غرد القادسية منفرداً بقمة دوري ڤيڤا لكرة القدم بفوزه المستحق على السالمية في الجولة الـ19 ضمن منافسات دوري ڤيڤا، وتقدم الأصفر خطوة للأمام، وتراجع السماوي خطوة للخلف، في حين تحسن مستوى الكويت كثيراً، وقدم لاعبو العربي فاصلاً من «العك» الكروي.

Ad

غالبا ما تسلط وسائل الإعلام الضوء على الأجهزة الفنية للفرق ليس في كرة القدم فحسب، بل في جميع الألعاب الجماعية وحتى الفردية، كما أن التعاقد مع المدربين ينال قسطا وافرا من الاهتمام الإعلامي والجماهيري بعكس الحال في تعيين الأجهزة الإدارية مهما ضمت من نجوم!

ويبقى الجهاز الإداري للفريق الأول لكرة القدم بنادي القادسية حالة خاصة جداً، فإحقاقا للحق فإن هذا الجهاز الذي يتكون من محمد بنيان نائب رئيس جهاز الكرة، وعبدالله الحقان مدير الفريق، وشاكر الشطي مشرفا، ساهم، بشكل كبير، في تربع الأصفر على القمة منفرداً برصيد 47 نقطة، بعد انتهاء الجولة الـ19 من منافسات دوري ڤيڤا.

وستظل واقعة ذرف محمد بنيان دموعه عقب إحراز سلطان العنزي هدف القادسية الأول في شباك العربي عالقة بالأذهان فترة طويلة جدا، والتي تم تفسيرها على أنها ضغوط هائلة تقع عليه بسبب التخبطات التي واجهها الفريق، في حين تعبر الصورة التي تنشرها "الجريدة" اليوم عن الدور الذي يلعبه الجهاز الإداري بصفة عامة.

الجهاز الإداري للقادسية حامل على عاتقه لعب دور البطولة حتى الآن في تجهيز اللاعبين نفسيا وتجهيزهم للمباريات المهمة، إضافة إلى العمل بقوة للقضاء على المشاكل التي يواجهها اللاعبون، لاسيما المادية منها، وهو الدور الذي يفترض أن يلعبه مجلس إدارة النادي والجهاز الفني!

الجولة الـ19 شهدت أمرا مهما للغاية، وهو تغريد الأصفر على القمة وحيدا، وتقهقر السالمية إلى المركز الثالث بفارق الأهداف عن الكويت الذي عاد إلى مركز الوصافة وله 44 نقطة، علما بأن الكويت لعب مباراة أقل من الفريقين. وفي هذا التقرير نلقي الضوء على أبرز سلبيات وإيجابيات الجولة الـ19.

القادسية يبدع ويمتع

لا شك أن فوز القادسية على السالمية بنتيجة 4- صفر جاء عن جدارة واستحقاق شديدين، والجهاز الفني بقيادة المدرب الكرواتي داليبور يستحق أن نرفع له جميعا القبعة تقديرا واحتراما على دوره الرائع في الإعداد للمباراة.

داليبور بات اعتماده على الأسلوب الهجومي بشكل لافت للنظر، فلم يتراجع المدرب قبل المباراة، التي يواجه فيها منافسا شرسا، عن اللعب للفوز فقط، فدفع بصالح الشيخ وفهد الأنصاري وأحمد الظفيري وهم من أصحاب النزعات الهجومية، بالإضافة إلى محمد الفهد وبدر المطوع وإيفان.

نجوم القادسية أربكوا الجهاز الفني للسالمية بقيادة سلمان عواد السربل المغلوب على أمره، وأربكوا أيضاً المدافعين ليضعوهم تحت ضغوط هائلة أسفرت عن العديد من الأخطاء، ولعل أبرز ما يميز الأصفر حاليا هو الانسجام والتناغم بين اللاعبين والاعتماد على الجناحين والاختراق من العمق والتسديد من الخارج أي ما يعني اعتماده على كل الأساليب الهجومية.

