كشف مدير مركز «ابن خلدون»، د. سعد الدين إبراهيم، في مقابلة مع «الجريدة» أن الرئيس الأميركي باراك أوباما غيّر موقفه من ثورة 25 يناير، وتخلى عن دعم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، بعد اتصال هاتفي من زوجته الأميركية باربرا، التي كانت في ميدان التحرير يوم اندلاع الأحداث، وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

● هل تعتقد أن 25 يناير ثورة حقيقية.. أم مؤامرة أميركية؟

- 25 يناير ثورة شباب صنعوها بأحلامهم ودمائهم، وعلى مسؤوليتي أميركا فوجئت بالحراك الشعبي، ويومها دعيت لاجتماع في البيت الأبيض، ووقتها كانت زوجتي موجودة في ميدان التحرير، وأكدت من خلال مكالمتها الهاتفية لي، توافد المئات من الشباب المطالبين بالحرية والعدالة، وحينها دخل الرئيس الأميركي باراك أوباما وتحدث إلى زوجتي وسألها «هل هناك هتافات ضد أميركا؟»، فقالت له : «حتى اللحظة لا يوجد، ولكن إن استمر النظام الأميركي في دعم حسني مبارك فستكون العواقب وخيمة»، وبالفعل حدث اجتماع بين رئيسي الأركان المصري والأميركي وطلب أوباما من مبارك إعادة الانتخابات الرئاسية وتنفيذ الحد الأدنى من مطالب الشباب، لكن مبارك لم يفعل، ما جعل الجانب الأميركي يعلن موقفه المؤيد للثورة.

● كيف تقيّم حرية التعبير في مصر منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي؟

- في تقديري الشخصي هناك حرية تعبير بنسبة 80 في المئة، وذلك يحدث من خلال محاولات الشباب المستمرة في التعبير عن آرائهم، ويجب أن تتوقف أجهزة الأمن عن ارتكاب حماقات بحبس أصحاب الرأي خصوصاً من الشباب، ومصادرة حرية التعبير، بالإضافة إلى حملات الاعتقال العشوائية التي تزيد بشكل ملحوظ مع اقتراب الذكرى الخامسة لـ25 يناير، حيث إنها أفعال تورط النظام الحالي وتصنع عداءاً بين الشباب والسلطة.

● هل هناك تضييق على عمل مركز ابن خلدون؟

- بالطبع هناك تضييق أمني ومالي وعلى المدى القريب لن يكون هناك منظمات مجتمع مدني في مصر. شخصياً قمت بتقليص عدد الموظفين من 30 إلى 6، ويشمل التضييق المالي التمويل من الخارج بحجة منع التمويلات الأجنبية، على الرغم مما تخضع له منظمات المجتمع المدني من رقابة. وشهدنا جميعاً خلال السنوات الماضية الحرب التي افتعلتها الدولة على منظمات المجتمع المدني التي تتلقى تمويلاً خارجياً ووصمتها بـ «خيانة للوطن»، رغم أن الحكومة المصرية والمؤسسة العسكرية نفسها تتلقى تمويلاً خارجياً لسنوات طويلة.

● هل تراجعت علاقتكم مع دولة قطر بعد 30 يونيو؟

- علاقتي بقطر لم تتغير قبل أو بعد 30 يونيو، وهي كباقي دول المنطقة العربية، وأنا أعرف لماذا تثار التساؤلات حول علاقتي بقطر، بسبب العلاقة التي تربطني مع الشيخة موزة، التي كانت تدرس كتبي في مجال علم الاجتماع وهو نفس تخصصها وتربطنا علاقة دراسة بعيداً عن السياسة.

● هل تعاني اتهام البعض لك بدعم أعضاء الإخوان المسلمين حين قدمتهم إلى الجانب الأميركي؟

- أنا لم أقدم الإخوان لأميركا، بل إلى الجانب الغربي بشكل عام، منذ عام 2000 حين تم اعتقالي وزملائي في مركز «ابن خلدون»، آنذاك كان يزورني نواب وسفراء من الخارج، وكان القيادي الإخواني خيرت الشاطر، حينها سجيناً وطلب مني أن أتحدث مع السفراء وممثلي الحكومات بشأن احتجازه هو وعدد من أعضاء الجماعة، وبالفعل تحدثت إلى السفير الكندي وقتها، وبعد خروجي من السجن في 2003، قمت بترتيب عدة لقاءات مع الجانب الغربي والإخوان، وبالفعل وافقت جميع الأطراف إلا واشنطن التي رفضت لقاءهم في البداية، حتى تم تنظيم زيارة رسمية لعدد من نواب برلمان 2010 كان بينهم 15 نائباً إخوانياً، تمت دعوتهم من البيت الأبيض في عيد استقلال أميركا، وكان ذلك بدء الحوار بين الطرفين، ولا أعتقد أني في حرج مع النظام الحالي أو غيره.