«الإخوان» تراوغ بـ «الجهاد» للحشد في 25 يناير
«مرصد الفتاوى» يستنكر ويتهم الجماعة بإهانة الدين لأغراض سياسية
قبيل أيام من حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، دعا القائم بأعمال المرشد العام لجماعة "الإخوان"، محمود عزت، إلى المشاركة فيما سمّاه الموجة الثورية المُقبلة (في إشارة إلى التظاهرات المفترض أن يدشنها أنصار الجماعة في ذكرى الثورة).المثير للدهشة، أن عزت، المقيم حالياً في تركيا، بدا في بيانٍ نشره الأربعاء الماضي، متناقضاً، حيث استشهد بآيات قرآنية تحث على الجهاد في ذكرى الثورة، في الوقت الذي شدد فيه على ضرورة سلمية التظاهرات، ما اعتبره خبراء محاولة من الجماعة لغسل يدها من دماء متوقّعة، في أحداث الذكرى، فضلاً عن اعتبار "دار الإفتاء المصرية" أمس الأول، البيان إهانة للدين، لكونه استخدم مصطلحات نبيلة لتحقيق أغراض سياسية.
وفي الوقت الذي رفعت فيه قوات الأمن درجة استعدادها لمواجهة التحركات الميدانية المتوقعة في ذلك اليوم في عدد من ميادين القاهرة، خصوصاً في ميدان التحرير، تعتبر دعوة عزت الهارب من مُذكرات توقيف وأحكامٍ بالسجن، هي أول دعوة يتم رصدها للتظاهر في ذكرى يناير، حيث لم يتم تسجيل أي دعوات للتحرك ميدانياً في ذلك اليوم من قبل الائتلافات الثورية والقوى الشبابية.عزت دعا أنصار الجماعة إلى المشاركة في تلك التظاهرات، وقال: "انزلوا في هذه الموجة الثورية خفافاً وثقالاً، يلقي الله السكينة في قلوبكم ويقذف الرعب في صدور عدوكم"، داعياً القوى الثورية والائتلافات الشبابية إلى الاتحاد لتحقيق ما سماه "نصراً على الطغاة"، وأكد النضال السلمي، وأضاف: "لا يصبر عليه إلا أولو العزم من الرجال"، واختتم: "الإخوان يدركون أن النضال مرحلة من مراحل الدعوة، لها متطلباتها حتى تكون في سبيل الله"."مرصد الفتاوى والآراء الشاذة" التابع لدار الإفتاء المصرية، دخل على خط الأزمة، بعدما اتهم "الإخوان" بإهانة الدين في البيان، باعتبارهم التظاهر في ذكرى يناير "جهاد شرعي"، واصفاً بيان الجماعة بـ"المُتطرف"، والذي يُخفي وراءه مصالح سياسية. وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حذر في وقت سابق خلال حضوره الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، من الدعوات لثورة جديدة، وقال: "يريدون بها ضياع البلاد والعباد". القيادي الإخواني المنشق سامح عيد، قال إن عزت يسعى من خلال البيان الأخير إلى تسجيل موقف ثوري، يُحرك من خلاله من هم أقل من 25 عاماً، بغية الصدام مع الدولة وإرهاقها وتحميلها مسؤولية دماء جديدة، وفي ذات الوقت استخدم كلمات تهدئة مثل "السلمية" لعدم الصدام مع الغرب، مؤكداً لـ"الجريدة" أن "الإخوان" لن يشاركوا في تظاهرات يناير تنظيمياً، لكونهم يدركون أن الصدام مع الدولة في الوقت الحالي كلفته عالية.