السالمية يبتعد

في المقابل، وقع الجهاز الفني للسالمية في أخطاء فادحة أهمها عدم استبدال المدافع حماد العبيدلي الذي كان يفتقد للتركيز تماماً، لينال البطاقة الحمراء من الحكم علي طالب في الشوط الأول، بالإضافة إلى عدم إجراء تغييرات فعالة، إلى جانب عدم الاعتماد على طريقة لعب واضحة المعالم، أما اللاعبون فظهر أغلبهم بعيداً عن مستواه، وطغى على أدائهم الأسلوب الفردي، ولم يجد جمعة سعد وحمد العنزي من يمرر لهم الكرات العرضية أو حتى الطولية، وبهذه الخسارة يمكن القول إن السالمية ابتعد نوعا ما عن المنافسة، وتبقى مباراته المقبلة مع الكويت مصيرية بشرط الفوز وتعثر الأصفر.

الكويت يتحسن

من جانبه، طمأن الكويت جماهيره بفوزه على اليرموك بثلاثة أهداف مقابل هدف، ما يؤكد قدرته على الاستمرار في المنافسة على اللقب، بل والفوز به في حال استطاع المدرب محمد إبراهيم مواصلة تحقيق الانتصارات على حساب القادسية.

الأبيض قدم مستوى جيدا أمام اليرموك، وشهدت المباراة تفاهم الوافدين الجديدين الأردني حمزة الدردور والمغربي ياسين الصالح مع زملائهما بشكل أفضل عن المباريات السابقة، كما ظهر أكثر من لاعب بمستوى جيد في مقدمتهم طلال جازع.

العربي يصدم جماهيره

ومن جهته، صدم العربي جماهيره بالمستوى الهزيل الذي قدمه أمام الفحيحيل، فالفريق كان قريبا من الخسارة لو وفق سالم الهاجري في إحراز ركلة الترجيح التي انبرى لها في الشوط الثاني وأنقذها حميد القلاف.

وبعيدا عن المستوى الغريب، فإن هناك حالة من الانفلات لدى البعض في الفريق تتطلب تدخلا عاجلا من مجلس إدارة النادي العربي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فاللاعبون تسببوا في إهدار الفوز، وتفرغوا للاحتكاك بلاعبي المنافس والاعتراض على قرارات التحكيم، لذلك كان من البديهي أن يتم طرد اثنين منهم وإنذار أكثر من لاعب.

الكلام السابق لا يقلل بالطبع من مجهود لاعبي الفحيحيل الذين قدموا مباراة جيدة جدا، وكانوا يستحقون الفوز لا التعادل، الأحمر يمتلك فريقا جيدا، يحتاج فقط إلى تدعيم صفوفه من أجل تحقيق نتائج أفضل.

بسرعة

نجح كاظمة في استعادة هيبته بالفوز على الجهراء بخماسية من دون رد، في حين مثلت الخسارة صدمة لجماهير الجهراء التي كانت ترى أن فريقها عاد بالفعل إلى مستواه المعهود تحت قيادة مدربه الكفء محمد الشيخ.

أما خيطان فواصل انتصاراته وبات يهدد بقوة العربي وكاظمة بانتزاع المركز الخامس أو الرابع، في حال استمرار نتائجه وعروضه الرائعة، وأبرز ما يميز الفريق هذا الموسم هو قدرة اللاعبين على العودة إلى أجواء اللقاء في حال اهتزاز شباكهم بهدف أو أكثر.

وتعد مباراة النصر مع الساحل من أكثر المباريات إثارة، فالنصر الذي تقدم ثم أهدر لاعبه زبن العنزي ركلة جزاء في الدقيقة 80، خسر بهدفين في النهاية، والأمر يرجع بالطبع إلى افتقاد لاعبيه الخبرة الكافية، بجانب حرص لاعبي الساحل على تحقيق الفوز.

