: {وصل بهم الأمر إلى اعتبار أن أميركا تستخدمني لتنفيذ مشروعها في مصر، وتحدث أحد التحقيقات الصحافية أن وكالة الاستخبارات الأميركية أرسلت وفدا إلى مصر لتدريبي لأسقط النظام من خلال {السخرية}، واستخدمت استضافتي لجون ستيوارت لهذا الهدف، وأتساءل هنا: في حال كان هذا الكلام صحيحا ألم يكن أولى بالمخابرات المصرية القبض علي بتهمة الخيانة العظمى؟}.

أوضح أن الإخوان حين استلموا السلطة حاولوا إسكاته لكنهم أخفقوا، على عكس النظام الحالي، وأن جهات عدة طلبت منه تصوير البرنامج خارج مصر في أوروبا وأميركا ولكنه رفض، لاعتباره أن هذا البرنامج مصري صرف ويصوّر ضمن الأراضي المصرية التي هو خارجها راهنا.

خارج مصر

منذ 13 شهراً وباسم يوسف خارج مصر، وحول القضية المرفوعة ضدّه أشار إلى أنه لم يبع أملاكه في مصر وخروجه منها نتيجة عقل وليس جيناً.

تابع: {يبقى الاستئناف في قضية التحكيم بيني وبين شاشة {سي بي سي}، لا أريد الحديث عن تفاصيلها ولكن لدي إثباتات بأن الحكم كان خطأ، أصلا هل ثمة حكم على إعلامي بـ 100 مليون جنيه بحجّة أننا لسنا بحاجة إلى برامج ساخرة في هذا الظرف وغيرها من أمور. طالما أنهم قرروا وقف عرض البرنامج كيف يستطيعون رفع قضية ويأخذوا حكماً فيها؟}.

السيسي

أكّد يوسف ألا مشاكل لديه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ولا مع الناس الذين يحبونه، وليس صحيحاً أنه هاجم الجيش، ولكن حين عرضت  مشاهد الناس وهم يأكلون حلوى عليها صورة السيسي، استغرب وقال:} هل يعتبر ذلك هجوماً على الجيش؟ سخرت من الفكرة وأرفض تأليه أي شخص بهذه الطريقة التي كانت أساس مشاكلنا في مصر عبر التاريخ، وأستغرب مقولة إننا شعب لا ينفع معه إلا الحكم العسكري، وهل نحن شعب يختلف عن باقي شعوب العالم؟

العائلة

لفت يوسف إلى أن ابنته تشبهه ولا يهمه أين تنشأ في مصر أو خارجها، بل الأهم طريقة التربية والمفاهيم والمبادئ التي تتلقاها. واعتبر أن رحيل أهله عن هذه الدنيا قوّاه في وجه أعدائه، ولم يعد يخاف على مشاعرهم وخوفهم عليه.

حول زوجته قال: {هالة تفكّر في عقلها وهادئة ومتفهمة}، وعن زواجه المتأخر في سن الـ37 أوضح: {نصيب، كنت أسافر كثيراً، وكان هم أمي أن أتزوج،  جرت محاولات، بعضها كان فاشلاً... حول صفاته كزوج قال: {لست مطيعاً ولا متحكماً، أنا متفهم وهذا هو الأهم}.