بعد الكثير من الإشارات التي دلت على توتر العلاقة بين رئيس الحكومة السابق زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري ووزير العدل أشرف ريفي، الذي كان يفترض أنه ينتمي إلى التيار نفسه، يبدو أن الخلاف بين الرجلين بشأن عدة ملفات، من العلاقة مع حزب الله والحوار والتنسيق معه، ووصولاً إلى انتخابات الرئاسة، لم يعد قابلا للاحتواء.

Ad

وكانت قضية إحالة جريمة الوزير السابق ميشال سماحة إلى المجلس العدلي، بمثابة «شعرة معاوية» التي «كسرت الجرة» بين الرجلين حيث بات إصلاح العلاقة بينهما صعباً.

وكان ريفي انسحب من جلسة مجلس الوزراء، أمس، احتجاجاً على عدم بحث بند إحالة جرائم سماحة، إلى «العدلي» للجلسة الثالثة على التوالي، وسط تضامن من وزراء حزب «الكتائب اللبنانية».

وما كانت إلا دقائق معدودة حتى علّق الحريري على موقف ريفي، عبر حسابه على «تويتر»، قائلاً، إن «موقف الوزير ريفي لا يمثلني ولا يزايدنّ أحد علينا باغتيال وسام الحسن أو محاكمة سماحة فكل من ارتكب جريمة سينال عقابه».

ونشر ريفي عبر صفحته على موقع «فيسبوك» صورة له وهو يزور ضريح اللواء وسام الحسن، كتب تحتها: «لم تكد تمضي دقائق معدودة على انسحاب الوزير ريفي من جلسة المجلس الوزراء، وتغريدة الرئيس الحريري التي أكدت عدم تبني كلام ريفي، والتي رفضت أي مزايدة من أي أحد في موضوع الوفاء للشهيد وسام الحسن، حتى جاء ردّ ريفي مباشرة من من أمام ضريح الحسن، حيث وضع إكليلاً من الزهر، وقرأ له الفاتحة».

وكان ريفي أعلن بعد خروجه من الجلسة، أمس، أنه لن يشارك بأي جلسة للحكومة قبل أن يُدرج موضوع إحالة جريمة سماحة إلى المجلس العدلي بنداً أول في الجلسة.

وقال: «لدينا خيارات عدة وسنفاجئ بها اللبنانيين لإقامة العدالة في هذه القضية»، مضيفاً: «سألجأ إما إلى المحكمة الجزائية الدولية، أو القضاء الكندي أو إحدى الدول التي تجيز لقضائها صلاحية الجرائم الإرهابية». وسماحة متهم بنقل متفجرات بالتآمر مع رئيس الاستخبارات السوري علي المملوك، للقيام بتفجيرات إرهابية تستهدف شخصيات سياسية ودينية من الطائفة السنية لإحداث فتنة، وهناك تسجيلات مصورة لقيامه بنقل المتفجرات، وأطلق سراحه بطريقة مستغربة قبل أسابيع، لمتابعة محاكمته وهو في الخارج.