تلقى «داعش» ضربة شديدة القوة في حلب مع انشقاق المئات من عناصره في ريف حلب وانضمامهم إلى صفوف المعارضة المعتدلة، في وقت تمكن التنظيم المتطرف من استعادة معبر التنف الحدودي مع العراق بعد ساعات من سيطرة «الجيش السوري الجديد»، بقيادة «جبهة الأصالة والتنمية» عليه.

Ad

على وقع مضاعفة الأمم المتحدة جهودها لاستئناف مفاوضات "جنيف- 3"، التي باتت تواجه تأجيلاً جديداً إلى 14 مارس، شهدت حلب أكبر عملية انشقاق عن تنظيم "داعش"، خسر بموجبها المئات من عناصره لمصلحة "فيلق الشام" الإسلامي المعتدل، الذي فك ارتباطه في مارس الماضي مع "جيش الفتح" بقيادة "جبهة النصرة" وحركة "أحرار الشام".

ووفق بيان لفصيل "فيلق الشام"، فإنه "سهّل وأمّن انشقاق مئات من عناصر داعش السابقين في ريف حلب الشمالي"، مشيراً إلى أن تصدعات كبيرة تجري في صفوف التنظيم المتطرف، وأنه يتفاوض مع مجموعات عدة للانسلاخ عن داعش وتأمين وصولهم إلى مناطق معارضة، وفق ترتيبات خاصة.

وفي وقت سابق، صعّدت القوات التركية قصفها بمدافع الـ"هاوتزر" مواقع "داعش" في سورية، وأفادت وكالة "الأناضول" الرسمية بأن العمليات ركزت على شمال محافظة حلب السورية.

وفي حمص، استعاد "داعش" معبر التنف الحدودي مع العراق من "الجيش السوري الجديد" وعدة فصائل إسلامية ومقاتلة في الريف الجنوبي الشرقي والقلمون الشرقي.

أطراف جديدة

سياسياً، رفضت الهيئة العليا للمفاوضات السورية، أمس، بشكل قاطع ما وصفته بمحاولات الضغط عليها عبر توجيه الدعوة لأطراف جديدة لحضور الجولة المقبلة من محادثات "جنيف 3"، التي قرر المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا تأجيل استئنافها للمرة الثالثة إلى 14 مارس بدلاً من العاشر من الشهر نفسه.

ونقل موقع قناة "العربية" عن المتحدث باسم الهيئة رياض نعسان آغا قوله، إن ضغوط المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا تحمل رسالة ضمنية مفادها بأن هناك أطرافاً أخرى مستعدة للتفاوض في جنيف، مشدداً أيضاً على رفض الحديث عن حكومة سورية جديدة بدلاً من الهيئة الانتقالية. كما استغرب آغا موقف ديميستورا، بشأن الانتخابات، التي قال إنها ستتم مناقشتها في جنيف، موضحاً أن مثل هذا الطرح سوف يعطل المفاوضات، وربما سيؤثر على المعارضة بعدم الذهاب إلى جنيف، وشدد على أن الأهم في هذه المرحلة هو البحث في هيئة حكم انتقالية وليست الانتخابات.

الأسطول الروسي

إلى ذلك، واصلت روسيا حشد أسطولها على السواحل السورية، إذ غادرت سفينة "سميتليفي" الحربية ميناء سيفاستوبول الواقع بشبه جزيرة القرم في طريقها إلى البحر المتوسط، وفق وزارة الدفاع الروسية، التي أعلنت في وقت سابق اعتزامها إرسال حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" إلى المنطقة الصيف المقبل.

وبحسب الخطة، فإن السفينة ستصل اليوم إلى السواحل السورية بعد عبورها مضيقي البوسفور والدردنيل، للانضمام إلى مجموعة القطع البحرية الروسية الموجودة في شرق المتوسط بشكل دائم، والتي تضم حالياً 15 قطعة بحرية بين قتالية ومساندة بقيادة الطراد الروسي "موسكفا".

لقاءات حميميم

ومع تزايد الوجود البحري للروس في المنطقة منذ بدء حملة دعم نظام الرئيس بشار الأسد في نهاية سبتمبر الماضي، حوّلت موسكو مطار حميميم في اللاذقية إلى مركز لاستقبال المعارضين المقبولين من النظام في إطار مساع لتثبيت الهدنة.

وأفاد موقع "روسيا اليوم" بأن من الأطراف المشاركة في لقاء حميميم، ممثلين عن تيار "من أجل سورية الديمقراطية"، وزعيم حزب "المؤتمر الوطني"، إضافة إلى شخصيات دينية، وممثلين عن فصائل المعارضة السورية المسلحة ومستقلين.

(دمشق، موسكو، جنيف، إسطنبول- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

الحياة تعود إلى ملاعب دمشق

اغتنمت ملاعب الكرة في العاصمة السورية، سريان الهدنة، لاحتضان مزيد من المباريات في نطاق الدوري السوري لكرة القدم، الذي تشارك في إياب المجموعة الأولى 9 فرق، 6 بينها من الحسكة وحماة وحلب واللاذقية وحمص.

ووفق وكالة فرانس برس، فإن المدرب الحالي لفريق الكرامة، عبدالقادر الرفاعي، أبدى ارتياحه من أن اللاعبين القادمين من مدن أخرى كانوا يخافون القذائف أثناء إقامتهم بمبنى الاتحاد في مدينة الفيحاء، التي ظلت واحدة من الأهداف الدائمة لنيران المسلحين، لكن الوضع بات أفضل في الوقت الحالي، وفق الرفاعي.

وتراجع جمهور المباريات الكروية في سورية بشكل كبير جدا، جراء الأزمة، بعدما كانت المدرجات تغص في السابق بالمشجعين، وتتحول إلى ما يشبه الاحتفالات. لكن فرقا كروية استطاعت أن تحظى بعدد مهم من المتابعين، أخيرا، مثل الوحدة الدمشقي وجبلة الساحلي، بوصول عدد الجمهور إلى 7 آلاف متفرج، مقابل 25 ألفا قبل الأزمة.

ويستحيل في الوقت الحالي تنظيم المباريات الكروية بكثير من المدن السورية، بسبب الحرب، كما يجد المشجعون صعوبة كبيرة في السفر إلى دمشق لمساندة فرقهم.

ويتفاءل نائب رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الرياضي، محمد عباس، بانعكاس الهدنة إيجابا على الجانب النفسي للرياضيين، بعدما بات الأهالي يسمحون لأبنائهم بالسفر إلى العاصمة، والمشاركة في البطولات المختلفة.

(دمشق- أ ف ب)