أرقام الجولة

● تعد الجولة الـ19 من أكثر جولات البطولة فيما يخص الغزارة التهديفية، إذ شهدت المباريات الست تسجيل 26 هدفا، بمعدل 4.3 أهداف في المباراة الواحدة.

● انتهت خمس مباريات بالفوز، بينما انتهت مباراة واحدة بالتعادل الإيجابي 2-2، وهي تلك التي جمعت الفحيحيل مع العربي.

● أشهر حكم لقاء العربي والفحيحيل علي الحداد 16 بطاقة صفراء خلال اللقاء، موزعة على لاعبي الفريقين، بواقع 7 من كل فريق، وحصل لاعبان من العربي على البطاقة مرتين لينتهي بهما المطاف إلى الطرد.

● أشهر الحكام ٤ بطاقات حمراء في هذه الجولة كانت من نصيب لاعب السالمية حماد العبيدلي ولاعبي العربي عبدالعزيز الكندري وعلي دشتي ولاعب النصر أحمد عليان.

● احتسب الحكام ثلاث ركلات جزاء أحرز منها محترف العربي السوري فراس الخطيب، بينما أهدر لاعب الفحيحيل سالم الهاجري، ولاعب النصر زبن العنزي.

● واصل فراس الخطيب تصدره لقائمة الهدافين برصيد 19 هدفا، علما أن لجنة المسابقات قررت احتساب الأهداف الثلاثة التي أحرزها في مرمى الساحل له، رغم قلب نتيجة اللقاء من فوز العربي 5-2 إلى فوز الساحل 3-صفر، وجاء محترف كاظمة البرازيلي باتريك فابينو في المركز الثاني برصيد 14 هدفا، وتبعه نجم القادسية بدر المطوع في المركز الثالث بـ12 هدفا، ثم مهاجم السالمية حمد العنزي في المركز الرابع بـ10 أهداف، وتبعه زميله الايفواري جمعة سعيد ولاعب الفحيحيل سالم الهاجري في المركزين الخامس والسادس ولكل منهما 9 و8 أهداف على التوالي.

طالب رضخ للضغط رغم صحة القرار

ارتكب حكم مباراة القادسية والسالمية علي طالب خطأ فادحاً، بالرضوخ لضغوط لاعبي "الأصفر"، لإخراج البطاقة الصفراء الثانية للمدافع حماد العبيدلي، من ثم الحمراء.

ورغم صحة القرار، فإن اتخاذه بهذه الطريقة أصاب لاعبي السالمية بالدهشة، ليخرج بعضهم عن النص. وبعيداً عن ذلك، فقد حالف طالب التوفيق في جميع قراراته.

لقطات

● شهدت الجولة الـ19 عودة الجماهير إلى حد ما إلى المدرجات، في مباراتي السالمية مع القادسية، والفحيحيل مع العربي، رغم تراجع أداء ونتائج الأخضر، بيد أن جماهيره الوفية دعمته، لكنها عادت من المنطقة العاشرة غاضبة على اللاعبين.

● نال محمد الفهد لاعب القادسية رضا وتقدير واحترام مسؤولي الأصفر والجماهير في الفترة الأخيرة، لأنه أفضل لاعب حاليا في الفريق سواء بأهدافه الحاسمة أو تمريراته الرائعة.

● من المنتظر أن تفرض لجنة المسابقات أكثر من عقوبة على لاعبي العربي، بعد أن أصابهم التوتر في لقاء الفحيحيل، إلى جانب إحالتهم إلى لجنة الانضباط، وتنتظر المسابقات تقارير طاقم الحكام والمراقبين والمقيمين لتحديد عقوباتها.

● أشاد رئيس السالمية الشيخ تركي اليوسف بالحكم علي طالب، مبينا في تصريح تلفزيوني أنه تناقش معه بشكل ودي خلال مروره أمام مقاعد البدلاء.