كرم الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم نظير جهوده في تفعيل دور الاتحاد طوال فترة رئاسته التي استغرقت ثلاث سنوات.

Ad

دعا رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم البرلمانات العربية الى تحرك برلماني دولي منظم يؤدي الى طرد الكنيست الاسرائيلي من الاتحاد البرلماني الدولي ويستهدف وضع حد للغطرسة الإسرائيلية.

وقال الغانم في كلمته امام المؤتمر الـ 23 للاتحاد البرلماني العربي المنعقد حاليا في القاهرة: «ادعو البرلمانات العربية الى المساهمة في تحرك برلماني دولي يغطي خريطة الدول المنضوية تحت مؤسسة الاتحاد البرلماني الدولي، تحرك يفعل دور الدبلوماسية البرلمانية العربية تجاه قضايانا المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية».

وأعرب الغانم عن ثقته بكل البرلمانات العربية وما يمكن لها ان تفعله على هذا الصعيد، مستغلة رصيدها الوافر من العلاقات الإقليمية والدولية الواسعة، وذلك «لأنني عايشت البرلمانات العربية عن قرب طوال ثلاث سنوات خلال فترة رئاستي للاتحاد البرلماني العربي وأعرف مدى اخلاصها وامكاناتها وقدراتها وتجسيدها لصوت الشعوب العربية وضمائرها الحية».

وأضاف: «لقد تجلى ذلك من خلال روح التعاون اللامتناهية والتحلي بروح المسؤولية التي أبدتها كل البرلمانات العربية دون استثناء وكل ممارسات الايثار والتسامي والتضحية في كل قضية اضطلعت بها ابان فترة رئاسة الاتحاد».

واستعرض الغانم في كلمته الأسباب التي تجعل القضية الفلسطينية «ام القضايا وأكثرها مركزية واهمية»، مشيرا الى ان «الشعور بالهزيمة على المستوى الوجداني العربي ازاء تلك القضية امر كارثي وخطير». وقال ان «تبني القضية الفلسطينية والتركيز عليها ابان فترة رئاسته للاتحاد البرلماني العربي جاء عن وعي كامل وتعمد مقصود في الوقت الذي يرى البعض ان الملف الفلسطيني اصبح ملفا تقليديا ومستهلكا ومتقادما».

وتابع: «نحن ركزنا خلال فترة رئاستنا على قضيتنا الأم لأننا نرفض أن نهزم من الداخل»، مشيرا الى انه «حتى لو خسرنا معاركنا السياسية والعسكرية والأيديولوجية فان هزيمتنا على المستوى النفسي العربي أمر خطير وكارثي».

وتساءل: «كيف يمكن لنا أن نقر بالهزيمة وصاحب الشأن الأول مازال واقفا على قدميه مشدودا عوده رافعا رأسه رافضا ان يستسلم؟ هل يعقل أن نعلن هزيمتنا النهائية والأبدية نيابة عنه؟».

وقال الغانم: نحن على قناعة تامة بأن استمرار الجرح الفلسطيني مفتوحا لأكثر من سبعة عقود كان بوابتنا للهزيمة على المستوى الوجداني العربي، وكان في أحيان أخرى ذريعة للفساد والتقاعس ومبررا للتشرذم والاغراق في الانانية القطرية على حساب المشترك القومي وعذرا للطغيان والقمع والتجبر والتأخر في الإصلاح».

وشدد على ان «بقاء الملف الفلسطيني بلا حل عادل كان حجة للإرهابي الجاهل أن يضيع بوصلتنا ويستخدمها أداة للتجنيد والتعبئة المنحرفة وأرضية انطلقت منها كل دعوات الاستسلام بحجة ألا فائدة من النضال القومي والعمل العربي المشترك. ان ما يدعو الى الحزن هو ان تلك القضية المركزية التي شكلت وعينا الجمعي وحلمنا المشروع أصبحت سلاحا ومادة للمزايدة استخدمها الدكتاتور والطاغي والمستبد ليبرر كل سوءاته وسقطاته وخطاياه».

