الأردن: طفح الكيل فتم استدعاء السفير!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لقد حاول الأردن مد خطوط التفاهم مع طهران على أساس: "عفا الله عما مضى" للعب دور توفيقي بينها وبين العديد من الدول العربية، وبخاصة دول الخليج العربي التي يعتبر أمنها أمناً أردنياً، لكنه عندما تأكد من أن إيران مصرة على تدخلها السافر وعلى تمددها في هذه المنطقة، فقد كان لابد من وقفة مراجعة عاجلة، وتم استدعاء السفير الأردني في طهران كخطوة تحذيرية قد تتلوها خطوات أخرى، وإلى أن تصل الأمور إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وعلى غرار ما بادرت إليه منذ فترة بعيدة العديد من الدول الشقيقة. إنه لا يمكن احتمال هذا الذي تقوم به إيران، فتدخلها السافر في العراق وفي سورية، الذي أصبح يشكل احتلالاً حقيقياً وفعلياً لهاتين الدولتين العربيتين، من غير الممكن التعاطي معه، بالنسبة للعرب، إلا كالتعاطي مع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والجولان السورية، فهذا يشكل تهديداً للأمن القومي العربي وكذلك ذاك أيضاً... فالاحتلال هو احتلال سواء كان إسرائيلياً أو إيرانياً، وكما أن الأرض الفلسطينية أرض عربية فكذلك الأرض العراقية والأرض السورية.لقد صبر الأردن صبر أيوب على كل محاولات تقريب حزب الله اللبناني والشراذم الطائفية والمذهبية، التي تم استيرادها من كل حدب وصوب، من حدوده الشمالية، وحقيقة إن هذه المحاولات كانت ومازالت إيرانية، فهذا الحزب، وكما قال صاحبه حسن نصرالله، يتبع فيلقاً إيرانياً، وهذا ينطبق أيضاً على باقي ما تبقى من "الجيش العربي السوري" ونظام بشار الأسد.وهكذا ولأن إيران لم تستمع للنصائح والتحذيرات الأردنية وتحذيرات العديد من الدول الشقيقة، ولأنها مصممة على مواصلة اختراق الأمن القومي العربي، ومواصلة التمدد الاحتلالي في هذه المنطقة، فقد كان لابد من هذه الخطوة... خطوة استدعاء السفير الأردني في طهران التي من غير المستبعد أن تتلوها خطوات أخرى، بينها قطع العلاقات الدبلوماسية، وعلى غرار ما كانت بادرت إليه بعض الدول العربية.