أغاني عيد الأم... القديم يكسب

نشر في 21-03-2016 | 00:00
آخر تحديث 21-03-2016 | 00:00
كل عام يُطلق فنانون أغاني جديدة خاصة باحتفالية عيد الأم، في حين ما زالت بعض الأغاني القديمة، وأبرزها «ست الحبايب» لفايزة أحمد، أيقونة هذه المناسبة، ولم تستطع أية أغنية حديثة أن تحتل مكانتها حتى الآن.

شهد العام الجاري 2016 إطلاق ثلاث أغان جديدة خاصة بـ «عيد الأم»، الأولى طرحها الفنان حمادة هلال بعنوان «يا أمي تعالي»، وتجمعه في دويتو مع متسابق «ذي فويس كيدز» الطفل لؤي عبدون، تلميذ دار الأوبرا المصرية، والمايسترو سليم سحّاب. كتب الكلمات الشاعر بهاء الدين محمد، والألحان حمادة هلال، أما التوزيع الموسيقي فتولاه عمرو عبدالفتاح. تقول الكلمات: «آه ... أي حب بييجي ويروح ولا قلب يفضل كده مفتوح... إلا اللي كان قلبها جنبي لما نزلت فيا الروح... آه يا أمي تعالي... آه يا حبي الغالي. دايماً واحشني حضن أماني... وسيرتك دايماً خير».

من جانبه، انتهى المطرب السوري محمد باش من تصوير أغنيته الجديدة «ستات مصر»، بقلم صفوت زينهم، وألحان أحمد صالح، وتوزيع أحمد عبد العزيز، والإخراج لكريم كبارة. تتحدّث الأغنية عن جمال الست المصرية من مختلف الطبقات، وصوّر معظم المشاهد في مناطق متعددة بالقاهرة من بينها العجوزة وشبرا. تقول الكلمات: «لما الصبح يطلع تجري تصحي ولادها... تنزل على شغلها من بدري تروح في ميعادها. ست أصيلة وأبيض زي الفل ضميرها. عايشة لغيرها وبيتها وأهلها كل حياتها. دول ستات مصر الغاليين في الصورة دايماً ظاهرين. تلاقيهم واقفين في الصف جنب الراجل كتف بكتف».

أما المغني الشعبي علاء الشريف فطرح أخيراً الفيديو كليب الجديد {راح وسابنا}، ويحمل طابعاً درامياً حزيناً كرثاء لأم من ابنها بعد وفاتها، من كلمات علاء الشريف وألحان، وتوزيع موسيقي علاء غنيم، والكليب من إخراج إيهاب عبد اللطيف .

ورغم وجود أغان جديدة توافرت لها تكنولوجيا حديثة وإمكانات فنية عالية، فإن الأغاني القديمة ما زالت هي الأبقى والأفضل. في بداية الخمسينيات، تعززت فكرة الغناء للأم لتتحوّل إلى ظاهرة لدى معظم المطربين، ذلك بعد نجاح كبير حققته أغنية {ست الحبايب} بصوت المطربة الكبيرة الراحلة فايزة أحمد، وكلمات حسين السيد وهو قدمها كهدية لوالدته في {عيد الأم}، ثم أعطاها لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، فلحنها وطلب من فايزة أحمد غناءها.

ما زالت الأغنية أيقونة احتفال {عيد الأم}، والنشيد الرسمي لهذه المناسبة على مر السنين والأعوام، وتتصدر عدد مرات البث عبر الإذاعات والقنوات التلفزيونية خلال هذه المناسبة.

أما ثاني أغنية مرتبطة بالأم فهي للفنانة الكبيرة شادية {ماما يا حلوة}، من كلمات كمال منصور، وألحان منير مراد. تقول كلماتها: {ماما يا حلوة ماما يا حلوة يا أجمل غنوة عايشة في قلبي وجوه كياني... غالية عليَّ وضي عنيَّ يا أول كلمة نطقها لساني ماما يا ماما... إنتِ يا ماما ملاك من الجنة... تحت جناحك أعيش وأتهنا... إنتِ حياتي وابتساماتي... إنتِ منايا وكل هنايا... مين رباني مين ومين هناني... مين غيرك إنتِ... يا حلوة يا ماما ماما يا ماما».

وتحضر في اللائحة نفسها أغنية السندريلا سعاد حسني «صباح الخير يا مولاتي»، من  كلمات الشاعر الكبير صلاح جاهين، وألحان كمال الطويل، والتي تولى تصويرها على طريقة «فيديو كليب» استعراضي شكري أبو عميرة، وهي ما زالت تتردد في هذه المناسبة أيضاً. بدوره، غنى الموسيقار الكبير والمطرب محمد فوزي في عام 1959 ضمن أحداث فيلمه «كل دقة في قلبي» أغنيته الشهيرة «أحن قلب» مع الفنانة نازك شريكته في بطولة الفيلم، وحققت آنذاك نجاحاً كبيراً وما زال الجمهور يتفاعل معها حتى الآن.

آراء

أكد المطرب السوري محمد باش أنه أطلق أغنيته «ستات مصر» كونه أراد تقديم عمل غنائي كهدية للأمهات في العالم العربي، موضحاً أنه صورها في مصر، لأنه يعتبر أن المرأة المصرية تختزل صفات المرأة العربية الشجاعة القادرة على مواجهة الصعاب، موضحاً أنه لا ينحاز إلى لهجة بعينها، لكنه قدم الأغنية بالمصرية لتكون موجهة إلى النساء العربيات جميعاً.

الملحن هاني شنودة أشار إلى أن الأغاني القديمة كتبت بصدق ولحنت بموهبة عالية، لذلك ستظل وتبقى حتى نهاية الحياة، موضحاً أن هذه الأعمال ما زالت تؤثر فينا وتعطينا المعنى الأسمى للمشاعر الإنسانية، لا سيما أنها جاءت بشكل جاد ولائق، مشدداً على أن ما يخرج من القلب يصل إلى القلوب الأخرى بسهولة وسرعة.

ويوضح شنودة أن كثيراً من الأعمال الأخيرة لم تأت بقوة أغنية فايزة أحمد «فثمة أغانٍ قديمة استطاعت أن تبقى في الذاكرة على مدار أكثر من ستين عاماً، خصوصاً أغنية فايزة أحمد التي تصدرت المرتبة الأولى دون غيرها، مشيراً إلى أن كلمات الأغنية جاءت صادقة من الشاعر لوالدته، ولحنها عبدالوهاب بحب، لأنه كان متعلقاً بأمه بشكل جنوني.

من جانبه، أكّد الشاعر الغنائي مدحت فوزي أن الأغاني القديمة متكاملة الأركان بالصوت والكلمات والموسيقى والألحان، فيما تأتي الأعمال الحديثة سريعة وجوفاء ولا تحمل المعاني نفسها التي كان يتم بها تنفيذ الأغاني القديمة، مشيراً إلى أن هذه العوامل كافة تؤثر سلباً على الأعمال الجديدة وتجعلها خالية من المشاعر.

من ناحيته، لفت الموسيقار الكبير محمد سلطان إلى أنه لا يمكن المقارنة بين الأعمال القديمة والحديثة، فالفنانون الراحلون كانوا عمالقة يعملون بإخلاص وحب بعيداً عن الاستسهال والتسرع، مشدداً على أنهم كانوا يهتمون بالكيف لا الكم، وأشار إلى ارتباط عدد كبير من الجمهور بهذه الأعمال منذ الطفولة، لذا يشعرون بشجن عندما يسمعونها الآن، وهو أيضاً سر بقاء هذه الأعمال.

back to top