 ودعا الغانم الرئاسة المقبلة وممثلي البرلمانات العربية الى «الاستمرار في تبني قضية شعبنا الفلسطيني وكفاحه المشروع ولو بالحد الادني المتاح، وحتى أكون محددا أدعو كل الأعضاء الى المساهمة في تحرك برلماني دولي يغطي خريطة الدول المنضوية تحت مؤسسة الاتحاد البرلماني الدولي، تحرك يفعل دور الدبلوماسية البرلمانية العربية تجاه قضايانا المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، تحرك يؤدي الى طرد الكنيست الاسرائيلي من الاتحاد البرلماني الدولي».

تكريم الغانم

من جهة أخرى، كرم الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم نظير جهوده في تفعيل دور الاتحاد طوال فترة رئاسته التي استغرقت ثلاث سنوات.

جاء ذلك على هامش الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الـ 23 للاتحاد البرلماني العربي المنعقد في القاهرة حاليا والذي قام رئيسه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وبحضور الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بتكريم الغانم، كما كرم وكيل الشعبة البرلمانية النائب فيصل الشايع نظير جهوده ابان ترؤسه اللجنة التنفيذية للاتحاد خلال السنوات الثلاث الماضية.

وكرم بري أيضا الامانة العامة لمجلس الامة، حيث سلم الكندري درعا تذكارية نظير جهود الامانة العامة للبرلمان الكويتي في تفعيل عمل الاتحاد البرلماني العربي طوال فترة رئاسة الكويت له.

... ويؤكد وجود بوادر مطمئنة في مباحثات اليمن

أعرب رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم عن تفاؤله ازاء حل الكثير من المشكلات في العالم العربي، مشيرا الى ان هناك «بوادر مطمئنة» في احتضان سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد للمباحثات المتعلقة باليمن.

وقال الغانم في تصريح على هامش مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي انه يتمنى النجاح لهذه المباحثات، معربا عن تفاؤله بنجاحها «كما نجح سموه في حل العديد من القضايا والمشاكل التي عانيناها في الوطن العربي».

ولفت الى نجاح سمو الأمير «بفضل حنكته وخبرته وتاريخه الطويل والمعروف في التوصل الى نتائج ايجابية وحل الكثير من الامور»، داعيا الله ان يكمل هذا النجاح والتوفيق ازاء جميع القضايا على الساحة العربية.

وأكد الغانم في الوقت ذاته «أن القضية الفلسطينية مازالت هي ام القضايا، وأن كل ما نشهده من أزمات ونزاعات في بلاد العرب هو ما نتج عن هذه القضية وتفرعاتها».

وقال ان «ما يحدث الان في المنطقة يستفيد منه الكيان الصهيوني، لان تلك الاحداث سحبت الاضواء مما يقوم به من جرائم وانتهاكات وظلم وجور بحق الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة».

وشدد في هذا الاطار على ضرورة تفعيل «الدبلوماسية البرلمانية»، مضيفا: «وعلينا كبرلمانيين دور كبير في تحريك القضية الاولى للعرب والمسلمين وقضية العالم الانساني والعالم العادل». وقال الغانم: «من هنا ننطلق بدعوة لتقديم مقترح يشكل ضغطا على الكيان الصهيوني ليتم تقديمه في اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي بجنيف في اكتوبر المقبل»، معربا عن اعتقاده بتمرير قرارات مؤثرة في اجتماع الاتحاد بجنيف «اذا تضامنت الدول العربية والاسلامية والدول الصديقة ودول العالم الحر المنصفة».

كما أعرب عن الشكر والامتنان للبرلمانيين العرب على دعمهم ومساندتهم له خلال ترؤسه الاتحاد البرلماني العربي مدة ثلاث سنوات.