داليا البحيري تعتمد المساعدة في «أنا مصر»
هل ينجح الإعلاميون في جذب المشاهدين بـ {الوسائل المساعدة}؟
ظاهرة جديدة بدأت تتسلل إلى الإعلام المصري قوامها الاستعانة بوسائل مساعدة لمناقشة قضية ما أو موضوع معين بهدف جذب الجمهور، وغالباً ما تثير هذه الظاهرة سخرية المشاهدين.
جابر القرموطي مقدم برنامج «مانشيت» الذي يعرض على فضائية «أون تي في لايف»، أول الإعلاميين الذين يعتمدون هذه الطريقة، فهو يستعين بوسيلة مساعدة لدى التطرق إلى أي قضية أو مناسبة، فعندما ارتفعت أسعار اللحوم ارتدى القرموطي ملابس جزار داخل البلاتوه وحمل على كتفه قطعة كبيرة من اللحم، وعندما غرقت محافظتا الإسكندرية والبحيرة بمياه الأمطار استعان بأحد عمال الأستديو كي يحمله على كتفه، مثلما حدث في الفيديو الشهير لمواطنين استعانوا بشباب لحملهم كي يتجاوزوا المياه.كذلك حمل القرموطي عصا خشبية للدلالة إلى أسلوب علي عبدالعال، رئيس البرلمان المصري، الحاد في طرد النائب توفيق عكاشة من إحدى الجلسات، قائلاً: «على رئيس البرلمان أن يحمل عصا في يديه ليضرب بها خصومه}، وأيضاً ارتدى ملابس أفراد المنتخب المصري لكرة اليد عندما صعدوا إلى الأوليمبياد.كلاب والتهام طعامداليا البحيري التي عادت إلى تقديم البرامج على شاشة «التلفزيون المصري» من خلال برنامج «أنا مصر» أحضرت في إحدى الحلقات «سريرا» إلى الأستديو أثناء مناقشة موضوع «أفضل طريقة للنوم الهادئ»، وقالت: {هنتكلم في البرنامج عن أفضل وسيلة لراحة ممكنة تساعدنا على نوم مستقر وهادئ».في سابقة هي الأولى في اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، أحضرت داليا، في حلقة أخرى ثلاثة كلاب داخل الأستديو، وكان أحد الكلاب إلى جانبها طوال الفقرة، فتعاملت معه برفق أمام الكاميرا. في إحدى المرات بينما كانت تتحدث عن «السحر والرقية الشرعية» قام الشيخ محمد توفيق برقيتها على الشاشة أمام الجمهور.أما إسعاد يونس فقدمت عبر برنامجها «صاحبة السعادة» حلقات عن الأكلات الشعبية المصرية وأشهر المطاعم المعروفة لدى المصريين والعرب، واستضافت، في أكثر من حلقة، أصحاب هذه المطاعم الذين أحضروا معهم وجبات كاملة، تناولتها برفقة أحد ضيوفها الفنانين مثل إيمي سمير غانم ونشوى مصطفى وماجد الكدواني. وأبدت إعجابها بالطعام الذي التهمته أمام جمهورها.سخر النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من الإعلامي شريف مدكور، بعدما صنفر قدمه على الهواء في إحدى حلقات برنامجه «ساعة مع شريف» على فضائية «المحور»، أثناء استضافته خبيرة التجميل منى اليماني، وطالبوه بالتوقف عن هذه التصرفات «النسائية» التي تسيء إليه وإلى الرجال. ممدوح الشناوي مقدم برنامج «خلاصة الكلام» على فضائية «الحياة»، عرض تقريراً ميدانياً خلال إحدى الحلقات يظهر فيه متسولاً في شوارع القاهرة بجلباب مقطوع مليء بالدماء، وناقش الشناوي ظاهرة المتسولين المنتشرة في شوارع مصر.أما المذيعة دعاء صلاح مقدمة برنامج «دودي شو» على فضائية «النهار» فأثارت جدلاً واسعاً بسبب ظهورها على الشاشة بطرق غريبة وغير متوقعة، ففي إحدى المرات بدأت برنامجها وهي تتحدث من «بانيو حمام»، وفي حلقة أخرى ظهرت وهي تضع على وجهها قناعاً للبشرة، ومرة ثالثة ارتدت ثياب نوم حمراء أثناء الاحتفال بعيد الحب.رسائل وإفادةيوضح الإعلامي جابر القرموطي أنه لا يقصد جذب الجمهور إليه بهذه الأفعال، بل اختار هذه الطريقة لأن برامج الصحافة لا تشاهد كثيراً ولا تترك أثراً مميزاً لدى الجمهور، فابتكر أسلوباً لنفسه وطريقة يعرفه بها الجمهور، لا سيما أن برنامجه ليس للصحافة بل خُصص وقت فيها للمواطنين لمناقشة أزماتهم.أما الإعلامية دعاء صلاح مقدمة برنامج {دودي شو} فكانت على يقين بأن الجمهور سيتحدث عنها بطريقة غير لائقة عندما ظهرت في {البانيو} وعندما ارتدت في إحدى المرات ملابس قصيرة، لكنها قصدت أن توصل رسالة إلى المشاهدين مفادها ألا يحكموا على الأمور من مظهرها الخارجي، ولا يتسرعوا في إصدار الأحكام، لا سيما أنها كانت بملابسها الكاملة في البانيو وأن ما حدث أثبت أن الناس يحكمون على الظاهر ولا ينظرون إلى الجوهر وهو ما تريد تغييره لديهم. بدوره يؤكد الإعلامي شريف مدكور أنه يعرف جيداً ما يفعل ولا يهتم بالشتائم التي تعرض لها بعد صنفرة قدمه على الهواء مع إحدى خبيرات التجميل، موضحاً أنه اعتاد هذا الكلام الذي لا يعيره أي اهتمام، لأن جمهوره الحقيقي يتابعه ويشاهده ويقدر برنامجه لما له من فقرات مفيدة بالنسبة لهم.عوامل جذبأكد الخبير الإعلامي الدكتور سامي الشريف أن هذه الطريقة تأتي تحت طائلة مصطلح «عوامل جذب المشاهدين» وطالما أنها لا تخل بالمضمون الإعلامي والمحتوى المقدم فلا مانع من استخدامها ولا بأس بها، مشدداً على ضرورة ألا تكون هذه الأفعال مؤثرة بشكل سلبي على المادة الإعلامية الموجودة كي لا يفقد الإعلام هويته والغرض منه وهدفه المنشود.