The Boss... فكاهة محدودة
ميليسا مكارثي امرأة محترفة في عملها حققت مع الكاتب والمخرج بول فيغ أعلى مستوى النجاح، بدءاً من دورها اللافت في فيلم Bridesmaids (وصيفات الشرف) وصولاً إلى الفيلم الناجح The Heat (الحرارة)، ثم مفاجأة السنة الماضية Spy (الجاسوس). كذلك تشارك زوجها بن فالكون الذي يعمل في مسرح {غراوندلينغز} الكوميدي الكتابة، وقد تولى بنفسه إخراج فيلم Tammy والآن The Boss (الرئيسة).
تأتي أفلام الكاتب والمخرج بول فيغ متماسكة بطريقة تقليدية وتكثر فيها الدعابات، بينما تثبت أفلام بن فالكون في المقابل أنها مفككة وغريبة جداً وتترك مساحة لطرح أفكار غير اعتيادية. لن يكون هذا المنحى سلبياً بالضرورة إذا كنت تحب أسلوب ميليسا مكارثي التي تبني شخصياتها على الفكاهة الجسدية.في فيلمَي Tammy
وThe Boss، يأخذ كل من مكارثي وفالكون شخصيات بسيطة (نساء وأولاد صاخبون يستمتعون بموسيقى الراب وبِخرق القانون) ويصنعان منها نسختهما الخاصة في عالم السينما.في The Boss، تؤدي مكارثي دور ميشيل دارنيل، تاجرة باردة الأعصاب لا حدود لتصرفاتها وتكون {في المرتبة 47 من بين أغنى نساء الولايات المتحدة}. تميل إلى ارتداء قمصان بياقة عالية ومعاطف طويلة، وهي معتادة على التفوه بكلمات بذيئة في قاعات {وول ستريت}.لكنها تُضبَط في عملية تجارية غير قانونية بسبب حبيبها الذي تحوّل إلى عدوّها رون/ رينو (بيتر دينكلاج). وبعد تمضية فترة في السجن، ينتهي بها الأمر على كنبة مساعدتها السابقة كلير (كريستين بيل). فتحضّر هناك مشروعاً مهنياً جديداً بمساعدة ابنة كلير، رايتشل (إيلا أندرسون)، وتنشئ فرقة نسائية اسمها {دارنيل دارلينغز} وتبدأ ببيع حلوى البراونيز وتعطي حصة من الأرباح للفتيات. ثم تتلاحق الأحداث الصاخبة. تركيبة شائبةلا تنجح تركيبة فيلم The Boss كثيراً ويبدو الانتقال بين المشاهد شائباً. لكن ثمة مقاطع ظريفة في العمل. نشاهد أحد أبرز المشاهد المضحكة قبل عرض الأسماء المشارِكة في بداية العمل، حين تغني ميشيل على طريقة الراب نسختها من أغنية All I Do Is Win للمغني دي جي خالد (مع إطلالة خاصة للمغني تي باين) خلال خطاب مالي تحفيزي تزامناً مع إطلاق الألعاب النارية. إنه مشهد غريب ومثالي. كذلك، يبرز مشهد العراك في الشارع بين الفِرَق ويبدو مضحكاً وسخيفاً جداً. وتكون طريقة لفظ ميشيل لكلمة «دوريتو» وكأنها كلمة أجنبية مضحكة، ولا مفر من أن نضحك أيضاً حين تسخر من ملابس كلير عندما تستعد الأخيرة للخروج في موعد غرامي. يشمل الفيلم هذه اللحظات الممتعة لكنها تبقى محدودة ولا تناسب بالضرورة المنحى العام فيه.يطرح العمل بعض الرسائل عن القوة النسائية وضرورة تولي دور قيادي في عالم الأعمال وتحقيق الأحلام وتمكين الشابات بالوسائل المادية. إنها أفكار مثيرة للاهتمام، لا سيما حين تقتحم ميشيل نادياً للرجال وتتناول الغداء هناك لكنه يكون غير ناضج بالكامل. وتبدو فكرة المرأة النافذة التي تدخل السجن ثم تستعمل مهاراتها خدمةً لفرقة نسائية ممتازة، لكن تتلاشى تلك الفكرة لاحقاً للتركيز على العلاقات الشخصية المتداخلة والخصومة بين ميشيل ورون.لا يُعتبر فيلم The Boss مميزاً بأي شكل، إذ لا يرقى السيناريو إلى مستوى مهارات مكارثي وترتكز الفكاهة فيه على أدائها وحركاتها الجسدية بدل الدعابات المكتوبة. لكنها فرصة لمشاهدة ممثلة كوميدية بارعة وهي تكشف بكل جرأة وثقة عن طبيعتها الغريبة. لا يتسنى لنا أن نشاهد هذا النوع من العروض على الشاشة الكبيرة دوماً!