آمال: تيكي تاكا
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
والهجمة الثانية كالتالي: نحن سنعلن عدم وجود ميزانية للكورس الصيفي في المعاهد التطبيقية، فتصرخ الكويت عن بكرة حنجرتها، فتكشرون أنتم، يا نوابنا الحلوين، عن أنيابكم الناصعة البياض، وتبرزون أظفاركم المكشوطة بالموني كير، وتبكون بكاء غرائب الإبل، وتقفون على سطح البرلمان، وتهددون بالانتحار قفزاً إن لم توفر الحكومة حليب النوق العصافير، أو ميزانية الكورس الصيفي، فتذعن الحكومة، وتنتهي الهجمة بهدف، وهذه هي قمة التعاون بين المجلسين، وعين الحسود فيها عود.وغداً سنعلن تخفيض رواتب المواطنين، حرصاً على اقتصاد البلد، فتنهضون أنتم نهضة عسكري مجتهد، وتضربون بأيديكم على الطاولة، وتقسمون بأغلظ الأيمان: "ما لم تتراجع الحكومة عن قرارها، فسنعلن عليها حرباً يهتز لها جناح البعوضة، وتدمع لها عين التمساح"، فنرتعد نحن خوفاً، ونتصبب عرقاً، ونتمتم: "يمّه يمّه"، ونتراجع عن قرارنا، فيحملكم الشعب على الأكتاف، ويرفعكم الناس بأيديهم كما يرفع لاعبو كرة السلة الفائزون بالبطولة مدربهم، ونحتفل جميعاً بدرع الدوري، وتنتشر صوركم على الجدران، بابتساماتكم المائلة، وأيديكم المرفوعة تحية للجماهير، ويموت المعارضون كيداً وحسداً.المشكلة الوحيدة في التيكي تاكا الكويتية أن كل هجمة منها بهدف، والهجمة سريعة، والهدف سريع، ومن دون خطط دفاعية وهمية، ولا محاولة كشف تسلل، ولا يحزنون. وهو أمر قد لا ينطلي على الناس كلهم. ولو كنت مكان الحكومة والبرلمان، أو لو كنت مكان الحكومة فقط (البرلمان يتبع لها) لأبديت بعض المقاومة الوهمية والدفاع الشكلي، وناقشت وعارضت، وتظاهرت بالغضب والحزن، قبل أن "أذعن لمطالب نواب الشعب"، كي أحبك السيناريو ويصدق الناس. وكل تيكي تاكا وأنتم بخير.