حين تقرأ لوحات الشكر المهولة عدداً لأعضاء مجلس الأمة الحالي من المواطنين تعتقد للوهلة الأولى أنها جاءت بناء على إنجازات تشريعية وقوانين مهمة، أو لمزيد من المكتسبات الدستورية والحريات، لكنك تفاجأ بعدها بأنها لوحات شكر للعلاج في الخارج.
ولأن الدستور كفل حق المواطن على الدولة في رعايته الصحية فكان مفترضاً على النواب أن يجبروا الحكومة على رعاية مواطنيها صحياً وعلاجهم دون الحاجة لوساطتهم، ولكن وكعادة الحكومة تستخدم هذا السلاح وبالاتفاق مع النواب لتضرب عصفورين بحجر: الأول أن ترضي النواب وناخبيهم، والثاني أن تروض النواب ليوافقوا على ما تريده من قوانين وتشريعات.الغريب، ومنذ نجاح هذا المجلس الهادئ الذي لا صوت له سوى الصوت الواحد الذي جعل أعضاءه يصلون إلى قاعة عبدالله السالم، أن نوابه لم يستجوبوا أحداً من الوزراء إلا في السنة الثالثة من عمره، والأغرب أن تلك الاستجوابات لا تخرج إلا بتوصيات، الأمر الذي يوحي للمتابع بأن معدها ومخرجها واحد، وهو من يوزع الأدوار وفقاً لشطارة ممثل الدور وأدائه بشرط ألا يخرج هذا الممثل عن نص السيناريو المكتوب والمرسوم له، لذلك كل الاستجوابات كانت نهايتها واحدة مجرد توصيات والتصفيق لإغلاق الستارة، ثم يبدأ حفل التوقيع على المعاملات الخاصة بناخبي النواب التي جلها إن لم يكن كلها رحلات للعلاج بالخارج.يعني بالعربي المشرمح:سنشاهد عدة مسرحيات قادمة ستكون عروضها أقوى مما شاهدناه من مسرحيات هزلية في الفترة الماضية، حيث ستقوم الحكومة بتقديم عدة مشاريع قوانين تمس المواطنين وتضر بدخلهم، لكي ينتفض ممثلو الأمة ليؤدوا دورهم في رفضها، وإعلان الحرب على الحكومة التي سترضخ لهم ولمطالبهم دون أن يصاب أحد بأذى من أعضاء السلطتين، وستقوم وسائل الإعلام بتلميعهم ليخوضوا الانتخابات المقبلة، خاصة بعد تلميح بعض أعضاء المعارضة أنهم سيشاركون فيها، وبالتالي قد تحصل الحكومة على عدد كاف من الموالين لها لتستمر في نهجها وسياستها دون تأثير وقلق، وابقوا أيها الناخبون في لوحات الشكر والثناء لرحلات العلاج في الخارج، وتأكدوا أن القادم أسوأ مما تتخيلون.
مقالات
بالعربي المشرمح: مسرحية الأمة وممثلوها!
16-04-2016